الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / مقال / تركيا ونظام الأسد من الخاسر ، من الرابح؟

تركيا ونظام الأسد من الخاسر ، من الرابح؟

تركيا ونظام الأسد من الخاسر ، من الرابح؟
فراس علاوي
يبدو أن الحكومة التركية ذاهبة باستراتيجيتها في التقارب مع نظام الأسد إلى النهاية، وذلك عبر الخطوات التي تحدث عنها الرئيس التركي أردوغان ووزير خارجيته ودفاعه، والتي تتحدث عن التقارب خطوة خطوة مع نظام الأسد ، وهذا ماستحمله زيارة وزير الخارجية التركي لواشنطن لإبلاغ الأمريكان بإصرار تركيا على إكمال خطوات التقارب.
جميع التحليلات صبت في عدة اتجاهات حول أهداف تركيا من هذا التقارب من جهة، ومامدى رغبة النظام بهذا التقارب؟ ، ومن المستفيد الأكبر منه؟ .
ثلاث أسباب رئيسية كثر الحديث حولها، وتتحدث عن أسباب تركيا بالذهاب بعيداً في عملية التقارب مع نظام الأسد وهي
الانتخابات
اللاجئين
قسد
حيث يبرر الجميع هذه الخطوات بحاجة حزب العدالة لأصوات مؤيدي بشار الأسد في تركيا، وسحب ورقة اللاجئين من يد المعارضة التركية، وإنهاء مشروع قسد الذي تعتبره تركيا خطراً على أمنها القومي ويهدد حدودها الجنوبية.
لكن لو ذهبنا أبعد قليلاً في التحليل سنجد أن هذه الأسباب وإن كانت موجودة إلا أنها لن تحقق ماترغب وتأمل تركيا في تحقيقه من خلالها.

الانتخابات
هناك عدة أسباب تجعل فرضية الانتخابات غير ذات قيمة بالنسبة للخطوة التركية ولعل أبرزها
ان الفئات الداعمة لبشار الأسد من المواطنين الاتراك يدعمون أحزاباً تركية معارضة وهي بدورها تدعم منافسين محتملين للرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي محاولة جذبهم هي محاولة صعبة والتأثير بمواقفهم موضوع معقد خاصة في ظل عدم اندفاعة نظام الأسد ورغبته في إتمام أي توافق قبيل الانتخابات التركية.
ثانياً إن ذهاب حزب العدالة بعيداً في عملية المصالحة قد يفقده جمهوراً من أنصاره المؤمنين بأن بشار الأسد مجرم، وبأنه لن يحقق أي من الالتزامات التي قد يقبل بها، وبالتالي قد تكون خسارة الأصوات المضمونة سابقاً أكبر بكثير من كسب أصوات غير مضمونه، كذلك فإن انتماء الشعب التركي لتركيته أقوى من تأييده لرئيس نظام مجاور، حتى لو كان يلتقي معهم بذات المرجعية الدينية والإثنية، الأهم أن فترة هذا التقارب قبيل الانتخابات هي قصيرة نسبياً ولن يظهر لها أي مفاعيل إيجابية تنعكس على الشارع التركي.

ورقة اللاجئين
وهي الورقة التي استخدمتها الحكومة والمعارضة منذ اليوم الأول لدخول السوريين للاراضي التركية، وهي مسألة معقدة لايمكن لاتفاق بين الحكومة التركية ونظام الأسد حلها، حتى لو تم دعم هذا الملف من دول أخرى مثل روسيا والإمارات، ويعود ذلك لاعتبارات تتعلق بالاتفاقات الدولية وتوزع اللاجئين في دول أخرى تعمل هي أيضآ على إعادتهم وبذلك قد تفتح الخطوة التركية الباب أمام تلك الدول، الأمر الذي يرفضه النظام، والذي لايرغب بعودة اللاجئين لأسباب تتعلق باستراتيجيته بالتعامل مع ما اسماه سوريا المفيدة أو حتى قدرته على تحمل تبعات عودتهم الاقتصادية والسياسية والأمنية.

قسد
ايضا تعتبر الرغبة التركية في إبعاد قسد إلى عمق أكثر من ٣٠ كم داخل الأراضي السورية معضلة صعبة الحل ولعل السبب الأبرز في ذلك يعود لكون مناطق سيطرة قسد موزعة ومعظمها تحت المظلة الأمريكية والتي ترفض أي مقترح تركي لتفكيك قسد أو ابعادها وهذا ماعرقل العملية التركية الأخيرة التي كانت تنوي شنها على مناطق نفوذ قسد.
إذن ماذا ستستفيد تركيا؟
وماذا يستفيد نظام الاسد؟
يستشعر القادة الأتراك أن تغيراً ما قادم على بنية وشكل السلطة في سوريا، يترافق ذلك مع وصول الأزمة الأوكرانية لمرحلة من التصعيد قد تجعل الحل فيها قريباً فمن المعروف بالعلاقات الدولية أنه كلما إزداد التصعيد اقترب الحل ، وبالتالي قد يكون الملف السوري من ضمن صفقات الحل الشامل مع روسيا، لذلك يستعجل الأتراك التوقيع مع نظام لايزال معترف فيه دولياً وعضو في الأمم المتحدة ليكون هذا التوقيع هو بمثابة شرعنة للتدخل التركي وبالتالي زيادة أوراق الضغط التركية على طاولة الحل النهائي وحصول تركيا على مبتغاها من التدخل في سوريا وهو تطوير اتفاق اضنة وتأتي خطورة هذه الخطوة والتي يوافق عليها الروس والإيرانيين أنها تلزم المعارضة ي حال ذهابها بهذا المستوى من التقارب بالاعتراف بكل الاتفاقيات التي وقعها النظام .
أما نظام الأسد فلعل فائدته الوحيدة تكمن في أن الخطوة التركية قد تشجع دول أخرى لتقليدها ويالتالي إعطاءه جرعة أكسجين إضافية في محاولة تعويمه وتعافيه التي تعمل عليها عدد من الدول وفي مقدمتها روسيا وإيران والجزائر والإمارات والعراق، كذلك سيحصل بالمقابل على دعم مادي يخفف من وطأة مايعانيه اقتصاده المتراجع والمنهار،
وبالتالي فإن نتائج هذا التقارب قد تكون أقل بكثير. مما هو متوقع ومما أريد منه لجميع الأطراف.

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × واحد =