هذا هو الفتوة الذي نحب
كتب فخر الدين الجوري
هذا النادي نادينا يا نور العين ..منّا وبينا ومن عدنا فتوة الزين
هذا الهتاف الذي ردده مشجعو نادي الفتوة كان الأقرب لقلبي من بين عشرات الهتافات التي صدحت بها حنجرة كل ديري يعشق الفتوة.
على بساطة ما قيل في هذا الهتاف، كان يختصر حالة من الاتحاد بين جماهير الدير وفتوتهم, هناك حيث لا سلطة ولا نفوذ ولا رؤوس أموال ضخمة تدعم النادي كل عاشق للفتوة كان يشعر أنه يملك شيئاً ما في هذا النادي أو ربما ملك هذا النادي شيئاً ما فينا.
لم يكن زحفنا إلى الملعب يوم الجمعة – وهنا لا استخدم كلمة زحف ابتذالا- فقد كان يوم مباراة الفتوة كرنفالاً للبهجة والفرح حتى وإن لم نكن نضمن مآل هذا الكرنفال ونتيجته ، لم يكن هذا الزحف مجرد شغف بكرة قدم بل كان انتماء للدير وللفتوة. جمهور الفتوة لا يذهب لمشاهدة المباراة فحسب بل لتشجيع الفتوة.
بقي الفتوة لسنوات عنواناً مهما لكل ديري حتى ممن لم يعشقوا الفتوة كنادي أو لاعبين يمارسون الكرة، فقد مثل الفتوة حالة من الغضب و المزاجية والنخوة والشعور بالمظلومية الشرقية وشاهداً حياً على تطرفنا في السعادة والحزن .
كما أن الفتوة ظل يشكل مع الفرات والجسر المعلق ثالوث هوية لا جدال فيها للدير.
علمت مصادفةً ليلة أمس أن الفتوة قد حقق لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه وكان قد حققه مرتين سابقاَ في ظل احتضان أبناء دير الزور له.
حزّ في نفسي أن لا أحتفل بالفتوة فقد شكل حب الفتوة أحد بديهيات حياتي لعقود مضت وكنا ننتظر هذه اللحظة رغم يأسنا من امكانية حدوثها لاسباب يدركها الديريون وحدهم .
لن نحتفل بفتوة يديره تجار المخدرات ومختلسوا الأموال ولن نحتفل بفتوة يتلطخ قميصه بصور و أعلام القتلة ولن تزين جدران منازلنا صور المرتزقة من لاعبيه. سنحتفظ بأجمل مافي فتوتنا في ذاكرتنا. قميصاً أزرق بنجمتين، ملعب مكتظ بهتافات تلامس الفؤاد .جمهور نزق يهز الملعب بصوته ويرعب الخصوم ، ملعب انطلقت منه أولى إرهاصات الاحتجاج ضد نظام الوريث القاصر و نجوم كبسام النوري وعدنان الجاسم و الشهيد خليل البورداني و جاسم نويجي (مع حفظ الألقاب) انتزعوا ايقونيتهم حينما شاركونا ثورتنا.
المصدر صفحة
وزارة الرياضة العالمية