السبت , أبريل 27 2024
الرئيسية / مقال / بن زيما ومعرض الباسل للإختراع

بن زيما ومعرض الباسل للإختراع

بن زيما ومعرض الباسل للاختراع

فراس علاوي

منذ أيام فاز اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية بالبالون دور أو الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم،
فوز بن زيما كان متوقعاً وذلك بسبب الأداء المميز والجميل والقوي الذي قدمه مع فريقه ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا والدوري الاسباني ومع المنتخب الفرنسي، لذلك فوزه لم يكن مفاجئاً.
لكن الوجه الآخر لهذا الفوز هو مايجعل للحديث عنه اتجاه آخر.
وهنا يمكننا أن نسأل
ماذا لو ولد كريم بن زيما وبقي في الجزائر؟
ماهي احتمالات فوزه بالجائزة لو لعب لنادي وفاق صطيف أو شبيبة القبائل أو وهران أو أي نادي آخر؟
هل كان ليصبح اللاعب الأول في العالم حتى لو كان بهذا المستوى؟
الجواب بالتأكيد لا ولعدة أسباب منها مايتعلق بطبيعة البلد الأصل وآخر يتعلق بالأحكام التي تفرض نفسها على الجائزة.
وجود الفرنسي القادم من أصول جزائرية وخلفه السنغالي ساديو ماني ولاعبين آخرين معظمهم من المهاجرين في قائمة أفضل عشر لاعبين في العالم دليل على قدرتهم وتأثيرهم في مجالهم .
مما سبق نستنتج أن التفوق والابداع لايرتبط بالشخص ولايوجد شخص يتفوق على شخص آخر فقط لانه من منطقة جغرافية معينة.
إذاً البيئة والمتابعة واكتشاف المواهب ورعايتها في جميع المجالات هي مادفعت هؤلاء القادمين من بلدانهم الاصلية للابداع، دون النظر لاأصولهم وهو مايعزز فكرة أن السلطات والأنظمة هي ماتجعل من عملية الابداع مقيدة ومحدودة رغم أن بعضها لايحتاج موارد كبرى لصقلها.
وهذا مايقود للجزء الآخر من العنوان حول معرض الباسل للاختراع والابداع.
وهو معرض أريد منه معرفة إمكانيات السوريين الابداعية في مجالات الإختراع والتميز، الفكرة في عنوانها العريض جيدة لكن تطبيقها يعيدنا لسؤال
ماذا لو كان هناك لاعب سوري يملك امكانيات كبيرة لكنه يلعب للأندية المحلية التي لاتملك حتى ملاعب أو مقرات لها.
بالعودة لمعرض الباسل والذي يدل اسمه على المراد منه وهو تعويم فكرة السلطة وامساكها بكل مفاصل الحياة في البلد.
يعرف السوريون قصص كثيرة عن أشخاص مبدعين قاموا بأعمال استثنائية تسببت بسجنهم وتعذيبهم وخرج بعضهم فاقداً ادراكه وعقله.
هكذا تُعامل الأنظمة القمعية أبنائها، لذلك نراهم ينجحون خارجها لأنهم يجدون بيئة مناسبة لابداعهم وتقديراً لجهودهم،، بعيداً عن أي حسابات أخرى.
في أحد حلقات مسلسل سوري يقدم كوميديا سوداء يختصر الفكرة بلجنة التحكيم التي تقوم بالاشراف على مسابقة لأفضل الاختراعات.
إذ يقدم أحد / المخترعين / اختراعات كبرى تحتاجها البشرية وتحقق قفزة بمجال ما، فيتم إهمالها ويتم استغلال عبقريته في إصلاح ادوات شخصية لأعضاء لجنة التحكيم كالبراد والسيارة والموبايل، وفي النهاية يفوز ابن أحد المسؤولين باختراع أركيلة بمنفذي دخان وفيها شاحن موبايل وأضوية ملونة.

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 1 =