الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / دراسات / الاستدارة التركية الأسباب والنتائج

الاستدارة التركية الأسباب والنتائج

الاستدارة التركية الأسباب والنتائج

فراس علاوي 


مقدمة
 بعد إدراك الحكومة التركية أن النظام السوري لن يستمع لأصوات المحتجين وأنه يتجه باتجاه الحل الأمني وبالتالي وجدت الحكومة التركية نفسها أمام خيارين

الأول : أن تقف إلى جانب النظام السوري وهو مايتناقض مع سياساتها في المنطقة ويدفع بها نحو دوامة التصعيد والغضب الشعبي التركي

الثاني : الوقوف مع الثورة السورية وبالتالي محاولة الحفاظ على الحد الأدنى من ضمان الأمن القومي التركي لذلك بدأت الحكومة التركية بالتصعيد إعتباراً من منتصف العام 2011

اتخذ التصعيد منحى سياسي بداية الأمر ففي 2 يونيو 2011 دعا الرئيس التركي أنذاك عبدالله غل بشار الأسد إلى العمل على التحول إلى نظام سياسي تعددي منتقداً خطاب بشار الأسد قبل يوم من ذلك بوصفه بغير الكافي .

على إثر ذلك تصاعدت الانتقادات السياسية التركية لتعامل نظام الأسد مع المحتجين , هذا التصعيد بدا واضحاً من خلال استقبال الحكومة التركية على أراضيها عدداً من الناشطين والمعارضين السوريين لنظام الأسد بدايةً , ومن ثم عدد كبير من المنشقين عن النظام  سواء من المؤسسة العسكرية أو السياسية ,

بعد هذا التغير في المواقف التركية من تعامل النظام السوري مع الشعب السوري إرتكز التعامل التركي مع الشأن السوري على ثلاث نقاط أساسية

الأولى عسكرية وأمنية
الثانية سياسية /بمايخص العلاقات مع المعارضة السورية أو نظام الأسد أو الدعم الدولي لتركيا /
الثالثة إنسانية وإغاثية

 


_ سياسياً

بدأ التصعيد التركي اتجاه نظام الأسد عبر تصريحات وخطوات سياسية متلاحقة بدأت بتصريح عبدالله غل عن خطاب بشار الأسد عندما وصفه بغير الكافي , ثم باستقبال المعارضين السوريين على أرضها وتشكيل أول جسم سياسي معارض /المجلس الوطني السوري / في 2 تشرين أول أكتوبر 2011 من عدة شخصيات معارضة وكيانات سياسية , وبالتالي بات الدعم التركي للمعارضة السورية واضحاً , لتتم ترجمته على الأرض بقطيعة سياسية بإغلاق السفارة التركية في سوريا واستدعاء السفير التركي في دمشق في 26 مارس أذار 2012 فيما لاتزال القنصلية التابعة للنظام السوري في اسطنبول تفتح أبوابها ,

شهد الربع الأول من العام 2012 عدة تحركات سياسية ودبلوماسية واجتماعات للمعارضة السورية تكللت باستقبال اسطنبول التركية لمؤتمر /أصدقاء سوريا / الذي حضره مايقارب ال 70 ممثل عن الدول المشاركة بهددف تقديم الدعم للمعارضة السورية وزيادة الضغط على نظام الأسد لتطبيق ما أطلق عليه حينها /خطة عنان / نسبة للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان /سنأتي لاحقاً على تفاصيل الخطة / .

إستمر الدعم السياسي التركي لقوى المعارضة السورية سواء داخلياً على مستوى تشكيلاتها السياسية أو بالتنسيق مع الدول الداعمة لها سواء كان إقليمياً أو عربياً أو دولياً إذ نتج عن هذا الدعم إعادة هيكلة المجلس الوطني , ليعلن  عن إئتلاف سياسي  يضم تشكيلات المعارضة في 11 تشرين الثاني نوفمبر 2012 تحت إسم الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي إتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقراً له ويتوزع أعضائه في عدة مدن تركية , كما دعمت تركياً كثيراً الكتل السياسية التي تقترب فكرياً من الايديولوجيا السياسية والفكرية لحزب العدالة والتنمية  والكتلة التركمانية بالمعارضة السورية , كما دعمت تشكيل حكومة للمعارضة السورية تحت إسم الحكومة السورية المؤقتة منتصف نوفمبر تشرين ثاني 2013 ليرأسها أحمد طعمة ومن ثم عبد الرحمن مصطفى , وبذلك يمكن اعتبار تركيا مركز المعارضة السياسية السورية وداعمها الأول وإن تغير هذا الدعم بعد الخلاف الخليجي الخليجي /بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية / إلا أن تركيا تبقى الداعم الأكبر للمعارضة السياسية بشكلها الحالي ,

كما كان للحكومة التركية دور كبير في دعم المعارضة السورية سياسياً في الأمم المتحدة من خلال دعم مفاوضات جنيف الذي نتج عنه قرار جنيف الداعم لخطة عنان ومن ثم القرار 2254 بتاريخ 1 ديسمبر 2015

وتمثل الحكومة التركية دوماً الطرف الداعم للمعارضة السورية في أي مفاوضات أو مباحثات كما كان لها دور كبير في مؤتمر أستانا الذي انطلق في 20 ديسمبر كانون أول 2016 واستمر لاحقاً عبر جولات من المفاوضات وكانت تركيا هي الطرف الداعم والضامن للمعارضة السورية فيه والمسؤولة عن تنفيذ مخرجاته على الأرض وضمان التزام المعارضة السياسية والعسكرية فيه .

وبالتالي يمكن اعتبار تركيا هي الدولة الراعية للمعارضة السورية سياسياً وهي الضامن لتنفبذ جميع مايصدر عنها , بذات الوقت هي المسيطر على جزء كبير من القرار السياسي /والعسكري لاحقاً بعد تأسيس الجيش الوطني /  لأسباب تتعلق بولاءات القوى السياسية الموجودة على أراضيها والتي تتصدر الواجهة السياسية للمعارضة وتأثير السياسة التركية عليها ,

_عسكرياً

يعتبر التدخل العسكري التركي هو الأبرز بين الدول الداعمة /للثورة السورية / ويكاد يكون الوحيد وينقسم لقسمين رئيسيين .

الأول : دعم فصائل المعارضة والعمل على توحيدها

الثاني : التدخل العسكري المباشر في سوريا /درع الفرات , غصن الزيتون, نبع السلام , نقاط المراقبة , الدوريات المشتركة /

أولاً
بدأ الدعم التركي عسكرياً عبر تأمين مكان أمن للمنشقين عن جيش النظام السوري خاصة الضباط أصحاب الرتب العالية , وقد أعلن عدد منهم إنشقاقه من الأراضي التركية أو من على الحدود التركية السورية , كما أعلن على الحدود السوري التركية عن أول تشكيل عسكري للمعارضة السورية مكون من الضباط المنشقين , تحت مسمى لواء الضباط الأحرار بقيادة المقدم حسين هرموش وهو من أوائل الضباط المنشقين عن الجيش السوري , تم اختطافه من قبل النظام السوري من داخل الأراضي التركية في 15 أب أغسطس 2011 وظهر على إعلام النظام ثم تم تغييبه بعدها .
الثاني
قامت تركيا بثلاث عمليات عسكرية مباشرة على الارض السورية بغية إنهاء وقطع الطريق أمام قيام أي كانتون كردي على حدودها وهو ماينسجم مع الاستراتيجية التركية في سوريا والهادفة إلى الابقاء على وجود طويل الأمد لعمق معين يتراوح بين ١٢ و٣٠ داخل الأراضي السورية فيما يعتبر تطويراً لاتفاق أضنة الذي وقع بين الحكومة التركية والسلطة في دمشق عام ١٩٩٨
 
درع الفرات , غصن الزيتون , نبع السلام , نقاط المراقبة , الدوريات المشتركة
في أكتوبر تشرين أول 2012 منح البرلمان التركي الحكومة التركية صلاحية القيام بعمليات عسكرية في سوريا وتم تجديده لاحقاً عدة مرات ,
يعود التدخل العسكري التركي المباشر للحكومة التركية لأسباب رئيسية تتعلق بالأمن القومي التركي مع اقتراب خطر /تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام / داعش من حدودها وفي محاولة لاستثمار ضعف سيطرة /حكومة النظام السوري / على أراضيها وتطبيقاً لبنود إتفاقية أضنة 1998 , ولإبعاد خطر الأحزاب التركية عن حدودها , ومحاولة لإيجاد حل نهائي لتدخل هذه الأحزاب من خلال تشكيل نطاق حماية سواء من الفصائل التابعة لها أو من خلال إنشاء منطقة أمنة أو عازلة على طول الحدود التركية السورية لهذا السبب تدخلت تركيا عسكرياً في سوريا ,بعد خسارة فصائل المعارضة السورية لمدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية /كانت خسارة مدينة حلب بداية الخسارات المتتالية للفصائل وكان وقعها كبيراً على جمهور الثورة نظراً لتأثيرها وثقلها المعنوي في المعادلة السورية / وتقدم جيش النظام السوري إليها والسيطرة على مناطق قريبة من الحدود السورية التركية .

كذلك فإن سيطرة تنظيم الدولة /داعش / على مناطق واسعة من ريفي حلب وإدلب وإقترابه من الحدود التركية مما يشكل خطراً على الداخل التركي خاصة أن الأراضي التركية كان أحد المعابر الرئيسة لدخول مقاتلي  التنظيم القادمين من الخليج وأوربا وروسيا وغيرها من الدول مما زاد مخاوف الحكومة التركية من القيام بعمليات في الداخل التركي  .

الخوف من تحول الشمال السوري لبؤرة للتنظيم تهدد الأمن القومي وتجعل من الحدود التركية هدفاً له حيث سيطر على مناطق واسعة عليها أهمها مدن جرابلس وعين العرب( كوباني ) وتل أبيض وسلوك وغيرها من القرى والبلدات لتأمين دخول عناصره إلى سوريا قادمين من معظم دول العالم , لهذا السبب أطلقت تركيا عملية عسكرية لدعم الفصائل التابعة للمعارضة السورية شمال سوريا لإخراج التنظيم من الشمال.

التدخل الروسي والموقف التركي

بعد التحولات التي طرأت على الملف السوري نتيجة التدخل الروسي والذي مر بأكثر من تحول في العلاقات مع تركيا بدأت بعدم اعتراض تركي على طبيعة وشكل التدخل الروسي الذي بدأ سياسياً ثم تحول تدريجياً إلى تدخل عسكري، وكانت حادثة اسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي هي نقطة التحول في العلاقات التركية التي تحولت من الصدام والتوتر إلى التنسيق التام.
المسار السياسي التركي الروسي
هو المسار الاكثر وضوحاً في الشأن السوري والذي بدأ مع مسار استانا ومن ثم احتماع سوتشي والذهاب إلى ماسمي اللجنة الدستورية حيث تبنت الاطراف المشاركة في مسار آستانا الرؤية والتفسير الروسي لمخرجات القرار ٢٢٥٤ والتي تقول بالذهاب إلى دستور ومن ثم انتخابات وذلك في ققز على تراتبية القرار ٢٢٥٤ الذي ينص على بيئة آمنة ومن ثم هيئة حكم مستقلة ومن ثم دستور وانتخابات.
لم يقتصر التعاون الروسي التركي على مسار استانا بل اصبح هناك مسار منفرد يتعلق بالحل في شمال سوريا / مناطق سيطرة الفصائل السورية المتعاونة مع تركيا / والتي اصبحت بعد استعادة النظام بدعم روسي وإيراني المركز الرئيس لسيطرة المعارضة السورية ومنطقة نفوذ سياسي وعسكري تركي،
ويعتبر اجتماع ٥ آذار عام ٢٠٢٠ بين الرئيسين التركي اردوغان والروسي بوتين والذي جاء بعد التصعيد العسكري بين الجيش التركي. وحلفائه من جهة وقوات نظام الاسد المدعومة من الروس والايرانيين وبعد مقتل عدد من الجنود الاتراك في ريف ادلب.
حيث ناقش اللقاء بين الرئيسين وقف الاقتتال وخفض التصعيد وايقافه في الشمال وحل معضلة هيئة تحرير الشام وهو ماطالب به الروس من تركيا
القيام بخطوات عملية لاحداث تغيير جذري في الهيئة وهذا ماحدث لاحقاً عبر اقصاء الاجنحة المشتددة في الهيئة وإجراء مراجعات سياسية داخل الهيئة لتصبح مواقفها أكثر براغماتية.
بعد اللقاء تحول الصراع شمال سوريا بشكل واضح نحو مليشيا قسد والتي خسرت سابقاً مناطق في عمليات مشتركة تركية داعمة لفصائل الجيش الوطني مع تحول واضح في خطاب المعارضة الرسمية اتجاه الحل في سوريا والاعتماد بشكل أكبر على نسار استانا، وتعثر في مسار اللجنة الدستورية بسبب عدم وجود دعم دولي حقيقي لها وبذات الوقت عدم جدية نظام الاسد في التعامل معها.
التحولات التي أدت لتغير في الموقف التركي

١_الاقتصاد
تسبب فايروس كورونا وما تلاه من تاثيرات وهزات على الاقتصاد العالمي إلى تأثر الاقتصاد التركي بشكل واضح وتراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، وكذلك اضطراب العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وماتلاه من الحرب الروسية الامريكية، إلى معاناة في الاقتصاد التركي وتخبط إداري تمثل بإقالة محافظ البنك المركزي اكثر من مرة ورفع سعر الفائدة، كذلك كان تأثر الاقتصاد التركي سبباً مباشراً في تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم الامر الذي استغلته المعارضة التركية التي تنامت بشكل كبير بعد انشقاق عدد من قيادات العدالة وتشكيلها كيانات معارضة له، واعتبار أن التدخل التركي في سوريا ووجود السوريين في تركيا هو احد اسباب الانهيار الاقتصادي خاصة بما يتعلق بالخدمات التي تقدمها تركيا في الشمال السوري.

٢_المعارضة التركية
بنت المعارضة التركية برنامجها المعارض على ماتعتبره اخطاء حزب العدالة في التعامل مع القضية السورية خاصة قضيتي اللاجئين والشمال السوري والتدخل العسكري المباشر على الارض مما تسبب بارباك داخل الحكومة بدت واضحة في اصدار عدد كبير من القوانين المتعلقة باللاجئين على الاراضي التركية.

٣_القوى السياسية والفصائل السورية
لم تملك الفصائل السورية وقواها السياسية برنامجاً واضحاً وعانت كثير من الانقسامات وتراجع تاثيرها وحضورها في الشارع السوري كل ذلك تسبب بارباك للسياسة التركية في الشمال السوري واصبحت هذه الاجسام عبئاً على السياسيين الاتراك بدلاً من إن تكون ورقة ضغط بيدهم خاصة مع المواقف الدولية الضاغطة سواء كان الموقف الامريكي الرافض لاي عمل عسكري تركي ضد قسد مما دفع السلطات التركية للقيام بعمليات محددة ضمن الاستراتيجية الشاملة لها في سوريا وكان الموقف الامريكي الاخير من العملية العسكرية التي أعلنت عنها الحكومة التركية ولكنها لم تحدث بسبب الرفض الدولي وخاصة الامريكي لها مما تسبب بحرج للحكومة التركية، وكذلك الضغط الذي تمارسه موسكو من أجل تنفيذ التوافقات التي توصل إليها الطرفان خلال لقاء الرئيسين التركي والروسي.


٤_الانتخابات
تشكل الانتخابات هاجساً أمام حزب العدالة بعد الانشقاقات التي حصلت داخله وتشكيل مايسمى الطاولة السداسية مع وجود شخصيات كانت لوقت قريب مؤثرة في حزب العدالة لذلك فإن اقتراب الانتخابات فرض على الحكومة تحولات سياسية هامة من أجل ضمان الفوز فيها.


وبالتالي يمكن مما سبق استنتاج

_اسباب المواقف التركية الأخيرة حول التقارب مع نظام الاسد وتقسيمها إلى عدة اسباب أهمها

١ _الانتخابات ومحاولة حزب العدالة سحب ورقتي اللاجئين / إعادة اللاجئين إلى سوريا بصورة طوعية / والاقتصاد من يد المعارضة وهي أوراق هامة، إضافة لمحاولته كسب اصوات الاتراك من الطائفة / العلوية / والمؤيدين لنظام بشار الاسد من خلال التقارب مع النظام السوري
٢_ الاقتصاد وذلك من خلال فتح المعابر مع نظام الاسد مما يعطي فائدة للاطراف الثلاثة الروسي الذي سيتخلص من الضغط الدولي بما يتعلق بالمعابر ونظام الاسد من خلال السماح له بادخال المواد التجارية ولتركيا من خلال قدرتها على تصدير بضائعها إلى الاردن والخليج العربي عبر فتح المعابر وطريق ال M4 وبالتالي امتلاك العدالة لورقة اقتصادية قبيل الانتخابات التركية
٣_قسد :التخلص من التوتر الذي يسببه وجود قسد على تماس مباشر مع القوات التركية من خلال اشراك نظام الاسد فيما سمي الحرب على حزب العمال الكردستاني pkk، وبالتالي عدم القيام بعملية منفردة وايضا ابعاد قسد عن نطاق الوجود التركي وايجاد حزام فاصل من قوات نظام الأسد بين الطرفين، وبذلك يحقق الاتراك هدفان
الاول :عدم خوض عملية عسكرية مكلفة مادياً ومعنوياً
والثاني :إشراك النظام السوري في العمليات ضد قسد وبالتالي فتح جبهة أخرى ضدها قد تؤدي لهزيمتها وإرباك المشهد على الارض

٤_ استخباراتي ويتمثل في حاجة الاتراك لمعلومات استخباراتية عن قادة حزب العمال الكردستاني وقيادات قسد المتواجدين على الارض السورية وكذلك الاستفادة من العلاقة بين النظام وقسد خلال فترات مختلفة
٥_دعم روسي في ملفات غير متعلقة بالملف السوري وخاصة الغاز الروسي

النتائج المتوقعة بالنسبة لتركيا
بالنظر إلى الاسباب نجد أن النتائج المتوقعة ليست بالاهمية التي تجعل من هذا التقارب حلاً نهائياً للازمة السورية وذلك يعود للموقف الامريكي غير الواضح بشكل كبير على الرغم من التصريحات الاميركية / تصريحات موظفي الخارجية الامريكية برفض اي تقارب أو تعويم لنظام الاسد في الوقت الحالي / لذلك فإن ابرز النتائج التي يمكن توقعها هي
١_تعاون عسكري ثلاثي تركي روسي مع نظام الاسد في إعادة الانتشار والسيطرة على مناطق جديدة وذلك وفق الخرائط التي يتم الاتفاق عليها من خلال اللجان التنفيذية في وزارات الدفاع والاستخبارات مما يعني حدوث تغيرات طفيفة على السيطرة على الارض.

٢_حصول تركيا على توقيع واعتراف رسمي من نظام لايزال معترف فيه بالامم المتحدة على توسيع اتفاق اضنة وبالتالي بقاء طويل الامد على الحدود لحماية الامن القومي التركي.
٣_فتح المعابر بين البلدين وانعكاس ذلك على الحركة التجارية، وتحول / رجال المال السوريين / من لبنان إلى تركيا ما ينعش السوق التركية بضخ عدة مليارات من الدولارات فيها
٤_دور تركي أوسع في الحل السياسي الشامل وبالتالي ضمان حصة تركيا من الكعكة السورية
٥_ازدياد التعاون التركي الروسي في ملفات مختلفة
٦_بالنسبة لحزب العدالة يعتبر التقارب ورقة انتخابية واختراق لموقف المعارضة


بالنسبة لنظام الاسد
١_فوائد سياسية من خلال فك العزلة عن نظام الاسد والتي فرضت عليه منذ سنوات
٢_فوائد اقتصادية من خلال فتح المعابر وكذلك تخفيف الضغط عليه بما يسمى عمليات إدخال المساعدات من خلال تحويل المعابر لاتفاقيات محلية بين دولتين جارتين
٣_ضمان هدوء مناطق سيطرة المعارضة سياسيا وعسكريا والتفرغ لمناطق أخرى قد تشهد تطورات غير متوقعة مثل الجنوب السوري
٤_فتح باب تعويم الاسد من قبل دول مترددة وايضا إيجاد ورقة مساومة للايرانيين من خلال التعاون مع تركيا.


المخاطر
لعل الخطر الابرز يكمن في الموقف الامريكي الرافض حتى اللحظة لاي تقارب مع نظام الاسد وبالتالي هناك مخاطر من حدوث رد فعل أمريكي في حال اقترب النظام من مناطق النفوذ الامريكي

ثانيا هناك تخوف من حدوث حركة نزوح كبيرة نتيجة العمليات العسكرية من جهة وسيطرة نظام الاسد على مناطق فيها عدد كبير من المطلوبين للنظام وبالتالي حدوث مشكلة جديدة على الحدود التركية السورية

ثالثا حدوث انتكاسة روسية في الحرب الاوكرانية وبالتالي تراجع الدعم الروسي لاي تحرك مشترك قد يربك التوافقات
رابعا
مواقف الشارع السوري في الشمال المعارض لاي تقارب مع نظام الاسد وبالتالي فإن اي تقارب سيتسبب بخلل في مناطق سيطرة المعارضة على الرغم من ضعف إمكانية حدوث تغيير واضح على الارض فيها

خاتمة
لاتزال خطوات التقارب وفق الأجندة التركية في مراحلها الاولى والتي بدأت بعقد لقاءات على مستوى المخابرات ووزارة الدفاع ومن ثم كما صرح وزير الخارجية التركي لقاء على مستوى وزراء الخارجية تمهيداً للقاء الرئيس التركي برئيس النظام السوري والذي سينهي قطيعة دامت عقد من الزمن،. لذلك من الصعب التكهن بمآلات هذا التقارب مع تريث نظام الاسد فيها رغبة منه في عدم إعطاء حزب العدالة هدية مجانية في الانتخابات القادمة.

المراجع
كتاب الصراع في سوريا حرب العقائد والجغرافيا للكاتب فراس علاوي

القدس العربي
https://www.alquds.co.uk/%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AF/

الجزيرة
https://www.aljazeera.net/news/2023/1/3/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A3%D9%88

الحرة
https://www.alhurra.com/syria/2022/12/30/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF

شاهد أيضاً

يسار يمين يمين يسار أزمة النخب السورية التائهة

مقال رأي  فراس علاوي تعيش كثير من شخصيات اليسار السوري وشخصيات ذات مرجعيات ايديولوجية دينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + اثنا عشر =