الشرق نيوز
رامي ابو الزين
لو دامت لهولاكو ما وصلت للبغدادي ..
ظلم داعش إلى النهاية المحتمة
تقول القصة : ” كان هناك رجلاً معروفاً بالظلم والبطش، وفي يوم رأى صياد يمسك سمكة كبيرة، فذهب إليه وضربه و أخذها منه بالقوة، ووضع السمكة على كتفه و انصرف، وهو في طريقه إلى بيته قامت السمكة بضربه في ذراعه، ثم عضت على أصبعه، و تسبب ذلك له بألم شديد استمر لأيام.
ذهب الرجل إلى الطبيب، فأخبره أنه يجب قطع أصبعه حتى ﻻ ينتشر المرض في جميع جسده، فلم يوافق و انصرف و في اليوم التالي شعر الرجل بألم في ذراعه، فذهب للطبيب، و أخبره أنه يجب أن يقطع كل ذراعه حتى ﻻ ينتشر المرض في باقي جسده كما حدث مع ذراعه، و قطع ذراعه، ثم ذهب الرجل إلى شيخ كبير ليروي له ما حدث له فقال له إنها دعوة المظلوم على الظالم كان الأحرى بك أن تعيد الحق لأصحابه و تكفر عن ظلمك قبل ذهابك إلى الطبيب ”
ربما بإمكاننا إسقاط هذه القصة البسيطة على ماحدث لنا أثناء ثورتنا على نظام الأسد الظالم ، فتلك السمكة الكبيرة هي ثورتنا العظيمة ثورة الحق و الكرامة ، و ذاك الظالم المتغطرس هو تنظيم ” داعش ” الذي طعن هذه الثورة و سلبها من أصحابها ، أما الصياد فهو الشعب الثائر الحر الصابر الذي سلبت منه ثورته بسبب تكالب الأمم عليها .
بعد سنوات من الظلم و الألم الذي ألحقه تنظيم داعش الإرهابي الذي تسلط على الأماكن التي استطاعت نيل حريتها من نظام الأسد المجرم بعد نضال و كفاح و طريق معبد بدماء الشهداء الزكية و آلاف المعتقلين و ملايين النازحين و اللاجئين ، جاء التنظيم الأسود ليصادر كل مقدرات هذا الشعب الثائر ، صادر الحريات و كمم الأفواه و أراق الدماء ، و شرد الشعب الحرّ ، فأقام أساسات خلافته المزعومة على جماجم الثوار مستخدماً أسلوب الترهيب القائم على جز الرؤوس و الدموية في إرساء قواعد حكمه .
فكانت النتيجة مقتل الآلاف من المدنيين الأحرار الذين كانوا سيوفاً سلطت على رقبة بشار الأسد رأس النظام المجرم ، عبر تنفيذ مخططات شيطانية قامت على إنهاء كل من قام بالثورة و طالب بالحرية ، فكان التنظيم يقتل أبناء الثورة عبر استقطابهم بعد غسيل الأدمغة و ضمهم إلى صفوفه و زجهم إلى الموت المحتم في المعارك ، و إما عن طريق القتل المباشر لكل ثائر لا ينضم لصفوفه عبر التصفية المباشرة بإطلاق الأحكام الجائرة .
أزال التنظيم عن صدر نظام الأسد الغاصب أيادٍ حرة كانت تقض مضجعه و تضيّق أنفاسه و اختتم مسيرته في وأد الثورة في الإنسحابات السهلة من مناطق واسعة كما حدث في ديرالزور و تسليمها لقوات الأسد على طبق من فضة بعد أن شرد جميع سكانها فدخلت قوات الأسد المجرم إلى ديرالزور التي كانت عصية عليهم لعدة سنوات سيراً على الأقدام بفضل خلافة داعش السرابية .
اليوم و بعدما بدأ التنظيم المجرم بلفظ أنفاسه الأخيرة في ديرالزور ، غابت سجلات جرائم التنظيم الوحشية و دمويته عن ذاكرة شريحة واسعة من السوريين الأحرار ، فبدأنا نرى سيلاً من التعاطف الممزوح بالألم الناتج عن التفكير العاطفي الشعبوي لما يلاقيه تنظيم داعش من مصير لم يحسب أتباعه و مناصريه له حساب مسبق ، بعدما أوهمهم البغدادي القائد الظلامي أو ” أميرالمؤمنين ” كما يحلو لعناصر داعش و أتباع ” الدولة ” أن يسموه بأنّ داعش باقٍ و يتمدد ، و قد غاب عنهم بأن الظلم مهما بلغت ذروته فله حدود سينتهي عندها ، و لو أن الظلم و الجبروت يدوم لكان ” هولاكو خان ” الذي قتل و بطش بالملايين موجود إلى وقتنا الحالي .