برّاد.. مكرويف… الوحدة 205
المعتز الخضر
قَرصة جوع لا أكسَر و لا أقَلّ…
في عام 2011 في المساكن العسكرية تعَطَّل عندنا البرّاد عُطل صُمَيدَعي و عَرضتو على أكثر من مُصَلّح لكن عَبَس (عَبَث) عجزوا عن إصلاحو و قالولي روح اشتري واحد جديد.. لكن من وين يا حسرة العين قصيرة و الإيد بصيرة (أعرف المَثَل معكوس) لكن للضرورة الشعرية.. المهم و أنا في حيص بيص لعدة أشهر استدعاني سيادة اللواء قائد الفرقة السُّنّي اللي من جيجاتنا و من عظام الرقبة من النّبك.. و عند مثولي أمام سيادتهِ وجدتُ في استقبالي دورية مؤلَّلَة من الأمن العسكري و اللّي تحاوشوني بالتعاون مع ضابط أمن الفرقة العقيد شَنَبو و اللّي ياما جاء إلى مكتبي في صحراء الفرقلس عندما خَدَمنا سَويّاً طالباً الإفطار أو الغداء.. تحاوشوني و شَلَّحوني مُسدَّسي و باكيتين گولواز أصفر و أصَنصين عِطر سيگار و اقتادوني مُكَبَّلاً و مُطَمَّشاً إلى غَيابةِ فرع حمص ثم الفرع 293 و بعدها الفرع 291 إلى الفرع 248 و لاحقاً إلى سجن صيدنايا الأحمر.. نعود للبراد العاطل.. جاءت جارتنا القردوليّة في زيارة و قدّمت نصيحة لزوجتي حتى تحلِّلنا مشكلة البراد و قالت روحوا عا وادي الدّهب بحمص أحلى براد بخمسمية وَرقَة.. قالتلي زوجتي يقولون في برادات و غسالات كثير رخيصة بوادي الدّهب.. قلتلها أعرف.. قالت طيّب ليش ما تجيبلنا براد؟ قلتلها لَك هذول الأدوات الكهربائية موجودة بسوق اسمو سوق السِّنّة كلها مسروقة و معَفَّشَة من بيوت الناس اللي اعتقلوها أو قتلوها.. الزبدة ظلّينا بدون براد عدة أشهر.. لكن القيادة الحكيمة لا تترك رجالها بدون براد.. بعد خروجي من السجن بعد شهور طويلة لا أستطيع وصف طولها خرجتُ سليماً مُعافى إلّا من خلل في سُكّر الدمّ و دسكين في الظهر و فقدان السمع في أذني اليسرى و انخفاض وزني من تسعين كيلو غرام إلى سبعة و ستين كيلو و استعانتي بالعُكازة للمشي لقيت القيادة الحكيمة قد جمعت لي رواتبي بإشعار إلى الوحدة 205 حيثُ قسّموا لي الرواتب إلى دفعات متفرّقة حصلتُ على الدفعة الأولى و خصّصت منها مبلغ لشراء برّاد جديد فقد خرجت من السجن و وجدت عائلتي ما زالت كل تلك الفترة بدون براد.. و عند مدخل كراج العبّاسيين و خلال أزمة تفتيش الداخلين و الخارجين من الكراج ضربت إيدي على جيبي لقيت إحدى النَّشّالات قد لطشت حق البراد و غادرت بكل هدوء.. أحد أولادي قال لي : يابا في وحدة كانت لازقة فيك من ورا أكيد هي اللي سرقت المصاري.. ضحكت و تحَسَّبت الله و قلت شوفوا النصيب شوفوا يعني القيادة الحكيمة لمّا عرفت إنّو برّادنا عاطل و ما عنّا حق براد اعتقلتني و جمّعتلي رواتبي حتى أشتري برّاد و بعدما قبضت الدفعة الأولى من جمعية القيادة الحكيمة و قرّرت أشتري البراد إجت إحدى تلميذات زيطَة و كَلكَشت المصريّات.. يعني لو إنّي طايع جارتنا من الأوّل و رايح مشتري البرّاد من سوق السّّنّة مو كان أحسن؟ كِنّا وَفّرنا مصاري و أشهر السجن و وفّرت الثلاثين كيلو اللي فقدتها من وزني و كان صحتي بقت عال العال لا سكّر و لا ديسك و بأُذنين اثنتين صاغ سليم بس شو بدّك تساوي هيك يصير باللّي ما يسمع نصيحة جارتو اللّي من هاك الحَلّ جارتو للقائد المُلهَم أبو عيون بَنَفتَحي و طول رُمح الرّديني.