الجمعة , أبريل 25 2025
الرئيسية / الآن / قلق النظام الإيراني وتناقضات المفاوضات النووية 2025

قلق النظام الإيراني وتناقضات المفاوضات النووية 2025

قلق النظام الإيراني وتناقضات المفاوضات النووية 2025

طهران..واشنطن

الشرق نيوز

المقدمة

تحولت المفاوضات النووية الإيرانية في عام 2025 إلى واحدة من أكثر التحديات الدبلوماسية تعقيدًا. المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط وروما، التي تهدف إلى إعادة فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني، أصبحت عملية مرهقة بسبب القلق العميق للنظام الإيراني والتناقضات الداخلية في تفسير مواقف القيادة. يركز هذا التقرير على قلق النظام الناتج عن الضغوط المتعددة، وجهود المسؤولين لتبرير المفاوضات في ظل تصريحات علي خامنئي في أبريل 2025، والتباينات الحادة بين واشنطن وطهران.

قلق النظام الإيراني: ضغوط متعددة الأوجه

يواجه النظام الإيراني في المفاوضات النووية قلقًا عميقًا ينبع من ضغوط اقتصادية وعسكرية وسياسية. أدت العقوبات المشددة، التي أفادت بي بي سي (11 أبريل 2025) أنها قلصت قيمة العملة الوطنية بأكثر من 50% منذ عام 2018، إلى دفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار. كما أن التهديدات العسكرية، بما في ذلك تحليق قاذفات B-2 الأمريكية بالقرب من إيران (سكاي نيوز، 14 أبريل 2025) وتصريحات إسرائيل بشأن استهداف المنشآت النووية، زادت من مخاوف اندلاع نزاع. أفاد تقرير الشرق الأوسط (15 أبريل 2025) أن العزلة العالمية وفقدان الحلفاء الإقليميين، مثل بشار الأسد، وضعت النظام في موقف هش. هذا القلق جعل المفاوضات عملية طويلة الأمد، حيث يحاول النظام رفع سقف مطالبه، مثل الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم، لكسب المزيد من التنازلات، بينما يخشى تصعيد التوترات العسكرية.

التناقضات الداخلية: التستر على تصريحات خامنئي

في أبريل 2025، أعلن علي خامنئي، زعيم النظام الإيراني، في خطاب عام أن التفاوض مع الولايات المتحدة ممنوع بسبب “عدم موثوقيتها” (وكالة فارس، 12 أبريل 2025). وضع هذا الموقف المفاوضات تحت ضغط انتقادات داخلية من الفصائل المتشددة. ومع ذلك، حاول مسؤولو النظام، وخاصة عباس عراقجي، تقديم تفسير مختلف لهذه التصريحات لتبرير استمرار المفاوضات. قال عراقجي في مقابلة مع بي بي سي (12 أبريل 2025) إن مفاوضات مسقط كانت “غير مباشرة” وتركزت على القضايا الفنية فقط، وليست حوارًا سياسيًا مع أمريكا، وبالتالي لا تتعارض مع مواقف القيادة. يرى تقرير العرب لندن (15 أبريل 2025) أن هذا التفسير محاولة لتهدئة الفصائل المتشددة وتبرير المفاوضات. كما اعتبر محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية، المفاوضات ضرورية “لحل سوء التفاهمات”، لكنه أكد أن تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض” (آوا برس، 20 أبريل 2025).

التباينات بين واشنطن وطهران: خطوط حمراء متعارضة

برزت تناقضات حادة بين واشنطن وطهران تهدد مستقبل المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. أكد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في مقابلة مع برنامج “Honestly” (3 أبريل 2025) أن أي اتفاق جديد يجب أن يشمل توقفًا كاملًا لتخصيب اليورانيوم في إيران، مع السماح فقط باستيراد المواد النووية لأغراض سلمية. وأضاف: “إذا أرادت إيران برنامجًا نوويًا مدنيًا، يمكنها استيراد المواد كما تفعل دول أخرى.” ووصف روبيو اتفاق البرنامج النووي السابق (الاتفاق النووي) بأنه “سيء للغاية” لأنه سمح لإيران بالاحتفاظ بقدرات التخصيب مع رفع العقوبات بشكل فوري. وشدد على التزام إدارة ترامب بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، قائلاً: “نمنح كل فرصة للحل السلمي، لكننا مصممون على منع إيران من امتلاك سلاح نووي بأي وسيلة.”

في المقابل، كرر مسؤولو النظام الإيراني، بما في ذلك متحدثون من وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية، أن تخصيب اليورانيوم هو “خط أحمر” لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف. هذا التباين الحاد، كما يرى المحللون، يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق. ويشير تقرير العرب لندن (15 أبريل 2025) إلى أن التصريحات المتشددة الإيرانية قد تكون موجهة للاستهلاك الداخلي لتهدئة الفصائل المتشددة، بينما تدفع المخاوف من هجوم عسكري محتمل طهران إلى مناورات تكتيكية في المفاوضات.

التداعيات الداخلية والدولية

أدى قلق النظام والتناقضات في تفسير تصريحات خامنئي إلى وضع المفاوضات في حالة من الغموض. داخليًا، غذت هذه التناقضات الانقسامات بين الفصائل الحكومية. أفاد تقرير إندبندنت فارسي (26 نوفمبر 2024) أن بعض الجماعات المتشددة وصفت المفاوضات بـ”الخيانة”، بينما يرى المعتدلون أنها ضرورية للبقاء الاقتصادي. هذا الانقسام قلل من قدرة النظام على تقديم مقترحات متماسكة في المفاوضات.

على الصعيد الدولي، أدى إطالة أمد المفاوضات إلى تقليل الثقة في الدبلوماسية. حذر رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 23 أبريل 2025 من أن افتقار إيران إلى الشفافية بشأن المواقع السرية قد يؤدي إلى فشل المفاوضات (رويترز، 23 أبريل 2025). كما أفادت واشنطن بوست (16 أبريل 2025) أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة أو حتى خيارات عسكرية، في حين قلل التباين الحالي من احتمال التوصل إلى اتفاق.

التحليل والاستنتاج

إن قلق النظام الإيراني، الناتج عن الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية والعزلة العالمية، حول المفاوضات النووية إلى عملية طويلة ومعقدة. كشفت جهود المسؤولين لتبرير المفاوضات بتفسيرات مختلفة لتصريحات خامنئي عن تناقضات داخلية قللت من قدرة النظام على اتخاذ قرارات حاسمة. وضعت التباينات الحادة بين موقف الولايات المتحدة (وقف التخصيب الكامل) وإيران (الاحتفاظ بالتخصيب كخط أحمر) المفاوضات في خطر. يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زيادة الضغط الدبلوماسي والرقابة الدقيقة لمنع تحول هذه الأزمة إلى مواجهة عسكرية.

شاهد أيضاً

الخداع الديني: سلاح النظام الإيراني للاستغلال والقمع

الخداع الديني: سلاح النظام الإيراني للاستغلال والقمع طهران…الشرق نيوز   يستخدم النظام الإيراني الخداع الديني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =