الصين والعودة للشرق الأوسط
مقال رأي
لا يمكن لأحد أن يفصل السياسة عن الواقع حيث واقعية السياسة تفرض نفسها، وهذا ما نلمسه بشكل يومي من تصريحات أو تحركات للسياسيين على جميع المستويات.
شهدت الفترة السابقة نشاط زائد للدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط وكان أثر هذه التحركات واضح لنا جميعاً.
عودة العلاقات السعودية الإيرانية ما هي إلا ثمرة جهود بذلتها الصين وقد حققت هذا.
السؤال الآن هل ستحل الصين مكان الولايات المتحدة الأمريكية وتلعب الدور الأكبر في المنطقة؟
بعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية، كانت هناك عدة خطوات ومنها عودة العلاقات السعودية السورية أيضاً وربما هذا أمر طبيعي بحكم أن إيران تعتبر نفسها أو لنقل هي الأب الحقيقي لنظام الحكم في دمشق ، تزامنت مع تصريحات عدة عن مباحثات لعودة فتح السفارات بين دمشق والرياض وكذلك دعوة النظام للقمة العربية التي ستعقد في الرياض آيار القادم .
من المتوقع أن ينتج عن عودة العلاقات السعودية الإيرانية حل قريب في اليمن وخاصة أن السعودية لها حدود مباشرة مع اليمن وليس من مصلحتها أن يبقَ الوضع على ما هو عليه هناك، مع تطلعات ولي العهد السعودي إلى تغيير جذري بالواقع الذي تعيشه المملكة ونيته بالخروج من تحت المظلة الأمريكية والتي كانت مظلة الحماية للمملكة، وهذا ما جاءعلى لسان الرئيس السابق ترامب ومثل هكذا تصريحات تعتبر غير مقبولة سياسياً، ففي نهاية المطاف المملكة تقدم خدمات كبيرة بما يخدم مصلحتها أولاً ومن ثم أمريكا وقد لا يعني هذا التبعية فالكل يبحث عن مصلحته ومصلحة بلاده أو أن الضعف في إدارة بايدن هي فرصة سانحة لتوجيه البوصلة إلى أفق اقتصادي جديد بعيد عن الاحتكار أو لنقل التبعية كما يسميها البعض وهذا يجعل المملكة هي صاحبة القرار الوحيد في اقتصادها.
إن الضعف في إدارة بايدن جعلت التنين الصيني يمد ذراعيه اليوم باتجاه الشرق الأوسط بعد أن غزت منتجاته معظم دول العالم،
المرحلة الأولى الاقتصادية باتت واقعاً لا مفر منه وأتت الفرصة للمناورة السياسية وقد أثمرت هذه المناورة عن إعادة العلاقات بين دولتين لهما رمزيتهما عند المسلمين في أنحاء العالم كله مما يعطيها نقطة قوة في قدرتها على تغيير بعض الملفات المهمة.
إن إعادة العلاقات السعودية السورية هي بداية مرحلة جديدة في العالم العربي والحديث عن حضور بشار الأسد قمة الرياض المقبلة هي من تبعات ذلك الصلح.
ولا يزال السؤال قائماً هل ستحل الصين مكان الولايات المتحدة الأمريكية وستلعب الدور الأكبر في المنطقة؟
وهل السبب الرئيسي هو ضعف الإدارة الأمريكية اليوم أم أن التنين الصيني لم يعد يقبل بسياسة القطب الواحد؟
حسن عبد القادر *
عضو الأمانة العامة لحزب بناء سورية الديمقراطي*
ملاحظة الصورة من الانترنت لوكالة رويترز