فراس علاوي
قسد..سياسة اللعب على الحبال
الصراع الكردي الكردي هو صراع قديم قدم القضية الكردية ذاتها ، استعانت الأحزاب الكردية في صراعها الداخلي بقوى خارجية من أجل تحقيق تفوقها على بعضها البعض ، بعد إنطلاق الثورة السورية بقيت الأحزاب الكردية على إنقسامها بل وازدادت حدة الصراع والتشظي داخلها ، لتدخل مرحلة جديدة من التحالفات إنتهت بشكل أكثر وضوحا وهو ما أطلق عليه “قوات سوريا الديموقراطية ” قسد المدعومة من التحالف الدولي لمكافحة الأرهاب بقيادة الولايات المتحدة ، استمر هذا التحالف طيلة فترة قتال تنظيم داعش في الرقة وأرياف حلب والحسكة وماتبقى من أرياف ديرالزور هذا التوسع أقلق الحكومة التركية
الأمر الذي تسبب بتوتر في العلاقات الأمريكية التركية ، مما حدى بالأمريكان لمحاولة استدراك الأمر من خلال تفاهمات جديدة في الشمال السوري ومع كل تفاهم جديد بين الطرفين يخسر الأكراد (قسد ) والpkk عسكريا وسياسيا
فهم الأكراد لهذه المعادلة جاء متأخرا بأن الأمريكان لن يضحوا بعلاقات ثابتة ومستقرة مع الأتراك من أجل تحالف مؤقت ومصلحي مع مجموعة أحزاب متنافرة ومختلفة تسعى لإيجاد مكان لها على الأرض..
كان لدخول الأتراك على عفرين ومن ثم اتفاق منبج وقع الصدمة على القادةالأكراد مما اوقعهم في حيرة من أمرهم ، مابين الإستمرار في التحالف مع الأمريكان من جهة وهم يخسرون بشكل مضطرد الكثير من أحلاهم على الأرض ويرون حلمهم بكيان كردي يمتد من القامشلي حتى عفرين ينهار على الأرض ، ومابين فك الإرتباط مع الأمريكان وبالتالي ربما خسارة سياسية وعسكرية لاتعوض ولايستطيعون تحمل نتائجها ، لذلك لجأ القادة الأكراد إلى سياسة اللعب على الحبال والتوازنات المحلية والإقليمية من خلال
الإستمرار في التحالف الدولي مع الأمريكان في قتال تنظيم الدولة رغبة منهم في كسب الرضا الأمريكي وتقليل الخسائر السياسية من جهة ، والحصول على بعض الإمتيازات شرق سوريا خاصة الاقتصادية منها بعدما خسرت هذه الامتيازات في الشمال ، وبذات الوقت الحصول على الدعم الأمريكي في أي حل سياسي مرتقب في سوريا دون خروجهم خالي الوفاض بعد ماقدموه من (تضحيات )
من جهة أخرى وبعدما حققه الروس من تقدم على الأرض فإن تقاربا من نوع ما بدأ يظهر بين الأطراف الكردية ونظام الأسد بموافقة روسية ، مما يعطي الإنطباع بأن هناك اتفاقات يجري الإعداد لها في الحسكة والرقة وأن هناك تفاهمات حصلت بموجبها قيادات قسد على امتيازات وتطمينات من النظام السوري تحقق قليلا من طموحاتها في ظل هذا التنافس الدولي والإقليمي في سوريا