مقال رأي
لولو أندرسون… سكوتلندا
الشرق نيوز
الأسد فرانكو سوريا وجزارها
سأتحدث في هذه المقالة حول الربيع العربي وهو الموضوع الأكثر خلافا في الشرق الأوسط (في رأيي) والموضوع الذي لا يزال متابعاً بشكل كبير لمعظم الناس حول العالم.
تركيزي على سوريا كونها لا زالت تواجه تداعيات أزمة نتجت عن تعاطي النظام مع الثورة. بدون شك سببت أزمة سوريا دماراً هو الأكبر في العالم نتيجة الصراع وبقاء الازمة التي تعيشها بدون حلّ.
بدأت الثورة في ٢٠١١ حين بدأت مئات المظاهرات في الشوارع من أجل حقوق الإنسان في سوريا ومن أجل اسقاط نظام الأسد الدكتاتوري. في البداية كان السوريون متفائلين جداً بأنهم سيخلقون التغيير في البلد والمجتمع السوري. ولكن بعد الصراع أصبح واضحاً أن المظاهرات كانت تتحول إلى حرب وصراع، نتيجة إجرام النظام ضد المتظاهرين العزل. من هنا بدا أن الامل يتضاءل في قلوب السوريين لأن الأسد كان يحسم الصراع لصالحه بسبب الدعم غير المحدود من حزب الله ثم إيران ومن بعدها روسيا كل لأسبابه ومصالحه.
كان من الملفت أن رؤساء تونس ومصر وليبيا وأيضا اليمن والسودان سقطوا خلال الثورات العربية، ولكن الأسد لم يسقط وهو الذي جلس على ترسانة أسلحة متجددة كانت روسيا تجربها في ساحة الحرب السورية.
كان نظام الأسد مثل نظام فرانكو في اسبانيا. فلقد سجن وعذّب مئات الالاف من السوريين كما انتشرت عمليات الخطف بشكل كبير، تلك التي قامت بها المخابرات والشبيحة مطالبين عائلات المخطوفين بكثير من الأموال فقط ليسمعوا أخباراً عن أفراد عائلاتهم.
الشبيحة هم مجموعة من الأشخاص الأكثر وحشية لأنهم لا يتبعون اللوائح أو القوانين ويقومون بجرائمهم بدون أي محاسبة بل بدعم وتشجيع من النظام نفسه.
وبعد أن صار الموت حقيقة في كل بيت سوري، وبعد أن إنسد الأفق من أجل حل عادل بدأ كثير من السوريين رحلة اللجوء المر رغم المخاطر، وهرب كثيرون منهم من الصراع الى بلدان أخرى. وهذه حكاية لا تقل وجعاً عن حكاية الموت في سوريا.
بالرغم من كل هذا ما زال نظام الأسد ينكر استخدام العنف ضد الشعب السوري، على الرغم من صدور تقارير (مدعومة بالصور والوثائق) التي تعرض الظروف المروعة وحالة الجثث المعذّبة. لقد صدمني فعلا عجز أي قوة دولية عن الحد من هذه المأساة.
ربما يبدو هذا الأفق سلبياً للغاية ولكن هذه النتائج هي عادة من صنع الدكتاتوريات، والوقوف بوجهها يحتاج إلى تضامن دولي مع شعب يريد الحرية. ليس من المعروف بعد إذا كانت سوريا ستشهد ثورة أخرى في المستقبل القريب ولكن المؤكد أن سوريا وشعبها سيستمرون في المعاناة إذا ظل الأسد ونظامه يحكمون البلد.
عبر الزمن الماضي شهد التاريخ سقوط فرانكو وبقاء اسبانيا حرة، ويوما ما سنشهد سقوط الأسد وبقاء سوريا حرة فالدكتاتوريات لا تدوم.
لولو اندرسن Lulu Anderson١٣/١٢/٢٠ اسكتلندا
٢١/١١/٢٠