الباغوز من مآسي الحرب إلى جائحة اللاشمانيا
تقرير.. فواز المرسومي
الباغوز تلك القرية الصغيرة على الحدود العراقية السورية، لم تكن معروفة للعالم قبل أن تشهد واحدة من اكبر الكوارث في المأساة السورية.
فبعد ماجري من تدمير لها بسبب العمليات العسكرية، تعاني الآن من جائحة اللاشمانيا
بداية ماهو داء اللاشمانيا وماهي اعراضه وطرق العدوى
تعريف المرض
هو مرض يسببه طفيلي وحيد الخلية من جنس اللشمانيات ، حيث ينتقل المرض بواسطة لدغ الحشرات وخاصة ذبابة الرمل ، بعدها يهاجم طفيل الليشمانيا الخلايا البلعمية في الإنسان ويتكاثر داخلها. تظهر آفة حمراء بارزة في مكان لدغة الذبابة بعد ذلك، تتقرح الآفة وقد تصيبها عدوى بكتيرية ثانوية عادةً ما تشفى الآفة بشكل تلقائي، ولكنها تترك ندوبًا مكانها .
الإنتشار والتوزع
هذا الانتشار إزداد وبشكل متسارع في الفترة الأخيرة في ريف ديرالزور الشرقي وخاصة في مناطق الشعيطات وهجين ومدن الشعفة والسوسة وقرية الباغوز ، حيث ازداد عدد الإصابات بشكل ملحوظ ومتزايد لأسباب كثيرة سنأتي على ذكرها لاحقاً ، مما دق ناقوس الخطر خوفاً من ظهور سلالات جديدة عابرة للحدود بسبب عدم القدرة على السيطرة على المرض من جهة وضعف الإمكانات من جهة أخرى ممايستدعي إهتماماً دولياً خاصة من المنظمات الصحية التابعة للأمم المتحدة أو للدول ذات الشأن والمتداخلة في الوضع السوري .
وصف المرض
يعتبر داء الليشمانيا الجلدي المخاطي أكثر الأنواع إثارةً للخوف نظراً لأنه ينتج آفات مدمرة ومشوهة للوجه. وفي الأغلب يكون السبب فيها هو طفيل الليشمانيا البرازيلية، لكن هناك حالات نادرة تم رصدها والتي يرجع السبب في حدوثها إلى طفيل الليشمانيا الأثيوبية.
العدوى
تعتبر حالات العدوى بالليشمانيا الكبيرة عادةً من الحالات التي تشفى تلقائيًا ولا تتطلب علاجاً، لكن هناك تقارير عديدة عن وجود حالات إصابة خطيرة سببها طفيل الليشمانيا الكبيرة في أفغانستان. وهو ما نلاحظ انتشارها في مناطق دير الزور وأريافها وعموم المنطقة الشرقية وربما الإهمال الذي حصل في المنطقة خلال السنوات المنصرمة قد فاقم الوضع سوءً وربما أنتج سلالات متطورة من المرض استعصت على العلاج .
اللاشمانيا تغزو بلدة الباغوز
بعد مايقارب السنتين ونيف على انتهاء المعارك في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، والتي كانت آخر معاقل تنظيم الدولة
ورغم البنية التحتية المدمرة ورغم الاضرار الكبيرة التي لحقت بأهالي البلدة والقرى المحيطة بها إلا أن مآسيها لم تقف عند هذا الحد بل ، تم تسجيل مايقارب ال 400 حالة مصابة بمرض اللشمانيا فيها
وفي لقاء مع
السيد حمود الخلف من ديوان المركز الصحي ببلدة الباغوز
يقول تم توثيق مايقارب ال 400 حالة لشمانيا معزياً السبب الرئيسي للإصابات لتلوث الارض نتيجة المعارك ، وأيضا نقص منسوب مياه نهر الفرات مما جعل النهر مستنقع وبيئة حاضنة ل ذبابة الرمل، كذلك عدم دفن الجثث ووجود عدد من المقابر الجماعية فيها، الامر الذي تسبب بأمراض اللشمانيا وسط غياب الدعم الصحي عن المنطقة،
إضافة إلى ذلك تسجيل حالات ولادة مشوهة نتيجة الحرب
ويعمل المركز الصحي في الباغوز على توثيق تلك الحالات ولكن ماتم توثيقه يفوق قدرة المركز الذي يحتاج لدعم حقيقي بالكوادر والادوية والمراقبة،
الامر الذي يستلزم استنفاراً للكوادر الصحية في قسد من أجل منع وقوع الكارثة وزيادة انتشار الحالات بصورة اكبر
.