الحرس الثوري: من تطوير الصواريخ إلى تدمير حياة المواطنين في انفجار بندر عباس
طهران
الشرق نيوز
مقدمة: في 26 أبريل 2025، دوّى انفجار ضخم في مدينة بندر عباس، أهم ميناء تجاري في إيران، مخلّفًا 18 قتيلاً ومئات الجرحى و6 مفقودين. هذا الحادث الكارثي كشف بشكل صارخ عن الإهمال المنهجي للنظام الإيراني، وعلى وجه الخصوص الحرس الثوري، في إدارة المواد الخطرة بما يعرّض حياة المدنيين للخطر.
كارثة كانت تنتظر الحدوث: إهمال قاتل من الحرس الثوري التحقيقات الأولية أظهرت أن سبب الانفجار يعود إلى تخزين غير آمن لكميات ضخمة من مواد كيميائية شديدة الانفجار مثل بيركلورات الصوديوم، التي وصلت من الصين قبل شهرين. هذه المواد، المُستخدمة في برامج تطوير الصواريخ للحرس الثوري، كانت مخزنة بالقرب من المناطق السكنية دون أي التزام بمعايير السلامة الدولية.
في هذا السياق، عبّرت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، عن تعازيها الحارة إلى أهالي بندر عباس، مشددةً على أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق نظام الملالي بسبب التخزين العشوائي وغير المنظم للمواد الكيميائية والأسلحة والذخائر في أماكن ومستودعات لا تراعي أدنى معايير السلامة الدولية، تماماً كما حدث في كارثة مرفأ بيروت في أغسطس 2020. هذا التشابه المؤلم يؤكد أن سياسات النظام الإيراني في تعريض أرواح المدنيين للخطر ليست استثناءً بل نمطاً متكرراً.
مأساة تتفاقم بسبب فشل مؤسساتي افتقار فرق الإطفاء للمعدات الأساسية مثل اللودرات والمصاعد، زاد من حجم الكارثة. التلوث الناتج عن الحريق أجبر السلطات على إغلاق المدارس والجامعات، مما أصاب الحياة العامة في بندر عباس بالشلل التام. يظهر بوضوح أن الأولوية في سياسات الحرس الثوري ليست حماية الناس، بل تعزيز قدراته العسكرية التوسعية مهما كان الثمن.
ضربة سياسية واقتصادية مدوية للنظام توقيت الانفجار تزامن مع الجولة الثالثة من المفاوضات النووية الجارية في مسقط، مما شكل فضيحة إضافية للنظام الإيراني. فالعجز عن إدارة موارده العسكرية بشكل آمن أثار قلقاً واسعاً لدى الدول الغربية، لا سيما مع التقارير التي تؤكد أن المواد المنفجرة كانت مخصصة لتطوير صواريخ باليستية.
اقتصادياً، أدى توقف عمليات ميناء رجائي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، خصوصًا أن هذا الميناء يُعالج حوالي 80 مليون طن من البضائع سنوياً، مما أدى إلى تعطيل إمدادات السلع الأساسية وزيادة أسعارها، وسط تدهور معيشة ملايين الإيرانيين.
غضب شعبي يتصاعد: شرارة احتجاجات قادمة؟ انفجار بندر عباس فجّر موجة غضب بين الإيرانيين، الذين يرون أن الحرس الثوري يُعرّض حياتهم للخطر من أجل مشاريعه العسكرية. تكرار مشاهد الدمار والتلوث أعاد إلى أذهان كثيرين مشاهد انفجار مرفأ بيروت، معزّزًا الشعور العام بأن النظام الإيراني لا يتعلم من الكوارث ولا يكترث بحياة الناس.
خاتمة: درس مأساوي آخر من بندر عباس إلى العالم إن انفجار بندر عباس لا يمكن اعتباره حادثاً منفصلاً عن ممارسات النظام الإيراني، بل هو امتداد مباشر لنهج الإهمال والجشع التوسعي الذي أدى إلى كوارث مماثلة مثل كارثة مرفأ بيروت. سوء إدارة الحرس الثوري وتخزينه العشوائي للمواد المتفجرة كشفا هشاشة النظام وعجزه عن حماية شعبه.
المقاومة الإيرانية تؤكد أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أو حله بالكامل، بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، ليس فقط من أجل حماية أرواح الإيرانيين، بل أيضًا لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.