الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / كلام سوريين / منديل على سرير أمي

منديل على سرير أمي

منديل على سرير أمي 

 

——————-

عبد السلام الشبلي 

 

لم يكن حلما عاديا يوم أمس ، في بيت أمي أنام مستغرقا دون قلق ، باحثا عنها في لحظات منام عابرة، تلك التي تتحقق كلما نمت عندها كما كانت تحب دوما حين أعود من سفر العمل. 

 

منذ غادرت منزل أمي إلى حياة الزوجية، وأصبح النوم في بيتها عادة ترافقني فيها زوجتي مرة ، وتوافقني فيها مرات دون أن تحضر معي، ومنذ رحيلها أصبحت أكثر رغبة في النوم قرب سريرها. 

 

بالأمس حضرت في منامي، مبتسمة وصامتة مدت يدها لي بمنديل أبيض، لفت فيه عدة مئات من الجنيهات. 

 

ربما لا يعرف الكثيرون حتى إخوتي أن أمي حتى أشهرها الأخيرة كانت كلما نزلت من السفر ، تمنحني مصروفا، لفته بمنديل أبيض، تقترب مني على حين غرة، ترمي منديلها في حضني وبغمزة حب تخبرني أن أفتحه لأجد فيه ما تيسر من نقود خبأتها لي. 

 

وضعت في يدي نقودها، ومضت غير بعيدة إلى غرفتها، وهناك أيقظتني الحقيقة، نظرت حولي فلم أجد أمي، لكني وجدت منديلا أبيض قرب مخدتي. 

 

لا أذكر أني وضعته ليلا.. لكنها ربما حضرت لتمسح دمعي ، أو أنها قطعة من روحها تركتها لي . 

 

حملت المنديل خبأته في حقيبتي. وعدت أبحث عنها في حلم آخر، علها تأتي لتحكي أين أجد مصروفي المحبب في رحلتي القادمة إلى سريرها الذي يفتقد جسدها الطيب وروحها الطاهرة.

شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − اثنان =