الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / كلام سوريين / رصاصة أخيرة في هذه الحرب

رصاصة أخيرة في هذه الحرب

نصوص ل

أحمد بغدادي

2017

ـــــــــــ

 

تعالوا 

تعالوا نضع هذه الفخاخ خلفنا ونتكلّم بحنكةِ الأغبياء

ومن يتوارى عن المشهد 

سأسملُ عينيهِ بوردتين

كي يقعَ في مصيدةِ الحُلمِ

تعالوا

خذوا حقائبكم.. فارغة؛ 

احتضنوها بالسواعدِ إلى الصدور 

كل شيءٍ بترتهُ الحياةُ 

حتى الحياة  

بلا كفوفٍ تشدُّ أطرافَ ثيابنا 

حين نمضي إلى القبورِ نائمين

تعالوا

نفترس الذكرياتِ التي تركتموها خارج الحقائب 

بأنيابنا 

نحن أيضاً لدينا أنيابْ

ليست وحدها الذئابْ؛ قاتلة..

تعالوا  

نمشي حفاةً كعناكبَ ماهرةٍ على خيوطِ الدهشة 

ونحتلّ

الزوايا 

والرزايا الرطبة بين جدران العالم 

ونموت بلا أسماءٍ أمام أمهاتنا

تعالوا

نحن وحدنا 

في وحشةِ هذا الكون: أصدقاء.

…………………..

أنتِ السبب

أيتها الموسيقى 

كيف تتجوّلينَ كعرّافةٍ عمياء

في بلادٍ 

تضيئها أصواتُ المدافعِ والرّاجمات.

…………..

2014
ـــــــــ
سنتقاسمُ الرصاصةَ الأخيرةَ في هذه الحرب؛
لكِ فارغتها
ولي نزفي..
سنتقاسمها
كي أبرهنَ لكِ للمرةِ الأخيرة
أن الرصاصةَ أنثى
مثلكِ
قاتلة أحياناً.
……………….

٢٠١٦
ـــــــــــ

الذي يحدث الآن
أنّني قتيل
وجثّتي إلى جانبي لا تتحرّك.
ــ قلبي وحده الآن
يلتقطُ صورةً فوتوغرافيّة
لهذا المشهد
بهدوءٍ
دون نبض.
ــ قلبُ حبيبتي
يبتسمُ كثعلب
الآن
ويأكلُ فاكهةَ قلبي،
وجثّتي، إلى جانبِ ظلي تبكي.
……….

2012 / دير الزور
ــــــــ
عودُ ثقابٍ واحد.. يكفي لإشعالِ مدينة
عودُ ثقابٍ واحد.. يكفي لإنارةِ زاويةٍ في القلب
عودُ ثقابٍ واحد.. يكفي لشهوةِ شمعة في ليلة عُرس
عودُ ثقابٍ واحد.. بين أصابعِ طفلٍ يشعلُ قمراً في الحرب
عود ثقابٍ واحد.. يحرقُ كلَّ رسائلها ورسائلكَ ويطفئُ نفسه
عودُ ثقابٍ واحد.. ترميه على حقل ذكرياتكَ، وتمضي
عودُ ثقابٍ واحد.. ما تبقّى في علبةِ الكبريت أمامي؛
ــ سأشعلُ سيجارتي الأخيرة
وأراقبُ دخانها كيف يهربُ عبر النافذة
بصمتٍ
مثل أي جثّة تتثاءب أمام المقابر الجائعة.
…………

“خيانة”

***

الذئابُ تعوي في دمي
الآن
ولستُ أعرف كيف أصنع قمراً
يليقُ بالمشهدِ..

وإنْ غابتِ الشرفةُ
سوف تعوي الذئابُ
في دماء الغافلين عن دمي
.. وأنا ألعقُ جرح خيبتي
منهزماً، كما رعاف الذاكرة.

-أنا الآن
أحلمُ بقمرٍ
ضريرٍ

يليقُ بالمشهد.

شاهد أيضاً

أين هي أمك؟

وينها أمك ؟ نص ل هناء درويش وينها أمك؟   السؤال الذي كان أول ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + 17 =