الخميس , مايو 1 2025
الرئيسية / تحليل / التحليل السياسي

التحليل السياسي

 التحليل السياسي أهم طرق التواصل مع الجمهور, أسسه وأدواته وفوائده.

فراس علاوي

 

مقدمة:

تعتبر السياسة في أبسط تعاريفها دراسة الحكومات ودراسة عملية الممارسة السياسية ودراسة المؤسسات والسلوك السياسي.

ويعتبر التحليل السياسي أحد أدوات السياسة التي تقرب المفاهيم وتشرح مايحصل وماتريده الحكومات للجمهور ومن الجمهور, وبما أن السياسة فن الممكن فإن التحليل السياسي هو فن إيصال الأفكار وتفنيدها وتحليلها وتركيبها, لكنه بذات الوقت علم يحتاج للمعرفة وسعة الإطلاع.

وبالتالي فإن التحليل هو عملية فهم وإدراك ووعي ومعرفة بالممارسة السياسية ومدخلاتها وكيفية بناء العملية السياسية, وكذلك معرفة مخرجاتها وأهدافها, بالاستناد إلى مجموعة المعارف والمدارك التي يحوزها العامل بالتحليل السياسي خلال دراسته واطلاعه على التجارب التاريخية والمهارات لمن سبقه, وربط كل ذلك بالحادثة مجال التحليل والظروف المحيطة بها.

التحليل السياسي رياضة عقلية:

التحليل السياسي يشبه التعامل مع مكعب الروبيك من حيث تدوير المراحل والزوايا والأخبار من أجل الوصول لما هو مطلوب من فهم عميق للخبر السياسي, أو للتصرف الذي تقوم به دولة أو مجموعة سياسية سواء كانت حزب أو جماعة, وبالتالي فإن التعامل معه يستلزم ملكة عقلية متوقدة تمارس رياضة فكرية وذهنية حاضرة, تشبه إلى حد بعيد احتياج الجسم ليكون بكامل لياقته إلى تمرينات رياضية, كما يشبه التحليل السياسي حل الكلمات المتقاطعة من حيث ضرورة غزارة المعلومات ودقتها والحضور الذهني وسرعة البديهة والقدرة على الربط بين الأحداث وتحليلها وتركيبها.

كما يجب أن يتحلى المحلل السياسي إضافة للمعرفة والإطلاع العميق على مختلف العلوم الأخرى كالجغرافيا والجغرافيا السياسية والتاريخ والاقتصاد وغيرها. بالموضوعية والابتعاد عن التضخيم واللاواقعية في قراءة الحدث, والأخلاق حيث لايتحول الخصم السياسي إلى عدو شخصي تتم مهاجمته بعيداً عن الأخلاق ,والعمق وسعة الإطلاع والذاكرة القوية والقدرة على القراءة السليمة والاستنباط والمنهجية العلمية والوصول للمعلومة وحصريتها.

 

أسس التحليل السياسي وأدواته:

ماهي الأسس التي يقوم عليها التحليل السياسي وماهي أدواته؟

يقوم التحليل السياسي على مجموعة من الأسس منها

الموضوعية والدقة في وصف الحدث السياسي ,والابتعاد عن التهويل أو استصغار الحدث بغية لي عنق التحليل لمصلحة المحلل السياسي, الابتعاد عن الأحكام المطلقة والقطعية فالسياسة فن الممكن وهي مفتوحة على كثير من الاحتمالات وتحمل في طياتها المفاجآت, الاستماع للآخر حتى لو كان هناك اختلاف بالرأي,الحيادية وعدم تبني وجهة نظر مسبقة من الحدث أو ممن قام به, استخدام لغة تناسب المتلقي دون أن توقعه في الحيرة والغموض, المعرفة العميقة بالموضوع المراد تحليله من خلال معرفة الحادثة السياسية وتاريخها ومقدماتها واحتماليات ماسوف ينتج عنها, كل ذلك يتطلب وجود ذخيرة علمية ومعرفة واسعة لدى المحلل السياسي.

ولتحقيق هذه الأسس يجب استخدام أدوات وتقنيات تساعده في الوصول لتحليل موضوعي ودقيق منها: 

استخدام منهج علمي دقيق في التعامل مع الحدث مع واقعية التعاطي معه, والاعتماد على المخزون المعرفي والفكري الواسع الذي يمتلكه ,وامتلاك قاعدة بيانات تخدم الموضوع المراد تحليله, وعدم استخدام لغة معقدة وإنما اللجوء لتبسيط المفردات والمصطلحات من أجل سهولة فهمها, فاستخدام لغة مقعرة ومصطلحات غريبة هو علامة ضعف لدى المحلل وليست نقطة قوة.

دقة الملاحظة لمراقبة سلوك صاحب الحدث, والتحقق من صحة المعلومة عبر التواصل المباشر إن أمكن, كذلك معرفة مواقف الجمهور من السياسيين ومواقفهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم.

متابعة حالة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسات العامة التي تقدمها الحكومة,

كذلك معرفة العلاقات السياسية والدبلوماسية للدولة, ومعرفة الحالة التي يتمتع فيها الجيش والقوات المسلحة والأمن الداخلي والقومي.

 فوائد التحليل السياسي:

يؤدي التحليل السياسي إلى فهم العلاقات بين الحكومة والمواطنين، وكيف يؤثر القانون والنظام السياسي على حياة الناس.

وهذا يعني تبسيط مفهوم السياسة للجمهور, إذ أن السياسة وتعقيداتها تحتاج لشرح وتحليل لدى كثير من الجمهور من أجل فهم طبيعة وتوجهات السلطات الحاكمة وسياسات الدول المحيطة والسياسة العالمية بما يؤثر على الواقع الذي يعيشه, وإيصال الرسالة السياسية إليهم من أجل معرفة تأثيرها عليهم اجتماعياً واقتصادياً, وبالتالي له دور في توجيه الرأي العام وإظهار الحقائق مجردة دون تزييف.

لقد أصبح التحليل السياسي ضرورة هامة في الحياة السياسية والإعلامية، ولدى السياسيين و صناع القرار وللجمهور المتلقي ، ويُعتبر التحليل السياسي محركًا لعملية تشكيل الوعي من جهة وضرورة للحكومات والجهات السياسية لكي تبتعد عن الأخطاء التي تقع بها ولاتكررها, كما أنه سبب رئيسي لتراكم الخبرات والمعارف, ومعرفة المخاطر وطرق معالجتها بعد تحديد أسبابها.

وبالتالي يكون له دور في صناعة القرار وتقديم المشورة والاستشارة للسياسيين وصناع القرار .

الخاتمة

تأتي أهمية التحليل من أهمية السياسة في حياة المجتمع, وبالتالي كلما تحلى التحليل بالدقة والموضوعية كان أقرب للحقيقة وكانت الفائدة منه أكبر,ويشكل التحليل بوصفه علماً وفناً أحد أعضاء اللعبة والممارسة السياسية والتي تبدأ بالمصدر وهو السياسي بشكله الشخصي أو الاعتباري , لتصل إلى المتلقي وهو الجمهور, وحتى تكون اللعبة أو الممارسة السياسية تامة الأركان لابد وأن يكون للتحليل السياسي دوراً هاماً في تبسيطها وتحويلها إلى مفردات سهلة التداول والمعرفة وسهلة الوصول لذهن المتلقي.

شاهد أيضاً

إيران ماهو دور الحرس الثوري في إنفجار بندر عباس؟

الحرس الثوري: من تطوير الصواريخ إلى تدمير حياة المواطنين في انفجار بندر عباس طهران الشرق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 6 =