المعتز الخضر
أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية موديل (ما بعرف قَدّيش) و بعد أن اجتزت اللوحة الصفراء لإحدى البلدات على طريقي، وبدأتُ بزيادة السرعة من ٥٠ كيلو إلى ما (بعرف قَدّيش) على الأوتوستراد و أنا (سارح) مع أغنية علي عبد الستّار
(سرى ليل و إجا ليل و انحات نجومَه)
فجأة ظهر كالبرق عابراً الطريق.. تفاجأ بي كما تفاجأتُ بهِ فقام بفرملة سريعة و (تزحيطة قويّة تشبه تزحيطة الكثيرين في ثورتنا الميمونة) و أنا بدوري أيضاً و بأجزاء من الثانية عادت بي الذاكرة إلى درس (الغيفارن بريمزونغ) فرملة الطوارئ في درس السواقة رقم ٨٧ مع المدرّبة الواقواقية الشّابّة من مدري كم شهر و دعست بكل قوتي على (كلشي عند رجليّ) (فرامل.. دبرياج.. مازوت.. بانزين.. كلشي و كَلاشي) و (تحوملت) عالدركسيون.. بقية أجزاء الثانية نظرتُ فيها إليه و وقعت عيني بعينه كان روحاً كما هي جميع الأرواح.. كانت نظرتُهُ إليّ و كأنّهُ يقول : لا لا لا لا 😢.. أشقر على حُمرة رقبته طويلة مثل رقبة السيد الرئيس و عضلاتو بارزة مثل عضلات عصام زهر الدين و لابس على جسمو طقم يشبه أطقم بشار الجعفري و (بحلگو)طوق يشبه الطوق الذي تلبسه سُلاف فواخرجي..
فجأة.. اصطدمتُ بهِ و صاحت السيارة و راحت تُعطي أصوات إنذار مثل أصوات إنذار وسائط الدفاع الجوّي الروسية الشقيقة (لمّا تجي)غارة من ولاد عمنا إسحاق.. و ظهرت على التابلو جميع الإشارات التي مرّت علي بدروس السواقة.. من بينها إشارة كأنها رأس حسن نصر الله و عليها إشارة إكس.. و بعدها سمعته يشكي و يبكي.. عَو عَو عَو عَوَوووووووو.. كان كلب بس (شو) كلب.. (كلب ابن كلب مطبوخ بمرِگة كلب و مربّى عالغالي)
.. كلب أهلي من ذوي الأحساب و الأنساب يعني أظن إنو آصَل من كثير ناس.. ما عاد عرفت شو أساوي.. هو يعوّي و يصيح من جهة و السيارة و كمبيوترها يصيحون من جهة.. الطريق أستراد و ممنوع الوقوف عليه.. چرخت المرش و دارت السيارة و اختفت الإشارات ما عدا إشارة راس حسن نصر الله.. عطيت غمّاز و السيارات كلها وقّفت يمين و يسار و دَعَرت على يمين الطريق إلى خارجهِ على العشب الأخضر و العصافير تُزَقزِق.. دارَ في ذاكرتي حادثة لخالي أبو أسامة حسن العلي الرمضان بزمانو لمّا كان يشيل بالكَرنك المعلمات و المعلمين عندما دعس دجاجة لأهالي شرق شرق شرق شرق دَهشة و حواكمة شرق و حواكمة غرب.. حيث قال لهُ أحد شيّاب تلك المنطقة :يابا انهزم ترا أهل الدجاجة ي ذ ب ح و ن ك.. و مدّيت إيدي جوّا الكُرسي تا أطالع السنديانة إللي كانوا شوفيرية بلد الياسمين معتادين يحطّونها جوا الكرسي من شان هيك مناسبات بعدين اتذكرت إنّي في بلاد الواق واق و هذول متخلفين ما يعرفون هيك شغلات حضارية و آني ماني حاط سنديانة.. و جَهّزت حالي تا أدافع عن نفسي بالجِّدّاحة أو بمفك البراغي.. و لمّا نزلت من السيارة لقيت امرأة صهباء البشرة شقراء الشعر مطوقة رقبتها بلِفّاحة مزركشة و هي تقف أمامي واضعةً يديها أمام صدرها كما يفعل الصينيّون 🙏 و هي تقول : إنشولديغونغ إنشولديغونغ.. أنا بالأساس ما بعرف باللغة الواقواقية إلّا النزر اليسير.. أجيد الكلام لكن لا أفهم لكنتهم.. لكن تلك الكلمة كانت أشهر الكلمات التي أعرف معناها.. فهدأ روعي و ملأت السكينة فؤادي.. إنّها تعتذر منّي فقلت في نفسي معناها الحقّ على بشار قصدي عالچلب.. فأخذت زمام المباردة و بلّشت أغرّد بالواقواقية.. أنا مشتري السيارة جديد و شوفي شو صار فيها.. قالت أوكيه أوكيه طبعاً الچلب وين اختفى ما بعرف ثاريهم شايلينوا فوراً بسيارة على مشفى الأسد.. قصدي مشفى الكلاب.. قالتلي راح أعطيك رقم الهاتف و هذا البيت هون و شو بدك جاهزين.. قلتلها لا بالله إش ڤِل بولتساي.. بدي البوليس.. قالت تمام و إجا جوزها و صار يعتذر و قالتلو بدّو البوليس.. اتصل بالبوليس و إجو بعد خمس دقائق و صار يشرحلهم جوزها عن الحادثة و أنا كل ما يحكي أرجع ألهمِد كم جملة خوفاً من قلب الحقائق و قبلها اتصلت بصديق متباوع بالواقواقي بشكل جيد و إجا و قرا تقرير البوليس و قاللي الجماعة قايلين إنو الحق عليهم و على بشار.. قصدي عالچلب و أنت ما عليك حق و راح البوليس يبعث المعلومات على إيميلك و هذا الچلب مأمّن تأمين شامل و راح يعوضونك عن الخسائر..
نزلت من عيني دمعة حُزناً على الكلب إللي إلى الأن لا أعرف مصيرهُ و دمعة أخرى عندما تذكّرت خروجي من سجن حضن الوطن و سجن الأنصار حيث لم يتعرّف أحد عليّ أو يعوّضني عمّا حصل لي.. و دُحِضَت من قاموس عقلي مقولة :
عايشين عيشة الكلاب..
الكولونيل من على صخرة مُطِلّة على بحر البلطيخ 🍉 جزيرة مظليموس..