الخميس , سبتمبر 19 2024
الرئيسية / مقال / ما أسباب فشل الاجتماع الرباعي في موسكو؟

ما أسباب فشل الاجتماع الرباعي في موسكو؟

ما أسباب فشل الاجتماع الرباعي في موسكو؟

يحيى السيد عمر 

 

على الرغم من التقدم المتسارع الذي حققته مساعي التطبيع بين تركيا والنظام السوري. إلا أن هذه المساعي يبدو أنها وصلت لطريق مسدود. بعد فشل اللقاء الرباعي في موسكو والذي جمع نواب وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري.

 

في الحقيقة يعود فشل اجتماع موسكو لعدة أسباب. منها إصرار النظام على مطالب لا تعد ممكنة في ظل الظروف الحالية. وعلى رأسها الانسحاب من الشمال السوري. وإصرار النظام يأتي بعد انتعاش آماله بتطبيع عربي. خاصةً في ظل الحديث عن تطبيع محتمل مع السعودية ودعوة الأسد لقمة الرياض المقبلة.

 

من جهة أخرى تعتقد حكومة النظام أنها ليست متعجلة على التطبيع مع تركيا. لا سيما في ظل الانتخابات الرئاسية التركية المرتقبة. فهي تفضل التعامل مع حكومة جديدة. سواء أكانت لحزب العدالة والتنمية أو للمعارضة. لذلك تسعى للمماطلة بانتظار نتائج الانتخابات.

 

من جهة أخرى لا ترغب موسكو بممارسة أي ضغط على أنقرة. فتركيا تعد حالياً حليفاً رئيساً لروسيا. خاصةً في ظل الحصار الدولي. فالعلاقة الجيدة مع أنقرة أفضل بكثير من العلاقة مع النظام. لذلك لا يمكن أن تضغط روسيا على تركيا.

 

من غير المتوقع أن يشهد مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق اختراقات واضحةً. فالترقب سيبقى سيد الموقف لحين إجراء الانتخابات التركية. ولحين وضوح مسار التطبيع العربي مع دمشق. وعلى وجه الخصوص التطبيع بين دمشق والرياض.

 

كلا الطرفين يفتقدان للثقة بالآخر، النظام السوري قبل عدة أشهر كان أكثر انفتاحاً على مساعي التطبيع. ففي لقاء وزراء الدفاع في ديسمبر الفائت صرحت حكومة النظام أن مناخ اللقاء كان إيجابياً. ويبدو أنها كانت حينئذ منفتحة على التقارب مع تركيا.

 

لكن يبدو أن رغبة حكومة النظام في إنجاح المفاوضات شهدت فتوراً. خاصة بعد التقارب العربي معها. كما أن ارتفاع حدة الهجوم على تركيا في وسائل إعلام النظام الرسمية تشير إلى عدم وجود جدية في إنجاح مساعي التطبيع.

 

العزلة السياسية والاقتصادية التي يواجهها النظام تدفعه باتجاه أي مسعى للتطبيع. خاصة مع تركيا التي تعد لاعباً إقليمياً رئيساً. لكن وجود انفتاح عربي عليه شجّعته على المماطلة. خاصةً أنه يعتقد أن التقارب مع مصر والسعودية قد يشكّل عامل ضغط على تركيا.

 

تركيا تدرك أن حكومة النظام باتت أمراً واقعاً لا بد من التعامل معها. خاصةً أنها ترغب في منع أي تقارب حقيقي بين النظام وقوات قسد. إضافة إلى ذلك فإنها ترى في سوريا عمقاً استراتيجياً لها. لذلك لا ترغب في حضور قوى إقليمية فيها كمصر والسعودية وتُفضّل غيابها السياسي عن هذه المنطقة.

شاهد أيضاً

حمدو المحظوظ أم …..حمدو الناجي ؟ 

حمدو المحظوظ أم …..حمدو الناجي ؟  هناء درويش    لم يكنْ حمدو طفلاً جيدَ الحظِّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − واحد =