الشرق نيوز
تقرير ل فواز المرسومي
البوكمال بداية الخلاف الايراني الروسي
التحالف الروسي الايراني
كان لتلاقي الأهداف والمصالح بصورتها العامة سببًا في التحالف الروسي – الإيراني في سوريا، وهو الإبقاء على نظام الأسد بصورته الحاليَّة، والحفاظ على شكل الجيش والأجهزة الأمنيَّة؛ هذه النقاط المشتركة كانت محاور لتلاقي القيادتين الروسيَّة والايرانيَّة، والتي فيما يبدو اتفقت على نقاط السيطرة عبر شبكة المصالح لكلّ دولة.
ففي حين كانت دمشق العاصمة ومؤسساتها الأمنيَّة هي الهدف الأول للروس، كان المحيط ومناطق المراقد الشيعيَّة حول دمشق هي هدف الإيرانيين بعيدًا عن دمشق، واتجهت أنظار إيران إلى الحدود مع لبنان في الزبداني وحمص وأريافها وكذلك الحدود العراقيَّة وطريق بغداد – دمشق البرِّي عبر الباديَّة السوريَّة، وبالتالي السيطرة على مناطق شرقي سوريا.
أمَّا الروس، فقد وجَّهوا أنظارهم باتجاه الساحل حيث القاعدة الروسيَّة والساحل السوري الذي يضمن تواجد القطع البحريَّة الروسيَّة، وحركتها في المياه الإقليميَّة بكلّ يُسر وسهولة، ونحو الداخل وأطراف حمص وحماة من أجل حماية العمق الساحلي، كذلك مناطق الفوسفات والغاز في خنيفيس وتدمر وغيرها بعد أن خسرت منابع النفط التي سيطرت عليها أمريكا (شرق سوريا)، وبسبب حساسيَّة الموقف والوضع العسكري والجيوسياسي والحساسيَّة الإسرائيلية من التواجد الإيراني على الحدود معها في جنوب سوريا جعلت من تلك المنطقة من حصة روسيا وبالتوافق مع الإسرائيليين.
هذا التحالف الروسي الإيراني رغم هشاشته استمر طيلة فترة العمليَّات العسكريَّة في حمص والغوطة وديرالزور ودرعا حيث كان سلاح الجو الروسي دعمًا لوجستيًّا للميليشيا والقوَّات الإيرانيَّة في معاركها على الأرض، ومع هدوء الجبهات تغيَّر شكل هذا التحالف، وتحوَّل إلى تحالف سياسي من أجل حصد نتائج (الانتصارات العسكريَّة) التي حقَّقها الحليفان.
• توقف العمليَّات العسكريَّة:
لعل العامل الأبرز في تماسك التحالف الروسي – الإيراني رغم خلاف المصالح الجوهرية لكلا الدولتين، وبتوقف المعارك أو انحسارها بدا جليًّا أنَّ هناك تناقضات، وخلاف بدأ يظهر على السطح، ولم يكن بداية الأمر بشكل مباشر، بل من خلال عملية استقطاب الولاءات داخل النظام السوري الذي تحوَّل إلى أجنحة متصارعة منها ما هو تابع لروسيا، ومنها ما هو تابع لإيران إذ يعزو مراقبون تصفيَّة العديد من الضباط البارزين في صفوف نظام الأسد إلى هذا الصراع على السلطة في سوريا.
العلاقات الروسية الايرانية شرق سوريا
تعتبر المنطقة الشرقية من سوريا خاصة الحدود العراقية السورية مهمة جداً للمشروع الايراني فهي المدخل لهذا المشروع انتقالاً من العراق إلى سوريا لذلك تحاول ايران فرض سيطرتها عليها بشكل كامل وهذا مايفسر وجود المليشيات الإيرانية بشكل كبير في مدينة البوكمال ومحيطها وصولاً للميادين، كذلك تنتشر تلك المليشيات في البادية جنوب مدينتي البوكمال والميادين من اجل حماية القوافل العسكرية الايرانية المتجهة من الحدود باتجاه قاعدة التي فور العسكرية الايرانية، كما بدأت ايران منذ العام 2019 ببناء عدة قواعد ابرزها قاعدة الامام علي جنوب شرق مدينة البوكمال، كما حاولت التغلغل ضمن النسيج المجتمعي للمدينة من خلال تجنيد عدد من ابناء المدينة في مختلف المجالات العسكرية وحتى المدنية.
بدأ الخلاف يظهر للعلن من خلال بعض الاحتكاكات بين المليشيات الإيرانية والدفاع الوطني التابع للنظام ومليشيات الامن المدعومة روسياً.
َبدا الانزعاج الايراني واضحاَ من عمليات المصالحة التي يجريها النظام بدعم روسي في ديرالزور والتي امتدت لتصل الى البوكمال مما تسبب بانزعاج ايراني تمثل
باجتماع عقد خلال الاسبوع الفائت، اجتماع في مدينة البوكمال ضم قيادات إيرانية وعراقية
حيث اقامت قيادة الحرس الثوري في البوكمال، اجتماع مع قيادات من الحشد الشعبي وضم الإجتماع القيادي في الحرس الثوري حاج مهدي والقيادي العسكري لمنطقة البوكمال حاج عسكر من جهة ومن جهة أخرى قياديين في ( حركة الابدال – حيدريون – لواء الطفوف – كتائب سيد الشهداء – عصائب أهل الحق – حزب الله العراقي – كتائب الامام علي- لواء أنصار العقيلة )
وتناول الإجتماع التمدد الروسي وخطورته على المليشيات الإيرانية وأيضا تم بحث ملفات التسوية التي يقوم بها النظام السوري وبحسب مصادر اتفق قادة المليشيات على فتح باب التطويع للعناصر السورية وزيادة رواتب المنتسبين اليها،
وعدم مشاركة المليشيات في القتال ضد تنظيم داعش في البادية.
وزيادة النقاط العسكرية داخل المدن والبلدات التي يسيطرون عليها.
يذكر أن المليشيات الإيرانية قد اعتقلت 4 عناصر من عناصر المصالحات أثناء عودتهم من مدينة الميادين بريف دير الزور.
وأضاف المصدر أن الإجتماع قد جرى في مقر يتبع للحاج عسكر بالقرب دوار الهجانة في مدينة البوكمال، فيما ذكرت مصادر أن المليشيات الايرانية تمنع عناصر وقادة مليشيا الحشد من الدخول لقاعدة الإمام علي، ولايسمح سوى لعناصر الحرس الثوري ومليشيا حزب الله العراقي دخولها
ملاحظة الصور هي لما يعتقد أنه مداخل لقاعدة الامام علي في مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية.
وكان من نتائج هذا الاجتماع
الاخير الذي ضم قيادات إيرانية في الحرس الثوري و قيادات في الحشد الشعبي
أفتتاح معسكر تدريبي للعناصر السوريين بلغ تعداد عناصره 50 عنصر سوري من أبناء البوكمال وريفها
اغلبهم من المطلوبين للنظام السوري ولم يقوموا بتسوية أوضاعهم، وذلك في تحدي واضح من الحرس الثوري للنظام السوري ولعمليات التسوية التي تمت كما منع الحاج عسكرالمسؤول العسكري للحرس الثوري الإيراني في البوكمال
منح النظام قاعات كبيرة لإجراء عملية التسوية
مما اضطر اللجنة المسؤولة لتحضير خيمتين كبيرتين سيتم وضعهمها جانب مبنى الشبيبة في احد النقاط التي تسيطر عليها قوات النظام، كما تحدثت انباء عن استقدام المليشيات الإيرانية لكتيبة من عناصر فاطميون كانت متمركزة في محطة ال T2، في دلالة على رغبة ايرانية بفرض سيطرة مطلقة علي المدينة