الأربعاء , مايو 14 2025

عيشة كلاب

المعتز الخضر

أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية موديل (ما بعرف قَدّيش) و بعد أن اجتزت اللوحة الصفراء لإحدى البلدات على طريقي، وبدأتُ بزيادة السرعة من ٥٠ كيلو إلى ما (بعرف قَدّيش) على الأوتوستراد و أنا (سارح) مع أغنية علي عبد الستّار

(سرى ليل و إجا ليل و انحات نجومَه)

فجأة ظهر كالبرق عابراً الطريق.. تفاجأ بي كما تفاجأتُ بهِ فقام بفرملة سريعة و (تزحيطة قويّة تشبه تزحيطة الكثيرين في ثورتنا الميمونة) و أنا بدوري أيضاً و بأجزاء من الثانية عادت بي الذاكرة إلى درس (الغيفارن بريمزونغ) فرملة الطوارئ في درس السواقة رقم ٨٧ مع المدرّبة الواقواقية الشّابّة من مدري كم شهر و دعست بكل قوتي على (كلشي عند رجليّ) (فرامل.. دبرياج.. مازوت.. بانزين.. كلشي و كَلاشي) و (تحوملت) عالدركسيون.. بقية أجزاء الثانية نظرتُ فيها إليه و وقعت عيني بعينه كان روحاً كما هي جميع الأرواح.. كانت نظرتُهُ إليّ و كأنّهُ يقول : لا لا لا لا 😢.. أشقر على حُمرة رقبته طويلة مثل رقبة السيد الرئيس و عضلاتو بارزة مثل عضلات عصام زهر الدين و لابس على جسمو طقم يشبه أطقم بشار الجعفري و (بحلگو)طوق يشبه الطوق الذي تلبسه سُلاف فواخرجي..

فجأة.. اصطدمتُ بهِ و صاحت السيارة و راحت تُعطي أصوات إنذار مثل أصوات إنذار وسائط الدفاع الجوّي الروسية الشقيقة (لمّا تجي)غارة من ولاد عمنا إسحاق.. و ظهرت على التابلو جميع الإشارات التي مرّت علي بدروس السواقة.. من بينها إشارة كأنها رأس حسن نصر الله و عليها إشارة إكس.. و بعدها سمعته يشكي و يبكي.. عَو عَو عَو عَوَوووووووو.. كان كلب بس (شو) كلب.. (كلب ابن كلب مطبوخ بمرِگة كلب و مربّى عالغالي)

.. كلب أهلي من ذوي الأحساب و الأنساب يعني أظن إنو آصَل من كثير ناس.. ما عاد عرفت شو أساوي.. هو يعوّي و يصيح من جهة و السيارة و كمبيوترها يصيحون من جهة.. الطريق أستراد و ممنوع الوقوف عليه.. چرخت المرش و دارت السيارة و اختفت الإشارات ما عدا إشارة راس حسن نصر الله.. عطيت غمّاز و السيارات كلها وقّفت يمين و يسار و دَعَرت على يمين الطريق إلى خارجهِ على العشب الأخضر و العصافير تُزَقزِق.. دارَ في ذاكرتي حادثة لخالي أبو أسامة حسن العلي الرمضان بزمانو لمّا كان يشيل بالكَرنك المعلمات و المعلمين عندما دعس دجاجة لأهالي شرق شرق شرق شرق دَهشة و حواكمة شرق و حواكمة غرب.. حيث قال لهُ أحد شيّاب تلك المنطقة :يابا انهزم ترا أهل الدجاجة ي ذ ب ح و ن ك.. و مدّيت إيدي جوّا الكُرسي تا أطالع السنديانة إللي كانوا شوفيرية بلد الياسمين معتادين يحطّونها جوا الكرسي من شان هيك مناسبات بعدين اتذكرت إنّي في بلاد الواق واق و هذول متخلفين ما يعرفون هيك شغلات حضارية و آني ماني حاط سنديانة.. و جَهّزت حالي تا أدافع عن نفسي بالجِّدّاحة أو بمفك البراغي.. و لمّا نزلت من السيارة لقيت امرأة صهباء البشرة شقراء الشعر مطوقة رقبتها بلِفّاحة مزركشة و هي تقف أمامي واضعةً يديها أمام صدرها كما يفعل الصينيّون 🙏 و هي تقول : إنشولديغونغ إنشولديغونغ.. أنا بالأساس ما بعرف باللغة الواقواقية إلّا النزر اليسير.. أجيد الكلام لكن لا أفهم لكنتهم.. لكن تلك الكلمة كانت أشهر الكلمات التي أعرف معناها.. فهدأ روعي و ملأت السكينة فؤادي.. إنّها تعتذر منّي فقلت في نفسي معناها الحقّ على بشار قصدي عالچلب.. فأخذت زمام المباردة و بلّشت أغرّد بالواقواقية.. أنا مشتري السيارة جديد و شوفي شو صار فيها.. قالت أوكيه أوكيه طبعاً الچلب وين اختفى ما بعرف ثاريهم شايلينوا فوراً بسيارة على مشفى الأسد.. قصدي مشفى الكلاب.. قالتلي راح أعطيك رقم الهاتف و هذا البيت هون و شو بدك جاهزين.. قلتلها لا بالله إش ڤِل بولتساي.. بدي البوليس.. قالت تمام و إجا جوزها و صار يعتذر و قالتلو بدّو البوليس.. اتصل بالبوليس و إجو بعد خمس دقائق و صار يشرحلهم جوزها عن الحادثة و أنا كل ما يحكي أرجع ألهمِد كم جملة خوفاً من قلب الحقائق و قبلها اتصلت بصديق متباوع بالواقواقي بشكل جيد و إجا و قرا تقرير البوليس و قاللي الجماعة قايلين إنو الحق عليهم و على بشار.. قصدي عالچلب و أنت ما عليك حق و راح البوليس يبعث المعلومات على إيميلك و هذا الچلب مأمّن تأمين شامل و راح يعوضونك عن الخسائر..

نزلت من عيني دمعة حُزناً على الكلب إللي إلى الأن لا أعرف مصيرهُ و دمعة أخرى عندما تذكّرت خروجي من سجن حضن الوطن و سجن الأنصار حيث لم يتعرّف أحد عليّ أو يعوّضني عمّا حصل لي.. و دُحِضَت من قاموس عقلي مقولة :

عايشين عيشة الكلاب..

الكولونيل من على صخرة مُطِلّة على بحر البلطيخ 🍉 جزيرة مظليموس..

شاهد أيضاً

التقارب الإسرائيلي مع الحكومة السورية الجديدة خطوةٌ نحو الإستقرار أم قنبلةٌ موقوتة…؟! 

التقارب الإسرائيلي مع الحكومة السورية الجديدة خطوةٌ نحو الإستقرار أم قنبلةٌ موقوتة…؟!  عبد النافع الفاضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 2 =