عهد الصليبي
بعد خسارة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المدن والبلدات والأماكن الحيوية في المحافظات التي كان يسيطر عليها في السابق في “ريف حمص، ديرالزور، ريف الحسكة، الرقة…” أعتمد التنظيم على الهجمات المباغتة وعلى الخواصر الضعيفة لكلا الطرفين في منطقة الشامية “ضد النظام والإيرانيين والروس…” وفي الجزيرة “ضد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي” حيث بات يعيش عناصر نظام الأسد ومن معهم حياة قلقة بسبب هجمات التنظيم على مواقعهم في عمق المدن وعلى الطرقات “خطوط الإمدادات” كعمليات الكمائن، ذاتها الحالة التي يعيشها عناصر قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
ومنذ 72 ساعة لم يتوقف التنظيم الهجمات مستهدفاً مواقع قوات الأسد في بادية ريف ديرالزور الشرقي “شامية” وفي مدينة هجين وبلدة الباغوز “الجزيرة”.
حيث شن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الثالث من يونيو/حزيران الجاري هجومين على ضفتي النهر الغربية والشرقية بدأها بهجوم واسع على مواقع قوات الأسد في بلدتي الجلاء وحسرات بريف البوكمال واستطاع قطع الطريق الواصل بين مدينتي الميادين والبوكمال في الريف الشرقي لديرالزور واستطاع السيطرة على فيلا السفير السوري في بغداد المنشق “نواف الفارس”.
وكما استطاع السيطرة على أجزاء من بلدة السيال المقابلة لمنطقة الحصية في بلدة الشعفة بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد ، وبعد سيطرته عليها أصبح التنظيم بإمكانه التنقل بين ضفتي النهر عبر القوارب.. وانتقلت حينها أعداد كبيرة من عناصر التنظيم من منطقة الجزيرة إلى منطقة الشامية.
وتواردت أنباء عن قصف طيران التحالف الدولي لأحد القوارب التي كانت تنقل عناصر التنظيم من الجزيرة إلى الشامية.
وفي ذات الأثناء شن التنظيم هجومه الثاني على قوات سوريا الديمقراطية في بلدة الباغوز التابعة لمدينة البوكمال والحدودية مع دولة العراق وفي مدينة هجين ، وانتهى الهجوم بعد قصف مكثف من طيران التحالف الدولي والمدفعية المتمركزة في حقل العمر النفطي.
وفي اليومين التاليين “الرابع والخامس” من يونيو/حزيران الجاري شن التنظيم عدة هجمات على مواقع قوات الأسد في بادية مدينة موحسن وبلدتي البوليل والزباري وقرب حقل التيم النفطي بريف ديرالزور “شامية”.
وشن التنظيم في ذات الليلة هجوم آخر على مواقع قوات الأسد والميليشيات الطائفية المساندة لها في بلدتي حسرات والمجاودة بريف البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية، مما تسبب بنزوح جماعي لأهالي البلدتين إلى وسط مدينة البوكمال.
وقتل صباح يوم الثلاثاء أربعة أشخاص مدنيين في مدينة موحسن بألغام أرضية كانت مزروعة وسط المدينة، علماً بأن قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها كانت قد سيطرت على المدينة أواخر عام الماضي “2017”.
وهاجمت قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها مساء أمس الثلاثاء الخامس من يونيو/حزيران مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالقرب من حقل الغاز كونوكو ببلدة خشام بريف ديرالزور الشرقي “جزيرة” واستطاعت قوات الأسد السيطرة على نقطتين كانتا تحت سيطرة “قسد”.
لا تزال المنطقة تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.. وماتزال أطراف الصراع تهاجم بعضها البعض في الشرق السوري ويأمل كل واحداً منهم السيطرة على كامل المنطقة إلا أن المخططات الدولية لا تسمح بذلك على الأرض السورية في العموم وعلى أرض ديرالزور بشكلٍ خاص.
ويرى محللين أن ما ستشهده المنطقة في الأيام القريبة القادمة هو انسحاب عناصر تنظيم داعش من كامل منطقة الجزيرة وانحيازهم إلى البادية السورية المنطقة الملائمة لهم والمجربة عندهم في السابق في العراق أواخر عام 2003 “صحراء الأنبار”، ما يرجح هذا الخيار هو عندما علم عناصر التنظيم في جنوب دمشق إنهم سينسحبون من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها اشترطوا حينها على القوات الروسية إخراجهم إلى البادية السورية، وبحسب مصادر خاصة أفادت أن الناقلات التي كانت تقل عناصر التنظيم من جنوب دمشق قد تركتهم بالقرب من حاجز ظاظا في البادية السورية “الحماد” بريف حمص الشرقي، هي المنطقة ذاتها التي تربط جميع المحافظات السورية ببعضها “عقدة وصل”.
والمجربة عندهم في السابق في العراق أواخر عام 2003 “صحراء الأنبار”، ما يرجح هذا الخيار هو عندما علم عناصر التنظيم في
جنوب دمشق إنهم سينسحبون من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها اشترطوا حينها على القوات الروسية إخراجهم إلى
البادية السورية، وبحسب مصادر خاصة أفادت أن الناقلات التي كانت تقل عناصر التنظيم من جنوب دمشق قد تركتهم بالقرب
من حاجز ظاظا في البادية السورية “الحماد” بريف حمص الشرقي، هي المنطقة ذاتها التي تربط جميع المحافظات السورية
ببعضها “عقدة وصل”.