قمة ابو ظبي
لماذا غابت السعودية والكويت؟رد
فراس علاوي
في غياب قادة المملكة العربية السعودية والكويت، وحضور لافت لأمير قطر، عقد يوم الأربعاء ١٨ الشهر الجاري لقاء على مستوى قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لقادة مصر والأردن، وفيما ذكرت
وسائل إعلام إماراتية أن الاجتماع هو “استمرار للقاءات عديدة مماثلة للقادة العرب”، والتي عُقد آخرها في أغسطس/ آب 2022 على ساحل البحر المتوسط في مصر.
إلا أن غياب السعودية والكويت أثار عدداً من الأسئلة حول طبيعة المناقشات التي تمت خلالها، وعن سبب الغياب السعودي الكويتي.
يحيلنا ذلك إلى طبيعة التنسيق العربي ومستوياته الحالية.
يمر التنسيق العربي وبسبب ماتمر به المنطقة بثلاث مستويات تتقاطع بعض الدول في بعضها وتختلف في أخرى, وهو مايفسر غياب بعض الدول عن القمم التي تحصل بسبب عناوين تلك القمم ومايحصل من محادثات ومشاورات خلالها.
مستويات التنسيق هي
الاول بمايتعلق بالمسألة السورية وهنا تنقسم مواقف الدول إلى دول تدعم التقارب مع نظام الأسد وبعضها يصل لحد التحالف معه خاصة مايدعى محور المقاومة / وعلى الرغم من وجود قطر مثلاً ضمن هذا المحور بشكل أو بآخر إلا أنها تقف مع السعودية ومصر في المحور المناهض لتعويم نظام الأسد / فيما تذهب الإمارات والأردن باتجاه المحور رغم أنها ليست من ضمن محور المقاومة، ويحدد ذلك ايضاً الموقف من التمدد الإيراني الذي يتسبب باستقطاب آخر داخل هذه المحاور ويجعل من غياب بعض الدول متوقعاً.
المستوى الثاني
المتعلق بعملية التطبيع مع إسرائيل وماسمي المشروع الإبراهيمي والذي ينتج عنه انقسام جديد في الدول العربية، بعضها يلتقي في محاور أخرى ، وهذا المستوي هو الذي جمع قادة الدول الستة في تكرار للقاء الذي جمعهم في شرم الشيخ مند اشهر لمناقشة عمليات التطبيع مع إسرائيل من جهة ودعم مشروع الشام الجديد من جهة أخرى، بالمقابل فإن عدم إنخراط المملكة العربية السعودية والكويت بشكل مباشر في مسار التطبيع يعد مؤشراً لعدم حضور قادتها قمة أبو ظبي.
المستوى الثالث
هو الموقف من التمدد الإيراني والنفوذ الروسي، والصراع الروسي الاوكراني والحاجة الاوربية الامريكية للطاقة وهذا ايضا يجعل من العلاقات بين الدول مختلفة عن المستويات السابقة.
إضافة لملف الصراع في اليمن الذي يستنزف دول مجلس التعاون الخليجي ويتسبب باختلاف المواقف والعلاقات البينية بين بعضها البعض.
إذن فإن محددات العلاقات تتشابك وتختلف حسب عنوان اللقاءات والقمم وبالتالي، فإن مستوى التعاون مرتبط بملفات داخلية / عربية / وإقليمية ذات ابعاد دولية.