الأحد , أبريل 28 2024
الرئيسية / مقال / نعم سترد إيران

نعم سترد إيران

فراس علاوي

نعم سترد إيران

في نهاية عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قاسم سليماني على قائمة أهداف البنتاغون والمخابرات الأمريكية كهدف مشروع ،  وقد أخبرت ال Cia  البيت الأييض بأنه من الممكن إغتياله في لحظة ما بعد رصد تحركه لكن تردد أوباما الخائف على الإتفاق النووي مع طهران حينها أجل عملية إغتياله وأفشلها  .

تصاعد حضور سليماني المزعج للأمريكان والبروبيغندا الإعلامية التي تترافق مع ظهوره في كل مرة ومحاولة إيران إظهار فيلق القدس كقوة ضاربة أسهم في عودة الرغبة الأمريكية باغتياله .

عوامل أخرى أدت لاتخاذ الأمريكان قرار الاغتيال أبرزها ظهور تنسيق عال المستوى مابين الحشد الشعبي من جهة وفيلق القدس من جهة أخرى ،  خاصة على الحدود العراقية السورية مما جعل الأمريكان يستهدفون رتلاً ومواقع له على جانبي الحدود ،  الأمر الذي أثار حفيظة قادة الحشد ومن خلفهم إيران بعد مقتل قائد بارز في مليشيا الحشد  مما دعى القيادتين(الحشد وفيلق القدس )  لإتخاذ خطوات تصعيدية غير محسوبة العواقب متكئة على تجارب سابقة مثل إقتحام السفارة الأمريكية في طهران وتفجير مقر المارنز في بيروت مطلع ثمانينيات القرن المنصرم .

كذلك فإن إستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة تقوم على عدم السماح للمشروع الإيراني بالإكتمال وهو الربط البري بين طهران بغداد دمشق وصولاً إلى بيروت والذي بدا للإيرانيين قاب قوسين أو ادنى من التحقق .

موقف كلا الطرفين الأمريكي القائم على رغبة تحقيق نصر خارجي يعيد الألق لشعبية ترمب في مواجهة خصومه الديموقراطيين ، فبعد عملية قتل البغدادي والتي أعادت الثقة لإدارة ترمب بعد الهزات التي تعرضت لها والتي وصلت لمناقشة محاكمة ترمب في مجلس النواب الأمريكي كان لابد من خطوة لاحقة تزيد من هذه الثقة.

والإيراني الذي يعاني ضغوطاً داخلية ومظاهرات إحتجاجية نتيجة الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعانيها الشعب الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية عليه ، كما يشهد مظاهرات مناهضة للمشروع الإيراني في لبنان والعراق ، وبالتالي محاولة تصدير الأزمة والقفز للأمام من خلال الدفع باتجاه مواجهة مع الأمريكان بسلسلة من التحرشات في الخليج العربي ،  من خلال استهداف موانئ نفطية سعودية واحتجاز سفن غربية وكذلك كسر الحظر على السفن الإيرانية من أجل دعم نظام الأسد الحليف الأكثر إهتماماً من قبل الإيرانيين .

كان لابد لهذا التصعيد أن يصل الذروة في الصدام خاصة بوجود رضى ودعم إسرائيلي واضح للخطوات الأمريكية حيث بلغ التصعيد الأمريكي مرحلة اللاعودة بعد محاولات إقتحام السفارة الأمريكية في بغداد ، ووضع مصداقية الولايات المتحدة على المحك فقد دخل النزاع مرحلةاستهداف الثوابت الأمريكية من خلال المس بأحد قنوات السيادة الامريكية وبالتالي كان لابد من الرد وبقسوة على التمرد الإيراني الواضح .

لكن السؤال هل ترد إيران ؟
سيقف القادة الإيرانيون طويلاً أمام هذا السؤال وطويلاً هنا لاتعني الزمن لكن ستعني سلسلة المراجعات والإقتراحات التي ستوضع على طاولة المرشد ومستشاريه والذي سيكون بينها عدة خيارات .
الاول
 السكوت وعدم الرد وهذا سيضع قدرة إيران بالمضي بمشروعها على المحك وسيعطي دافعاً للإحتجاجات ضد سياساتها في إيران والعراق ولبنان لأن تتطور أكثر وتصبح أكثر فاعلية في ظل إنكسار الهيمنة وتراجع قدرة الردع الإيرانية .

الثاني
الرد بقوة وبشكل واسع في عدة مواقع واستهداف المواقع والمصالح الأمريكية في الخليج العربي وشرق سوريا وهو مايعني توسيع جبهة الصراع وإستجلاب حرب مفتوحة لاتبدو إيران بوارد خوضها إلا في حالة اليأس المطلق وهو لايزال بعيداً عن تفكير القيادة الإيرانية .

الثالث
وهو الأكثر واقعية حيث سيتحلى القادة الإيرانيين بشيء من البراغماتية الواقعية وبالتالي يكون الرد متوازناً بحيث يحفظ ماء وجه إيران ولايقود المنطقة لحرب مفتوحة ،  لهذا سيكون الرد عبر الأذرع الإيرانية في جنوب لبنان عبر حزب الله وفي غزة عبر حماس وفي الجولان عبر أذرعها في النظام السوري وبالتالي نقل المعركة إلى أرض بعيدة عن الميدان الإيراني من جهة وبذات الوقت التقليل من الخسائر المحتملة في حال كان الرد الأمريكي والإسرائيلي عنيفاً كما حصل في حرب تموز حين لم يقدر حزب الله طبيعة وقوة الرد الإسرائيلي وبالتالي تخفف إيران تكلفة الرد من جهة وتحفظ ماء وجهها من جهة أخرى ، وبذلك يكون الجواب الذي ينتظر الإيرانيون وحلفاؤهم الإجابة عليه هل سترد إيران ؟
نعم سترد لكنها ستختار ساحة بعيدة عنها وأدوات تقلل من خسائرها في حال كان رد الفعل المقابل عنيفاً.

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + 1 =