رسالة للثوار القابضين على جمر ثورتهم
عقيل حسين
أيها الثائر القابض على جمر ثورتك ولم تيأس ولم تتعب..
أيها النبيل الذي أفلت الجمر مرغماً، لكن لم يبع ناره..
لا تستيقظ الصبح إلا وأنت مبتسم.
عبَّ الفخر من هواء شريطك الحدودي الضيق أو من منفاك ومهجرك.
أنت لست خائب..
مثلك خاض معركة تاريخية نبيلة، عظيمة، حملت فيها لواء الانبياء والرجال المصلحين والنساء العظيمات وفلاسفة الحق والشعراء الصادقين وعلماء الأصول والفروع والأدب والفن والتاريخ والحضارة والعمران..
تكالب عليك وعلى رفاق الهتافات والبنادق بناديق السياسة والمصالح ؟
خانك أنصار القرن الحادي والعشرين وباعك مهاجرو الغنيمة والإمارة ؟
طوح بحلمك أصحاب الحداثة وما بعد الحداثة ؟
ذبح حقك الهاتفون بثارات الحسين الذبيح وأنت تسير على دربه من أجل الحق والعدالة والحرية ؟
سرق السلاح من يديك بعض قادتك ؟
نشل الخبز من فم الأولاد خازن بيت مال القضية ؟
لا تبتئس..لا تحزن..لا تلقي دموعك ورايتك وتندم.
الرجال والنساء أنواع، ومن يصمد ١٣ حولاً طاوياً على كل هذا الصبر والقهر والحلم والأمل..
من يخض ما خضتم ومن قدم ما قدمتم ليس من حقه أن يشعر بخيبة الأمل..إنه يرتكب مخالفة !
هناك من يشتري الماضي، وهناك من يشتري اللحظة، أما أنتم فقد اشتريتم التاريخ والمستقبل.
ربما تقفون أمام أبنائكم بأيد فارغة، لكن ستشرفون الدنيا بشرفكم وبطولاتكم، وترفعون رؤوسكم العنيدة كل يوم لتخبروا العالم أنكم خضتم معركة الشرف ولم تتاجروا بالكرامة.
قفوا وحدثوا الدنيا عن بطولات حقيقية وليست متوهمة..
أخبروا عشاق الروايات عن مغامرات لذيذة يموت الآخرون ليخترعوا ربعها..
ويحكم ألا تدرون ما تقولون ؟!
قولوا لمن يلوموكم اليوم بكل فخر: ثرنا من أجل حريتك وحريتنا، وكرامتك وكرامتنا، وشرفك وشرفنا، ووطننا، وقيمنا، ومبادئنا.. فعلنا كل شيء كي لا نهزم، وليرمنا بحجر من خاض منكم مثل ما خضنا لمدة ١٣ سنةً ثم عاد بلا هزيمة.