السبت , مايو 4 2024
الرئيسية / مقال / لماذا الهدنة في إدلب ؟

لماذا الهدنة في إدلب ؟

فراس علاوي

لماذا الهدنة في إدلب ؟

في تاريخين مختلفين أعلنت الحكومة التركية وقيادة القوات الروسية في حميميم عن هدنة في إدلب لم تتحقق على الأرض ، حاول الأتراك والمعارضة السياسية السورية الضغط لتحقيقها ولو لعدة أيام وتصوير هذه الهدنة على أنها نصر سياسي ، لكن الموقف الروسي أفشل هذه المحاولات .

فلماذا كانت الهدنة في إدلب ؟

هناك ثلاث أسباب رئيسية للهدنة
الأول  هو إعطاء الروس مهلة أخيرة لتركيا لتسوية الوضع في إدلب بعدما فشلت في مرتين سابقتين في التعامل مع ملف الهيئة وبالتالي عدم الانتقال للمرحلة التالية من إتفاق سوتشي بين أردوغان وبوتن .

الثاني  هو فتح ملف آخر للمقايضة لكنه هذه المرة عابر للحدود في ليبيا من خلال توافق روسي تركي ينتج توافق ليبي يضمن مصالح البلدين لكن رفض حفتر والدول الإقليمية الداعمة له عجلت بإفشال أي توافق وبالتالي إفشال الهدنة .

الثالث  هو التصعيد الأمريكي في المنطقة خاصة بعد مقتل سليماني وبالتالي محاولة معرفة أين تسير الأمور وماهي حدود هذا التصعيد وهل سينعكس على الأرض السورية ، لكن الهدوء الذي تلا الرد الإيراني المخجل جعل من الحرارة تعود للساحة العسكرية في إدلب .

روسيا تستعجل الحل العسكري لفرض أمر واقع مستغلة التوافق مع تركيا بهذا الشأن بما يخص الطرق الدولية m4   و m5  وماحولها ، وهو ما ستشهده الأيام القليلة القادمة ، حيث ستزيد روسيا من وتيرة القصف بغية تهجير أكبر عدد ممكن من الأهالي عن مناطق سيطرتها المرتقبة ، على طول الخط الدولي مع توسيع نطاق الحماية له .

تركيا ستُفّعل عمل الفصائل “الجيش الوطني” في عملية تستهدف الهيئة وهي عملية غير مضمونة العواقب ولا النتائج لذلك قد يضطر الأتراك والروس للتصعيد بشكل متوازي في إدلب لدعم عملية الجيش الوطني .

إجتماع موسكو الذي جمع حقان فيدان مع علي مملوك يبعث برسائل جديدة حول الملف السوري لعل أبرزها قبول تركيا باتفاقية أضنة مع الحفاظ على مكاسبها في غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام ،  وعدم توسعها لمسافة أكبر خاصة بعد توقف عملية نبع السلام ، لكن ماذا قدم نظام الأسد بالمقابل هو مايزال مصدر للتكهنات في ظل تعتيم واضح على مخرجات اللقاء لكن الأقرب للواقع هو تخلي النظام عن دعم قسد ورفع الغطاء عنها وهو ماسوف يصطدم بالدعم الأمريكي لها ، لقاءات قادمة قد تجمع الطرفان فيما لو تحقق تقدم على الأرض في إدلب .

نقطة أخرى لاتزال غير واضحة في التفاهمات الاخيرة والمتعلقة بالمليشيات الايرانية وهل ستدعم هذه المليشيات عمليات لنظام الاسد على ريف حلب الغربي وفي حال شن نظام الاسد عمليات عسكرية هناك ،  فماهو موقف فصائل الجيش الوطني ؟ وهل تستطيع الفصائل فتح اكثر من جبهة ؟  أم أن النظام سيستغل إنشغالها في إدلب ويتقدم في ريف حلب .

شاهد أيضاً

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”؟!   نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × اثنان =