الأحد , أبريل 28 2024
الرئيسية / مقال / هل يعود النظام السوري للجامعة العربية ؟

هل يعود النظام السوري للجامعة العربية ؟

هل يعود النظام السوري للجامعة العربية ؟

سأبدأ بالجواب الذي قد يكون غير متوقع عند البعض , نعم سيعود النظام السوري للجامعة العربية لكن السؤال الحقيقي هو .

متى سيعود إليها ؟

هل سيعود في قمة الرياض الدورية والعادية أم في قمة موريتانيا التنموية أم في القمة العربية الإفريقية التي ستحتضنها الرياض أيضاً ؟

ماهو مصير المعارضة السورية حينها ؟

الجواب هنا يعتمد على ماسيحدث في الربع ساعة الأخيرة والمتغيرات التي قد تشهدها المنطقة .

حتى اللحظة يبدو أن القرار يتجه باتجاه توجيه دعوة للنظام لحضور القمة , يشجع على ذلك التقارب الإيراني السعودي وعدم الرفض العربي لهذا التقارب , كذلك الزيارات التي قام بها عدد من وزراء الخارجية العرب لدمشق بدفع من محورين اساسيين .

الأول تقوده الإمارات العربية المتحدة والأردن وهو يريد إعادة النظام ومن ثم مناقشة شروط تعويمه , وبالتالي تعطي النظام نصر سياسي مجاني .

الثاني ويمثل الأفكار السعودية والمصرية وتشترط إجراءات بناء ثقة قبيل الموافقة على إعادته .

مما سبق فإن عودة النظام باتت مسألة وقت لكنها مرتبطة بالتوافق العربي العربي في ظل أوضاع إقليمية ودولية داعمة على الرغم من الرفض الظاهري إلا أن الجميع مأزوم في سوريا ويبحث عن حل يحفظ ماء الوجه .

إقليمياً

إن القوى الرئيسة المنخرطة في المسألة السورية تعاني ذات المشاكل ففي حين تقترب إيران من المحيط  عبر دبلوماسية واضحة ونشاط واضح لعلي شمخاني المقبول عربياً , والحديث عن توافقات إقليمية ستنعكس بشكل مباشر على حضور نظام الأسد الإقليمي .

فإن تركيا المنشغلة بالانتخابات الرئاسية والتي تبدو مفصلية للحزب الحاكم مما اضطره أيضاً وفي ظل مشاكل اقتصادية تعاني منها تركيا وكذلك تبعات الزلزال الذي أثر في خطط الانعاش الاقتصادي للحكومة قبيل الانتخابات , وبالتالي ذهاب انقرة ايضاً باتجاه تخفيف حدة المشاكل مع دول الاقليم بما فيها نظام الأسد .

دولياً

إن الدور الصيني المتنامي في المنطقة يدفع بهدوء من أجل تشكيل تحالفات وإعادة تشكيل خارطة القوى في المنطقة الصين التي كسبت ود كلاً من إيران والمملكة العربية السعودية وتتناغم في مواقفها مع الموقف الروسي الضاغط باتجاه إعادة النظام للجامعة العربية ,

كذلك فإن مواقف الرفض المرتبكة وغير الجازمة للولايات المتحدة اتجاه إعادة النظام والجملة المرتبطة دوماً بأي تصريح غربي بأن أي عودة مرتبطة بانفتاح النظام على العملية السياسية , دون تحديد ماهية وشكل هذا الانفتاح تجعل أي خطوة يقوم بها النظام مقبولة لدى الأطراف الراغبة بإعادته وبذات الوقت متفقة مع الشروط الدولية التي قبلت بمبادرة خطوة مقابل خطوة التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون .

إذاً هناك شبه إجماع عربي على إعادة النظام والخلاف هو على التفاصيل المتعلقة بكيفية وزمان عودته وهذا ماسيظهر في الاجتماع التمهيدي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد من أجل مناقشة جدول أعمال القمة العربية

الربع ساعة الأخيرة مهمة جداً في القرار الذي سيتخذه الوزراء وإن كان من المرجح أن يرفع للرؤساء من أجل مناقشته والموافقة عليه , مما يعني عدم حضور النظام لجلسات القمة العادية والتي قد تشهد مبادرة عربية واضحة لإعادته للجامعة .

عامل آخر مهم قد يغير من خطط بعض الدول العربية اتجاه سوريا وهو نتيجة الانتخابات التركية التي تسبق القمة بأيام وكذلك الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل , هذه المتغيرات وحسب نتائجها قد تخلط الأوراق وتعيد تشكيل الاصطفافات مجدداً , وبالتالي يبقى الملف السوري مرتبط بهذه المتغيرات وماينتج عنها من نتائج تغير من معادلات المنطقة ككل .

مصير المعارضة السورية مرتبط بهذه التوافقات وإن كان هناك إجماع على ضرورة بقاء المعارضة بشكلها الحالي وهو الشكل الأسهل والألين للتعامل في ظل انخراطها الواضح في العملية التفاوضية لكن ليس بصورة الند للند وإنما بصورة الخروج بأقل الأضرار وبالتالي ستضطر لتقديم تنازلات جديدة وفق الظروف التي ستفرضها الانتخابات التركية والمقاربات العربية لإعادة نظام الأسد .

وبالتالي هل مايحدث هو إعادة تعويم للنظام أم هو محاولة ترويض له ؟

فراس علاوي

 

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 1 =