الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / مقال / النظام وإيران في دير الزور بين مطرقة داعش وسندان التحالف

النظام وإيران في دير الزور بين مطرقة داعش وسندان التحالف

عهد الصليبي

اتهم النظام السوري، أول أمس “السبت”، أمريكا بالضلوع في الكمين العسكري، الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، جنوبي مدينة الميادين شرقي دير الزور، ليلة “الخميس” الماضي، والذي خلّف 50 عنصرًا من قوّات الأسد بين قتيلٍ وجريح.

حيث ردّت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، في تمام الساعة الحادية عشرة، ليلة أول أمس “السبت”، بإطلاق صاروخ متوسط المدى ، من حي حويجة صكر بمدينة دير الزور – الحويجة: جزيرة نهرية – سَمع صوت إطلاقه كل أهالي المدينة وقرى الريف القريبة، لكنه لم يسقط في أي مكان من مناطق قسد أو قواعد التحالف الدولي، بحسب شبكة مصادرنا المنتشرة في عموم المنطقة، بالإضافة لنفي التحالف استهداف أي قاعدة له بسوريا.

إلّا أنَّ جهة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية”، وشعارها يحمل علم النظام السوري، تبنّت على الفور، استهداف القواعد الأمريكية، علمًا أنها لم تستهدف القواعد بأي رصاصة، منذ أشهر.

طيلة السنوات الست الماضية، التي كانت فيها إيران وأمريكا على خط تماس شرقي سوريا (وتحديدًا في دير الزور)، كان هناك قصف جوي أمريكي وإسرائيلي، على مقار الميليشيات الإيرانية، مخلفًا المئات من القتلى والجرحى، متسبباً بتدمير أسلحة ونقاط عسكرية، ما دفع الكثير من العناصر المحليين لترك عملهم مع الميليشيات الإيرانية، ورفع بعض الميليشيات الإيرانية أعلام النظام السوري، خشية القصف الأمريكي والإسرائيلي، وفي المقابل فإن الرد الإيراني على القواعد الأمريكية، لم يخلّف إلا عدد من المصابين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، بإصاباتٍ طفيفة.

لعل إيران تسعى من خلال هذا الرد الخجول “أو المعدوم”، أن تبقى في عيون عناصرها ومناصريها، حاملة للواءِ المقاومة، وأن تحفظ ماء وجهها أمامهم، بدون حرج.

ولم تفلح إيران في محاولاتها الحثيثة، للسيطرة على المجتمع الديري، حتى بعد استخدامها وتركيزها على الموضوع العشائري، محمّلةً لواء هذا المشروع للشيخ السابق لقبيلة البكارة “نواف راغب البشير”، بعد احتضانه ودعمها له، وسعيها للسيطرة على الضفة الأخرى من نهر الفرات، والتي سبقتها إليها قوات سوريا الديمقراطية ومن خلفها التحالف الدولي، أواخر العام 2017، وحتى شباط من العام 2018، بعد سيطرتها على آخر بقعة جغرافية لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في بلدة الباغوز شرقي دير الزور.
ولم يستطع “البشير” جمع أكثر من 500 مقاتل من عناصر الميليشيا، التي شكلتها له إيران تحت اسم “لواء الباقر”، الذي لم ينشط في أي معركة خاضها النظام والميليشيات الموالية له، حتى أن إيران التي كانت تظن من “البشير”، المكاسب الكثيرة لصالحها، لم تعد تعيره أي اهتمام، وعرفت حجمه الحقيقي، وتأثيره على المنطقة.

“المقاومة الشعبية”.. وحقيقة وجود كيان بهذا الاسم!

زاد استخدام مصطلح “المقاومة الشعبية” في مناطق شرق سوريا، منذ ثلاث سنوات تقريبًا، من قِبل نظام الأسد والدول الداعمة له كـ”إيران وروسيا”، في محاولة منها للتأكيد على وجود مقاومة شعبية رافضة للوجود الأمريكي على الأراضي السورية، وقد أخرجت مظاهرات في مناطق سيطرتها، مرات كثيرة، تطالب بذات المطلب.

وقد عمد النظام السوري وحلفاؤه على تسمية كل الاحتجاجات الشعبية والأعمال العسكرية من أبناء العشائر ضد قسد، بمسمى “المقاومة الشعبية”، كان آخرها متابعته الدقيقة لأحداث الاقتتال بين قسد ومجلسها العسكري بدير الزور، قبل نحو شهر تقريباً، إلا أن واقع الأمر يختلف تمامًا عما يتحدث عنه النظام.

بهذا نتوصل إلى أنَّ “المقاومة الشعبية”، هو مصطلحٌ فضفاض، ولا وجود له على أرض الواقع “لا عسكريًا ولا سياسيًا ولا حتى مدنيًا”.
وقد وقع الكثير من المحللين العسكريين والسياسيين، في مغالطات كثيرة، عن واقع محافظة دير الزور، بضفتيها، والقوى العسكرية المتقاسمة لأراضيها، كـ”تصديرهم لمسمى القبائل والعشائر على أنها كتلة واحدة صلبة، غير منقسمة، لكن واقع الحال يقول عكس ذلك تمامًا، منذ انطلاق الثورة السورية منتصف مارس/آذار من العام 2011، فقد انقسمت كل عشيرة إلى عدة انقسامات، على عدد القوى العسكرية التي كانت والتي نتجت بعد 2011، وصار لكل عشيرة 3 شيوخ على الأقل، موزعين كتوزع القوى العسكرية”.

شاهد أيضاً

يسار يمين يمين يسار أزمة النخب السورية التائهة

مقال رأي  فراس علاوي تعيش كثير من شخصيات اليسار السوري وشخصيات ذات مرجعيات ايديولوجية دينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =