الأربعاء , أكتوبر 16 2024
الرئيسية / مقال / السوريون للعرب احذروا إيران فنحن من خَبِرها

السوريون للعرب احذروا إيران فنحن من خَبِرها

 

السوريون للعرب احذروا إيران فنحن من خَبِرها

محمد الشيخ

عن السوريّ الذي أصبح أعظم خبير بنفاق إيران،
قبل أشهر فقط، تساقطت الاتهامات بالعمالة للعدو، والتصهين، والطعن في القضية، على جميع من وجّهوا نقدهم لما يحصل في غزة على أنه استراتيجية خاطئة منذ البداية، قامت بها حماس، في ظل عدم تكافؤ بالقوى مع إسرائيل، عسكريا تكنلوجياً استخباراتياً.
ولأن معظم من وجّهوا هذا النقد، أو بعبارة أدق التخوف، هم سوريون معارضون، مثقفون، سياسيون، ناشطون، وأشخاص عاديون، كانت تلك التُهم أسهل في إطلاقها، نظراً لأنها كانت مُعلبة جاهزة ضدهم، كجزء من سردية النظام و”محور المقاومة”، ضدهم، لتبرير تدخلهم لصالح الأسد في حربه ضد السوريين وفصائله الثورية المقاتلة.
ولسنا في هذا المقال في صدد دحض تلك السردية المُهترئة، لأنها ومع انطلاقة عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل في مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر 2023، دُحضت من تلقاء نفسها، عندما خرج السوريون المعارضون في الشمال السوري، بمظاهرات عارمة للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ضد آلة القتل الإسرائيلية، بينما مُطلق هذه السردية، نظام الأسد، منع أي مظاهر للتضامن مع غزة، في مناطق سيطرته. ولذلك كان من السهل على أي شخص مازال يؤمن بـ”محور المقاومة”، كشف المتصهين الحقيقي. يُضاف إلى ذلك مئات الشواهد الأخرى، الكافية لنفيها ورميها في مزبلة، لمن أراد الانصاف.
وبالعودة إلى مُطلقي ذلك التخوف، مع اليوم الأول لـ”طوفان الأقصى”، كان السوريون المعارضون في المقدمة، لا حُبّاً بإسرائيل، إنما عشقاً للفلسطينيين وقضيتهم، التي تشبه في تفاصيلها القضية السورية، مع فارق بقومية المحتل، إسرائيلي في فلسطين، وإيراني في سوريا.
إذاً، يُمكن القول أن السوريين المعارضين، ومن خلال ثورتهم الطويلة المستمرة، بمواجهة آلة القتل لدى نظام الأسد ومعه الإيرانية والروسية وحزب الله اللبناني، كان لهم نظرة ثاقبة، في تصور لما سيحدث في قطاع غزة؛ شلال دم هادر لا يتوقف، ينتهي بتدمير غزة، وإنهاء حماس عسكرياً، والجلوس للتفاوض على طاولة صنعت من جماجم الفلسطينيين، يحصد ثمارها الإيرانيون، بحكم أنهم رأس ما يسمى “محور المقاومة”.
وكلمة حق تُطلق على مُطلقي ذلك التخوف منذ البداية، بأنهم أصبحوا خبراء بإيران، خبراء في منظومة الدجل والنفاق المتأصلة في حُكم الملالي، وبطبيعة الحال عند حزب الله، كونه يصنّف نفسه بأنه جزء من ولاية الفقيه. فالمتخوفون، كانوا أول من قال إن إيران ورطت حماس مع إسرائيل، لتحصيل مكاسب سياسية، وستورط اللبنانيين عبر حزب الله، للهدف ذاته، وهو ما بات اليوم تظهر ملامح تحققه جليةً من دون مواربة.
اليوم، وبعد نحو عام، وبفعل تلك الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله في لبنان، من قبل إسرائيل، لاسيما خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بمقتل أبرز قادته المؤسسين للحزب، ومع شبه انتهاء حماس عسكريا في غزة، وتدمير القطاع فوق رؤوس ساكنيه، ومقتل أكثر من 50 ألف مدني، ظهر أولئك مجدداً، لا لأن يتهموا السوريين المعارضين بالتصهين والعمالة، إنما للقول إن ما حصل هو بسبب عدم تكافؤ القوى بين حماس وحزب الله، مع إسرائيل، عسكريا استخباراتيا تكنلوجيا.
والبديهي، بل من حقيّ أن أتساءل، لما لم تقول ذلك منذ البداية، لما لم نوفر على أهل غزة تلك الدماء الهادرة التي كان السوريون أول من قال احذروا!، ستكون هادرة أكثر من هدير يوم “طوفان الأقصى”، إيران لن تفعل شيئا إزاء تلك الدماء الفلسطينية، إيران تخدعكم.
نعم أيها السادة، مطلقو الاتهامات من قصوركم العاجية، السوريّ أصبح خبيراً بإيران، ويعرف بأنها ستقف على هرم مصنوع من جماجم الفلسطينيين واللبنانيين، وقبلها أهرامات مماثلة من جماجم السوريين والعراقيين واليمنيين، مقابل تحقيق مصالح سياسية وجيوسياسية، توسعية، قومية، تماماً كما تفعل إسرائيل منذ عقود. نعم، كان السوري أول من قال إنها تكذب بشأن عدم علمها بعملية “طوفان الأقصى”، لتتمكن من الانسحاب بسلاسة لاحقاً من وعودها.
نعم، كان السوري أعظم خبير بنفاق إيران، حذركم منها، ومن مراوغاتها وكذبها أنها ستدخل بموجب “وحدة الساحات”، لتدافع عن دماء الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء، ولكم في تصريح الرئيس الإيراني الأخير، ومع آلاف الدلائل خلال سنة فقط، عبرة، عندما قال “نحن وأميركا أخوة”، وهم الذين قالوا منذ تأسيس حكم الولي الفقيه: الموت لأميركا”.

شاهد أيضاً

فرحتنا باقتتال حزب الله وإسرائيل :مابين العداوة المشتركة والقضية التي لا تنسى 

فرحتنا باقتتال حزب الله وإسرائيل :مابين العداوة المشتركة والقضية التي لا تنسى  هناء درويش  في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 5 =