الخميس , سبتمبر 19 2024
الرئيسية / مقال / بين المؤثرين والمثرثرين تاهت بوصلة السوريين

بين المؤثرين والمثرثرين تاهت بوصلة السوريين

بين المؤثرين والمثرثرين تاهت بوصلة السوريين

هناء درويش 

في ظل الأوضاع المأساوية الراهنة التي يعيشها السوريون في تركيا من مخاوف الترحيل إلى القلق على مستقبل يحيطه الخوف والمجهول من كل جهة.
عُقد في إستانبول مؤتمر تحت رعاية جهات ومنظمات سورية.
وكان من المفترض أن يكون منبراً لطرح ومناقشة أوجاع وهموم السوريين… إلا أن ما شهدناه كان بعيداً كل البعد عن الواقع المؤلم الذي يعيشه ويعاني منه السوريون.
فلا أجواء المؤتمر ولا بعض الشخصيات (وليس جميعها) كانت تتناسب مع الواقع الكارثي للشعب السوري في كل مكان .
صحيح أن عنوان المؤتمر كان يدل على الرمزية الإنسانية بشكل عام إلا أنه ومن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر فرصة حقيقية لمناقشة القضايا الجوهرية التي تهم السوريين مثل الأزمات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية التي يعانون منها.
خاصة مع وجود شريحة معينة ممن يوصفون بأنهم (مؤثرون) عرب.
لذا كان حرياً بالمنظمين أن يلتقطوا هذه الفكرة ويستفيدوا منها لصالح الثورة السورية ويؤثروا بالمؤثرين الذين يمتد تأثيرهم إلى خارج النطاق المحلي للعربي وربما للعالمي.
إلا أن ما رأيناه كان مجرد جلسات متكررة وثرثرة بلا مضمون لم تقدم أي حلول أو رؤى جديدة.
وإنما تحول إلى  حوارات استعراض للبعض وتلميع البعض ومحاولة (دحش) البعض في أنوف الحاضرين والمتابعين.
وكان لحضور البعض (من أصحاب الهم الثوري) دوره الإيجابي الذي رفع من سوية المؤتمر وحماه من السقوط.

وحتى نكون منصفين فليست هذه المرة الأولى التي نشهد فيها مؤتمرات تفتقر إلى الجدية والتأثير
فهناك العديد من المؤتمرات التي تُعقد هنا وهناك، وسواء حملت نفس الطابع والأفكار أم كانت مختلفة إلا أنها تنتهي بنفس النتائج حيث لا جديد فيها.
تبقى مجرد تجمعات للثرثرة بين مثرثرين لا تأثير لهم على مصير السوريين.
إلا أن الفرق بينها وبين هذا المؤتمر أولاً _ الحامل الاقتصادي لهذا المؤتمر والترف في بعض مظاهره وهذا يتنافى مع واقع الشعب الذي يعاني الفقر والجوع والبطالة والحاجة الماسة إلى كل ما يرفع من سوية المجتمع.
ثانياً- لم يدعي من نظموا المؤتمرات الأخرى أنهم مؤثرون
ونحن حتى الآن نجهل المعايير التي اعتمدها المنظمون في اختيار المدعوين الذين أطلقوا عليهم صفة المؤثرين
وبالتالي فقد أدى تكرار هذه المؤتمرات الشكلية إلى شعور السوريين بالإحباط وفقدان الثقة في الجهات المنظمة والمشاركين.

إن ما يحتاجه السوريون فعلاً هو مؤتمرات فعلية تتناول مشاكلهم بجدية وتقدم حلولاً عملية تساهم في تحسين أوضاعهم وواقعهم المرير وليسوا بحاجة لفشل جديد يضاف إلى قائمة الفشل الذي أثقل قلوبهم
أخيراً
إن الوقت قد حان لتغيير هذه النمطية وإعطاء الأولوية لهموم السوريين الحقيقية التي هي صلب الإنسانية وجوهرها لذا علينا أن نبحث عن حلول جادة ونستمع إلى أصوات الشعب بعيداً عن الثرثرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ف(بين المؤثرين والمثرثرين..ضاعت بوصلة السوريين)وحان الوقت لإعادة توجيهها نحو مستقبل أفضل لسوريا الحرة المستقلة.

شاهد أيضاً

حمدو المحظوظ أم …..حمدو الناجي ؟ 

حمدو المحظوظ أم …..حمدو الناجي ؟  هناء درويش    لم يكنْ حمدو طفلاً جيدَ الحظِّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =