لبنان على أعتاب مرحلة جديدة… هل آن أوان قطع يد النظام الإيراني نهائيًا؟
بيروت
الشرق نيوز
في لحظة تاريخية يعيشها لبنان، وبعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة رئيس وزراء جديد، تفتح البلاد صفحة جديدة قد تكون فاصلة في تقرير مصيرها السياسي والسيادي. المتغيرات المتسارعة على الساحة اللبنانية تتزامن مع تراجع واضح في نفوذ حزب الله داخل المؤسسات، وتقلص هامش حركته، خاصة في أجهزة القرار الأمني والإداري، ما يشكّل فرصة حقيقية لإنهاء عقود من الوصاية غير المعلنة التي فرضها النظام الإيراني على لبنان من خلال ذراعه المحلي حزب الله.
تراجع حزب الله… بداية النهاية
منذ انخراطه في الحرب السورية، فقد حزب الله الكثير من رصيده الشعبي، ومع انفجار الأزمة الاقتصادية وانكشاف دوره في التغطية على الفساد وتسليح الدولة داخل الدولة، باتت صورته مشوهة في نظر شرائح واسعة من اللبنانيين. ومع انتخاب رئيس جمهورية جديد يتمتع بغطاء عربي ودولي، وتشكيل حكومة أكثر استقلالية، لم يعد لحزب الله القدرة السابقة على فرض شروطه أو التحكم في مخرجات القرار السيادي.
الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى لإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية ومؤسساتها، وهو ما يتطلب إجراءات جذرية تبدأ من إبعاد حزب الله عن مفاصل القرار الأمني والعسكري والإداري، وتمتد إلى مراجعة شاملة لدور السفارة الإيرانية التي كانت لسنوات طويلة مركز تنسيق وتحكم في قرارات الدولة اللبنانية.
ترامب يلوّح بعودة “الضغط الأقصى”
في سياق متصل، كشفت شبكة أكسيوس الأميركية أنه منذ أيام قليلة فقط، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا علنيًا شديد اللهجة إلى النظام الإيراني، بعد انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات النووية، داعيًا إلى القبول باتفاق نووي جديد أو مواجهة موجة غير مسبوقة من “الضغط الأقصى”.
قال ترامب:
“أنا لا أؤمن بوجود أعداء دائمين… لكن النظام الإيراني لن يحصل أبدًا على سلاح نووي”.
وأضاف:”هذا العرض لن يدوم إلى الأبد… الآن هو وقت الاختيار – لم يعد لدينا الكثير من الوقت”.
المقاومة الإيرانية تكشف المستور في واشنطن
وفي ضوء هذا التصعيد، قامت المقاومة الإيرانية خلال الأيام الماضية في واشنطن، بالكشف عن وثائق ومستندات سرية تثبت حجم المبالغ الضخمة التي يستنزفها النظام الإيراني من ثروات الشعب الإيراني لدعم ميليشياته ونفوذه في المنطقة، لا سيما في لبنان واليمن وسوريا.
هذا الكشف الفاضح أظهر للعالم أن النظام يستثمر أموال الشعب الإيراني في حروب نيابية تدمّر مدنًا ومجتمعات، وتدمر البيئة والموارد الطبيعية، ولا تسعى إلا لإدامة بقاء نظام الملالي القمعي.
ورداً على هذه الإفشاءات، تؤكد المقاومة أن الوقت للمفاوضات محدود للغاية وأن استمرار سياسة المماطلة والمفاوضات لم تعد مجدية، وأن السبيل الوحيد لتغيير النظام ومنعه من مواصلة تدخلاته الإقليمية هو زيادة الضغط الدولي، وقطع يد النظام الإيرانية من لبنان، خصوصًا عبر إبعاد حزب الله وقطع الدعم المالي والسياسي عنه.
من أجل لبنان سيد ومستقل
إن الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله لا يمكن أن يتحقق ما دام هناك سلاح غير شرعي وولاء لدولة أجنبية داخل مؤسسات الدولة. لذا فإن قطع العلاقات مع النظام الإيراني وإغلاق سفارته في بيروت يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة، بالتوازي مع تفكيك البنية المخابراتية والسياسية لحزب الله داخل الأجهزة الحساسة.
اللبنانيون دفعوا الثمن باهظًا بسبب تورط النظام الإيراني في شؤون بلادهم، من خلال تسليح وتوجيه حزب الله لخوض حروب لا تخدم لبنان، وإغراقه في صراعات إقليمية، وحمايته لشبكات التهريب وتبييض الأموال.اليوم، ومع التغييرات الإقليمية والدولية، ومع استعادة بعض أدوات القرار الوطني، بات من الممكن وأكثر من أي وقت مضى التحرر من قبضة النظام الإيراني، وحماية مستقبل لبنان كدولة ذات سيادة كاملة.