Alsharq News الشرق نيوز
مقالات مشابهة
لبانة غزلان
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن أتحدث الانكليزية لأثبت للصيدلاني العنصري أني متعلمة، ودخلت المدارس يوما ما.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن ابتسم في وجه سائق تكسي عنصري يتحدث الفرنسية بطلاقة عندما يخبرني أني لا أشبه السوريين ويتمنى أن تطول إقامتي في لبنان، بعد أن كذبت عليه بأني هنا منذ أيام فقط وموعد طائرتي في الغد، خوفا من أن يعرف أني بلا إقامة.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن يكون حيواني الأليف وسيلة ليرى جيراني اللبنانية أني سورية من النوع الأليف الكلاس، وأقرب إلى لبنانية من كوني سورية.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن ابتهج حين أدخل مكانا عاما ولا يكون السؤال الاول لي أنت سورية؟
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن اصفق لسائق تكسي يخبرني تعاطفا وربما بغرض (التطبيق) أن أمه سورية ولا يخجل من ذلك بل يقوله على الملأ بحسب تعبيره.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن أسمع أن جارتي اللبنانية تعد حقائبها صيفا لتسافر إلى اللاذقية، وانا لا أستطيع دخول سورية، وتعود من رحلتها السياحية، لتخبرني أنه انبسطت كتير بالزيارة، وأنه البلد بألف خير ليش ما منرجع عليها.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن تستقبلني صاحبة البقالية كل يوم بخبر جديد عن سوري اغتصب لبنانية في الاصنصير أو في الشارع أو في باص عمومي دون أدنى شك لديها أن مثل هذا لم يحدث، وتوصيني أن أخاف أنا أيضاً من السوريين المتوحشين.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن تعود شريكة سكني اللبنانية غير العنصرية من عملها، لتجدني أنظف منزلنا المشترك، فتمازحني ” عم تنضفي البيت كرمال ما بلغ عنك عالتطبيق الجديد” فأضحك، واعلم أن مثل هذا سيحدث لغيري.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أن أشكر جاري اللبناني حين يمنع عنصريين آخرين من دخول منزلي وطردي منه، ويقول لي أنت بحمايتي وهو يظن أني مسيحية مما يجعله يغض الطرف عن جنسيتي.
أنا سورية في لبنان وهذا يعني:
أني مهانة قلقة، نصف إنسانة، وعلي أن استمع لكل هراء هذا العالم الفارغ عن أهلي وبلدي، وأشكر كل إطراء لا يشبهني بهم.
