*هل ستتحول كييف إلى حلب ثانية؟
حسن عبد القادر
في العام 2016 كان الجنرال الروسي سيرجي سوروفكين مشرفاً على العملية العسكرية التي استهدفت مدينة حلب السورية، العملية التي كانت نتائجها مئات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير الجزء الذي كان يسيطر عليه الثوار في تلك الأحيان بشكل شبه كامل.
بوتين وبعد تعيين الجنرال سيرجي ذاته قائداً عاماً للعملية العسكرية في اوكرانيا، بدأنا نلحظ زيادة حدة القصف الهمجي على العاصمة الأوكرانية كييف والبدء بتدمير البنية التحتية فيها في اسلوب مماثل لماحدث في حلب .
الرد الروسي في أوكرانيا كما صرح الرئيس الشيشاني قديروف لم يبدأ بعد، قاديروف الذي يعتبر نفسه أحد جنود بوتين، ويعتبر من أكثر الأشخاص المقربين بشكل خاص من الرئيس الروسي، وقد أرسل عشرة آلاف جندي للحرب في أوكرانيا وصرح أنه سيرسل المزيد من قواته إن لزم الأمر.
روسيا لن ترضَ بالهزيمة و الزعماء الأوربيون بالإضافة للقيادة الأمريكية يعيشون حالة تأهب واضح من خلال الدعم المقدم للقوات الأوكرانيا، تحسباً لأي تغيير طارئ، ثد تحدثه روسيل باستخدام أنواع من الأسلحة التي قد تغير طبيعة الصراع من قبل حكومة موسكو.
بلاروسيا من طرفها وعلى لسان رئيسها أعلنت أنها ستنضم بشكل رسمي لهذه الحرب إلى جانب الروس وهذا يعني توسع رقعة الصراع في القارة العجوز.
ربما دخول بلاروسيا للحرب سيزيد الأمر تعقيداً من الناحية التحليلية أو من حيث القدرة على الوصول إلى حل سلمي، فجميع من سيدخل الحرب إلى جانب المعسكر الروسي ستكون قراراته وتحركاته مملاة عليه من الكرملين ومن بوتين بشكل شخصي أو من القائد العسكري سيرجي سوروفكين بعد الرجوع إلى بوتين دون أدنى شك.
الإتجاه نحو الثقب الأسود الذي يبتلع كل من يقترب منه آتٕ، إن هزمت أوكرانيا روسيا فخسارة روسيا للحرب ستعني إطلاق أول قنبلة نووية منذ الحرب العالمية الثانية، وانتصار روسيا سيفتح صفحة جديدة من حيث السيطرة والتوسع والتغيير في مسألة القوى المسيطرة.
السؤال الذي يطرح نفسه هل ستزيد الولايات المتحدة وأوربا من حدة دعمها لكييف وتزودها بصواريخ مضادة للطائرات؟ هل سيتجرأ مجلس الأمن على فرض حظر جوي فوق أوكرانيا متجاهلاً الفيتو الروسي؟
مع كل هذا التسارع في المسار العسكري ورحى الحرب التي إن لم تهدأ ستطحن الجميع دون استثناء ربما لن نرى حلب واحدة في القارة الأوربية ولكن سيكون لدينا مئات المدن التي ستدمر مثلما دمر الروس حلب قبل ستة أعوام من الآن.