الإثنين , ديسمبر 23 2024
الرئيسية / مقال / مصالحة مع النظام السوري أم إنبطاح له؟

مصالحة مع النظام السوري أم إنبطاح له؟

مصالحة مع النظام السوري أم إنبطاح له؟
حسن عبد القادر

مع تسارع الأحداث الأخيرة في مسار القضية السورية والأنباء التي تحدثت عن اجتماع بعض الشخصيات التي تعتبر محسوبة على الثورة السورية مع شخصيات تمثل النظام السوري، هل سيحدث ما يخشى منه معظم السوريون الذين يقطنون المناطق المحررة من الشمال السوري؟ ، والتي باتت الملاذ الأخير لكل الذين رفضوا البقاء تحت سلطة نظام الأسد وخاصةً أن الحكومة التركية باتت تمنع دخول السوريين إلى أراضيها .
السوريون الذين يسكنون في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة والتي لا يمكن أن تشبه إلا السجن الكبير الذي ينتظر قاطنوه الحكم الذي سيصدر بحقهم من أولئك الذين تسلطوا على رقابهم أو من ذئاب العالم الذين يتحكمون بأيدي خفية بمسار الثورة السورية.
مع اقتراب انهيار النظام السوري إقتصادياً وتجاوزه لعتبة السبعة آلاف ليرة سورية للدولار الواحد وهو انهيار لم يسبق وأن حدث من قبل، هل يعقل أن تحدث مصالحة بين شخصيات المعارضة والنظام السوري ؟
السؤال الآن إن حصلت تلك المصالحة من سيعيد الشهداء إلى أهاليهم أولئك الشهداء الذين قتلوا لأجل الحرية.
من سيعيد المعتقلين القابعين في المعتقلات، وأولئك الذين دفنوا في مقابر جماعية ولم تذكر أسماؤهم، كل ما عرفناه عنهم من خلال بعض صور قيصر المسربة كانت أرقام وأحرف على جباه أولئك الأموات.
كيف سنقنع تلك النساء التي أنجبت أطفالاً داخل سجون النظام؟ وقد دخلن بكارى كيف لنا أن نقنعهن أن المصالحة باتت واجباً – بحسب نظرية أولئك التابعين لمشغليهم – ولا يمكن التراجع عنها.
ربما لسان حال الجميع واقصد هنا الذين تهدمت بيوتهم وسكنوا بالخيام لأجل الكرامة ولم يقبلوا البقاء في مناطق النظام أن الموت أحب إلينا من أن نصالح هذا النظام.
اليوم وقد بات الحديث عن المصالحة ذلك الحديث السري الذي انتقل للعلن أو لنقل الذي يريدون من خلال إعلانه لمس ردة فعل الشارع في الشمال السوري ولا أقصد هنا فصائل المعارضة أو المعارضة السورية وإنما أولئك المتحكمين بهؤلاء جميعاً يريدون لمس ردة الفعل وعلى أساسها تفصيل حل يناسب مصالحهم أولاً ومن ثم لايهم من سيموت أو من سيوافق أو من سيعارض فتابعيهم جاهزين لاعتقال الجميع أو اي شيء يريده سيدهم أو بعبارة أخرى والتي باتت مشهورة بين السوريين في الآونة الأخيرة ( هيك بدو المعلم).
ربما في نهاية المطاف إن حدث وكانت المصالحة لن تكون مصالحة بل سيكون إنبطاحاً بكل ما تعنيه الكلمة لهذا النظام الذي يبحث عن أي حل يمكن أن ينقذ انهياره المترقب في أي لحظة.

شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 11 =