فراس علاوي
الحاضنة الشعبية في المنطقة الشرقية من يربح معركة النفوذ
تتصارع عدة قوى لاكتساب زخم ورضى الحاضنة الشعبية في المنطقة الشرقية من سوريا وهي الرقة والحسكة وديرالزور ، هذا الصراع فيمايبدو من أجل الحصول على إعترافها ودعمها في معركة السيطرة على المنطقة من جهة وكذلك الاستفادة من خزانها البشري الكبير الذي تتمتع به من لدعم قواها العسكرية جهة أخرى ، وأيضا من أجل الإطمئنان لخوض الصراع السياسي والإنتخابي المقبل في حال فرض حل سياسي يقوم على الإنتخابات ، كذلك تريد تلك القوى زج أبناء هذه الحاضنة في الصراعات المقبلة عليها تلك المنطقة مما يهدد بحروب وصراعات داخلية يكون وقودها أبناء تلك المناطق فما هي تلك القوى
أول تلك القوى هي قوى الثورة المدنية والعسكرية والتي رغم تشتتها وتفرقها، تعتمد في قدرتها على الحصول على تأييد الحاضنة وهو الزخم الذي حصلت عليه في بداية إنطلاق الثورة والتي لاتزال تحتفظ بجزء كبير منه لكنها بذات الوقت لم تعد تملك نفس الأدوات لاستثماره مجددا في ظل فقدانها الأرض وعناصر القوة وتشتتها وتفككها الواضح ، لكنها بذات الوقت لاتزال تعتبر هذا الدعم سلاحها الابرز للبقاء ضمن دائرة الصراع على المنطقة….
الطرف الثاني هي (قوات سوريا الديموقراطية ) والتي تحاول منذ سيطرتها على المنطقة عسكريا إنتزاع تأييد شعبي لها في المنطقة من خلال إستمالة عدد من شيوخ العشائر والوجهاء ومحاولة حشدهم ضمن مؤسساتها المدنية خاصة مايسمى الإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها ، ويعود ذلك لإدراك قادتها بأنهم لايحظون بدعم كافي من تلك الحاضنة بل على العكس فكثير من أبناءها يعتبرون وجودهاإعتداء على سيادتهم لأرضهم ، رغم دعم التحالف لها وبعض الواجهات الإجتماعية وهو ماظهر في لقاءات (عين عيسى وذيبان والصور وغيرها مع وجهاء تلك المناطق والذي حاولت قسد استثماره شعبيا وإعلاميا ) ومن أجل دعم قواتها بمقاتلين من أبناء تلك المناطق من خلال حشدهم ضد تنظيم (داعش) مستغلة معاناتهم من وجوده في مناطقهم
هذا الخلاف يستثمره نظام الأسد بشكل واضح حيث يقدم نفسه كبديل لقسد بلبوس (وطني) من أبناء المنطقة الموالين له وهو بذلك يتبع ذات سياسة قسد (قوات سوريا الديموقراطية ) في جذب بعض شيوخ العشائر الموالين له تاريخيا والذي أوصل عدد منهم لماهم فيه من مراكز إجتماعية مسبقا من خلال دعمهم ماديا ومعنويا كإدخال بعضهم في مجالس المحافظات ومجلس الشعب وغيرها من مؤسسات (النظام السوري) هو أيضا يحاول الاستثمار في شباب تلك العشائر وبالتالي تجنيدهم ضمن صفوفه لمقاتلة من يراهم ضده في تلك المناطق ومحاولته استعادة مناطقهم وهو مابدى جليا في ماسمي مؤتمر القبائل والعشائر السورية الذي جرى منذ ايام في مدينة ديرحافر بريف حلب ، والذي فيما يبدو كان خطوة ظهرت فيها اصابع نظام إيران بامتياز والتي تسعى أيضا للحصول على دعم شعبي في صراعها للبقاء على الأرض السورية من خلال إرسال رسائل داعمة لها ، وبذات الوقت تدعي رفض القوى الأجنبية الأخرى على الأرض حيث كان هذا المؤتمر نتاج لعدة زيارات لشيوخ عشائر ووجهاء إلى طهران لذلك جاءت نتائجه مؤيدة لتوجهاتها من خلال إنشاء مليشيا حليفة لها تحت مسمى وحدات المقاومة العشائرية الشعبية هدفها حسب الإعلان مقاتلة القوى الأجنبية على الارض السورية والتي لم تتم دعوتها من قبل (القيادة السورية ) والمقصود هنا نظام الأسد وبالتالي تبرير الوجود الإيراني والروسي وبذات الوقت رسالة للوجود الأمريكي والاجنبي بأنه سيكون ضمن نطاق اهدافها المقبلة كذلك تضمن البيان دعما لنظام الاسد واعتباره شرعيا ، والدعوة بذات الوقت لانتخابات تستخدم فيها تلك القوى البشرية لدعم النظام ، مخرجات هذا الإجتماع تأتي دعما للوجود الإيراني في ظل الحديث عن توافقات دولية لاستبعاده وكذلك استخدام ابناء المنطقة كبديل للمليشيا الإيرانية في حال استبعادها عن المنطقة
القوى الأخرى هي قوى محلية أقرب للمعارضة منها للنظام لكنها تحظى بدعم من قوى إقليمية مثل قوات النخبة بقيادة احمد الجربا والتي تحظى بدعم مصري سعودي وكذلك لواء ثوار الرقة الذي فيما يبدو بدأ التحرك بدعم قد يكون تركيا (حتى اللحظة لم يتم الإفصاح عن ذلك ) حيث عمل الأتراك على تشكيل قيادة عسكرية لمدينة الرقة في وقت سابق
هذه القوى المتصارعة في مجملها تبحث عن قدم لها في المنطقة من خلال الصراع الإجتماعي والعسكري والذي يقوم على أبناء المنطقة ذاتهم وبالتالي فالخسارة ستكون كبيرة للمنطقة من خلال صراع متعدد الاشكال والأبعاد وقوده أبناءها مما ينذر بتفجره بأي وقت وقد يأخذ أبعاد وأشكال أخرى تستثني حدود الدعم الاقليمي متحولة لصراع عشائري يقوم على رواسب الماضي القريب وبالتالي إنفجار المنطقة إجتماعيا مما ينذر بكارثة كبرى تعود عليها دون وجود رابح حقيقي من الاستثمار فيها وبطاقاتها البشرية