ياسمين مشعان
أطفال ديرالزور حصار ومعاناة وضياع
تستمر أزمة الفرات و التي تلقي ظلالها على أطفال ديرالزور ، بداية من القصف المستمر الذي ضرب أطنابه فوق المدينة و ريفها وليس نهاية في مخيمات الموت و تبعياتها القاسية من مصاعب الحياة إلى المعاملة السيئة هناك ،
قصف متواصل على مدى الشهور الثلاثة الماضية ٤٠ طفلا في شهر آب قد سقطوا و عرفت أرقامهم فقط وترتفع وتصل إلى ١٠٥ في أيلول والأعنف بحق هؤلاء الأطفال كان شهر تشرين الأول فقد ارتفع العدد ليصل إلى ١٠٠ حتى آخر توثيق وصلنا إليه ،
هذا و دون ذكر الإصابات من فقدان الأطراف و العاهات المستديمة و التشوهات ، واليتم و فقدان الأهل .
*داليا عمار الشعيبي* تموت تحت أنقاض منزلها هي وكل أفراد عائلتها بعد أن عجز الأهالي عن استخراجهم لمدة ثلاث أيام و ذلك لعدم وجود كادر دفاع مدني مدرب ، كان ذنب داليا الوحيد إنها ولدت في زمن انعدمت فيه الإنسانية ،
حتى الألعاب تحولت إلى سبيل من سبل الموت
فلم يكن في حسابات *محمد* ذو ١٢ ربيعا أن ما يلعب به هي بقايا قنبلة عنقودية لتنفجر به ويلتحق بركب من سبقوه ومع معدل الهجمات العنقودية التي قام بها النظام في الآونة الأخيرة تحولت ديرالزور إلى حقل من الألغام مما يزيد خطورة الحياة وينبىء بكوارث في حال عودة النازحين فهي رسالة موت لا نعرف متى تصل إلى أصحابها ،
وحين تبدأ رحلة النزوح تتضاعف المخاطر التي تواجههم تبدأ بقصف المعابر أكثر من عشر مجازر إستهدفت المعابر المائية راح ضحيتها عشرات الشهداء جلهم من الأطفال عائلات بأكملها قضت هناك ربما حالف الحظ *بيسان* ١١ عاما ولكنها خسرت قدمها بسبب الشظايا التي اخترقتها عندما قصف معبار الصبحة في شهر ايلول الماضي وذهب ضحيته يومها ٢١ شخصا .
و هؤلاء الذين قد ينجون من قصف المعابر سوف يواجهون الألغام التي زرعت على طريقهم من قبل تنظيم داعش فقد لقي ٣ أطفال حتفهم مع امهم بانفجار لغم على الحدود التركية السورية أثناء محاولتهم العبور كان قد زرعه التنظيم سابقا و غيره قد أودى بحياة ٨ أشخاص .
يرافق ذلك مايعانونه من ويلات الرحلة العابرة في صحراء قد يتوهون بها فقد توفيت الطفلة *يمامة الخلف* والتي تبلغ من العمر ٣ سنوات عطشا مع أمها الحامل وجدتها عندما تاهوا في الصحراء بين الحسكة و ديرالزور .
و ليس أخيرا ففي حال وصولهم إلى المخيمات لا بد من المواجهة الحتمية مع الظروف السيئة
فأطفال ديرالزور يعيشون ظروفا قاسية في المخيمات مع إنخفاض مستوى الرعاية الطبية و إنتشار الأمراض السارية *كالسل والكوليرا والامراض الجلدية كاللشمانيا والجرب* يضاعف هذا الوضع انعدام النظافة والإهمال المتعمد من قبل إدارة المخيم لأبسط أمور الرقابة كل ذلك أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات في هذه المخيمات ،
الطفل *معاذ طارق العكفان* الذي يبلغ من العمر عامان يرتقي للسماء بعد أن التهمت النيران الخيمة التي اتخذها أهله ملاذا لهم من حرارة الطقس و قساوة الصحراء و غبارها وقد كان يغفو فيها لم يكن هناك وسائل للحماية ضد الحرائق أو السيطرة عليها وما أن وصل إلى النقطة الطبية التي تفتقر لأبسط الخدمات حتى فارق الحياة ،
١٧حالة إصابة بمرض السل أدت إلى وفاة طفلين كما ارتقت الطفلة سارة السنوح بسبب نقص الرعاية الطبية في مخيم السد كما تم رصد حالات لأمراض السحايا والكوليرا باتت تنتشر .
وقد تحول معظم الأطفال رجال يعتمد عليهم ذووهم في الحصول على لقمة العيش وتحملوا مسؤوليات تفوق طاقتهم عدي ١٤ عاما كان يعمل في أحد محلات الحدادة في بقرص عندما تدهورت الأحوال المعيشية وكان قد ترك مدرسته حين أوقف التنظيم الدراسة فوالده مريض وهو أكبر إخوته وعندما وصل إلى مخيم *حتيملات* عاد عدي للعمل يقول أفكر يوميا بالدين الذي تراكم علينا فكلفة الطريق للوصول إلى هنا كانت دينا علي ثم لا يوجد شخص يساعدنا وجميعنا هنا لاحول لنا ولا قوة فعلى من يجب أن نعتمد سوى على أنفسنا بالإضافة إلى قلة الدعم المقدم لهذه المخيمات .
طفولة مسروقة برسم جميع القوى التي ساهمت بقصف المدينة دون مراعاة لأي معاهدات دولية أو حقوق إنسان .
#الشرق_نيوز