الثلاثاء , أبريل 30 2024
الرئيسية / مقال / استراتيجية بوتين، الهروب للأمام

استراتيجية بوتين، الهروب للأمام

استراتيجية بوتين، الهروب للأمام.
حسن عبد القادر
في أحد لقاءات بوتين الأخيرة ألقى على مستمعيه مايشبه النكتة، قال فيها أن حواراً جرى بين أب وابنه، وهما يعيشان في أحد الدول الأوربية، إذ يسأل الطفل أباه عن سبب البرد الذي يشعر به، فيجيب الأب بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا، يكمل الطفل أسئلته لماذا؟
فيخبره الأب بسبب العقوبات التي تم فرضها على روسيا بعد غزو أوكرانيا وذلك ليشعر الروس بالسوء، فيقول الطفل نحن روس إذن.
ضمن حديث بوتين يقول الطفل لأبيه بعد أن أخبره أنهم فرضوا عقوبات على روسيا: وما علاقتنا نحن ؟
عادةً يستخدم المسؤولون رسائل مبطنة مرسلة إلى العقل الباطن لأفراد شعوبهم أو إلى أبناء الشعوب الأخرى للتأثير فيهم وهي ا لاستراتيجية التي اتبعها بوتن من خلال ما أورده .
كلمة الطفل في نكتة بوتين هي رسالة مبطنة إلى الشعب الأوربي أولاً، وتعني أنكم بفرض هذه العقوبات علينا ربما تقفون عاجزين عن تدفئة أبنائكم في القارة العجوز، والتي يجوب قادتها العالم بحثاً عن بديل للطاقة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وربما يريد بوتين أيضاً أن يدفع بعض الشعب الأوربي للقول ما علاقتنا نحن!
وبالتالي فإنه في خطابه الموجه للدول الأوربية يعتمد على مدى حرية الرأي والديموقراطية التي تحكمها، وبوتين يدرك هذا تماماً ويدرك أيضاً أن الشعب هناك يؤثر على الحكومة بطريقة أو بأخرى فهو يسعى إلى خطاب مشاعر والعقل الباطن لهذه الشعوب.
من ناحية أخرى هذه النكتة التي تحدث بها بوتين هي رسالة إلى الشعب الروسي أيضاً والتي يريد من خلالها إخبار الروس أن موارد الطاقة متوفرة لديهم وأنهم سيعيشون حياة أفضل من حياة الأوربيين على الأقل من ناحية الدفء.
في الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية نرى السياسيين يستعملون عادةً هذا الأسلوب من التهكم على خصومهم للتأثير على شعوبهم إيجاباً وعلى خصومهم سلباً وبالتالي تحقيق مكسب معنوي لو كان بسيطاً في هذه الأزمات.
والسؤال الذي يظل دون إجابة كاملة هل سينتصر بوتين في حرب الطاقة التي فرضها الغرب على نفسه؟
بعد العقوبات على روسيا وتتخلى بعض الدول عن أوكرانيا مقابل دفء شعوبها، أم هل سيجد القادة الأوربيون بديلاً سريعاً للغاز الروسي وتحل أهم مشكلة ربما اليوم بالنسبة لأوربا وهي مسألة الطاقة؟
والسؤال الأخير إذا زادت أوربا دعم أوكرانيا بحيث يكون الانتصار على روسيا وشيكاً هل ستنتهي الحرب أم أن المعركة الكبرى ستبدأ بكل ما تعنيه كلمة معركة؟

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 20 =