*رشة الملح الأخيرة لطبخة مصالحة الأسد*
حسن عبد القادر
صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو أنه لن يتم عقد أي اجتماع مع النظام السوري أو لن تتم اي عملية تطبيع معه رغماً عن المعارضة السورية.
يتفق الجميع على أن أي تصريح من وزير خارجية اي دولة يتعبر تصريحاً رسمياً، حيث يمثل وزير الخارجية سياسة الدولة كاملة وبهذا يكون تصريح وزير الخارجية رسمياً وليس تعليقاً أو تحليلاً لموقف ما.
.
هنا يبرز السؤال هل ستغير تركية سياستها أو المسار الذي تسير عليه في الآونة الأخيرة مع نظام الأسد إذا لم توافق المعارضة السورية؟
لا يخفْ على أي مطلع على العلاقة بين المعارضة السورية والتي تمثلها الهيئة السياسية للإئتلاف وغيرها من الهيئات المشابهة له، والشعب السوري في الداخل أن هناك حالة من الشرخ بينهما، فكثير من التصريحات والإجتماعات التي تصدر عن المعارضات السورية، يرى معظم الشعب السوري أنها لا تمثله. هذه المعارضة في سياساتها وتوجهاتها مرهونةٌ لقرارات خارجية وتصريحاتها لا تمت بصلة إلى الشعب والشارع السوري الذي فقد معظمه أبسط مقومات الحياة. ويمكن أن نسميهم مجازاً على قيد الحياة إن سمح المجاز بذلك.
السؤال الثاني الآن هل قرار هذه المعارضة هو قرار ينبع من قلب هذه الثورة؟ والجواب لا يحتاج لأي تفكير “لا” بدليل أصوات السوريين التي خرجت في مظاهرات رافضة لكل ماوافقت عليه المعارضة .
لا لأن المعارضة تعلم أن الشعب السوري بعيد عن قراراتها كابتعاد المشرق عن المغرب منذ بدايات هذه الثورة إلى اليوم.
لا لأن المعارضة اتخذت من تركية مقراً لها ومن غير المنطقي أن تقول هذه المعارضة لا لتركية التي سمحت لهم بعقد الإجتماعات والمؤتمرات كل هذه المدة.
لا لأن تركيا قدمت كل التسهيلات لهم من سفر وحرية في الحركة والسماح لهم بفتح مكاتب خاصة بهم داخل اراضيها.
كل هذا لايعني ومن باب الإنصاف أننا نهاجم الدولة التركية أو شعبها فهي في نهاية المطاف دولة مستقلة تبحث عن مصالحها من جهة واستقرار أرضها من جهة أخرى ولربما خطاب المعارضة الأخير حول التطبيع مع نظام الأسد وإخراج اللاجئين السوريين من اراضيها، غيّر في المنحى السياسي للحزب الحاكم التركي والذي يبحث عن البقاء في السلطة والوصول إلى مرحلة انتهاء العقوبات على دولتهم وهو لم يزل في السلطة.
ولكن الشيء الذي لم تدركه معظم دول العالم أن القرار الأخير ليس لمعارضة سياسية أو عسكرية القرار الأخير فيما يخص علاقة الشعب السوري مع نظام قتله وشرده هو لهذا الشعب نفسه الشعب المقيم على الأرض لا لسواه وأي تطبيع أو مصالحة من قبل اي دولة بالعالم، مع نظام هو الأول في تجارة المخدرات والترويج لها وتهريبها للدول المجاورة هو شأن خاص بها.
وربما كان يقصد مفتي النظام السابق عندما هدد اوربا بإرسال جهاديين إليها في بداية الثورة السورية أنه سيغرقهم بالكبتاغون وليس الجهاديين.
الآن وقد اقتربت الطبخة لمصالحة النظام التي تطهيها من قبل عدة دول من الاستواء فمن سيرش الملح ويطفئ النار وتتم المصالحة أم أن للأحرار على أرض سورية كلام آخر.
الوسومانقرة تركيا دمشق سوريا نظام الأسد
شاهد أيضاً
ملعب ديرالزور وصورة الخراب، عن كذبة الأمل بالعمل
ملعب ديرالزور وصورة الخراب عن كذبة الأمل بالعمل فراس علاوي تمثل هذه الصورة فعلياً مايقوم …