*العرب وعراب الكبتاجون*
حسن عبد القادر
لعل عودة بشار الأسد رئيس النظام السوري إلى مقعده في الجامعة العربية من أكثر الأخبار إنتشاراً على الساحة السياسية العربية منذ أيام .
ربما يعتبر هذا أمراً طبيعياً لأن عودته بعد تجميد عضويته في الجامعة العربية وحرب التصريحات التي امتدت لإثني عشر عاماً من رأس النظام أو من حكومته ومواليه اتجاه العرب والجامعة العربية كانت كفيلة على أقل تقدير لتبذل تلك الحكومات جهدها لإسقاطه.
ولكننا اليوم نرى أن الموازين قد قلبت وبدأت الخطوات تتسارع اتجاه دمشق من أجل التطبيع مع النظام وكأن حكام العرب والحكومة التركية قد دخلوا في سباق من يقدم له التسهيلات والمساعدات لتعويمه على المستوى العربي والاقليمي.
لو اخذنا شقاً آخر مبتعدين قليلاً عن الجامعة العربية كونها ومنذ تأسيسها إلى اليوم لم تتخذ قراراً إلزامياً يصب في المصلحة العربية بل إنها في بعض الأحيان التزمت الصمت تجاه قضايا مصيرية، وإن أبدت أي رد فعل فهو مجرد تصريحات خجولة أو لنقل إن وراء الأكمة ما وراءها من تلك التصريحات في الوقت الذي كان الشارع العربي يغلي تجاه تلك القضايا مثل احتلال العراق والعدوان الإسرائيلي المتكرر على المسجد الأقصى.
إن رأس النظام السوري الذي أغرق المنطقة بحبوب الكبتاجون وأنواع اخرى من المخدرات بالشراكة مع حزب الله اللبناني، والذي يعرفه كل من في المنطقة العربية أنه عراب تجارة الحشيش وهي نوع من أنواع المخدر المنتشرة بكثرة اليوم بفضل تجارتها المزدهرة من قبل الحزب وشريكه النظام حيث لم تتوقف شراكتهما هنا بل إنهما كانا شريكين في قتل السوريين أيضاً.
حاول النظام السوري إغراق الأردن والمملكة العربية السعودية والتي تعقد القمة العربية على ارضها بالحبوب المخدرة ولربما كان ينوي جعلهما نقطتي ارتكاز أساسية لتصدير بضاعته إلى مناطق أوسع من العالم مع التنويه أن السلطات الإيطالية ألقت القبض على باخرة في عام 2020 وتم نسبها لتنظيم الدولة مع العلم أن تنظيم الدولة لا يملك أي منفذ على البحر وبعد التحري ثبت أن مصدر الباخرة كان من ميناء اللاذقية والذي لم يفقد النظام السوري السيطرة عليه منذ انطلاق الثورة في سورية.
إن الإجماع العربي على عودة النظام السوري إلى مقعده في الجامعة العربية ما هو إلا رضى ضمني أو علني من حكام العرب على ما فعل هذا النظام بالشعب السوري من قتل وتشريد واعتقال وتغييب قسري في سجونه وربما يتعدى هذا إلى دفع مليارات الدولارات لهذا النظام تحت بند المساعدة الإنسانية أو إعادة الإعمار أو غيرها.
ويظل سؤال واحد الآن في مخيلة الكثيرين هل ستدخل حبوب الكبتاجون إلى أراضي المملكة داخل الحقائب الدبلوماسية والتي يمنع عادةً تفتيشها؟