لبنان
الشرق نيوز
رغم جهود التهدئة.. دولة عربية تبلغ حزب الله نيّة إسرائيل شن عملية كبيرة في لبنان!
بعد مضي نحو 4 أشهر على اندلاع المواجهات والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي جنوبي لبنان، تستمر المخاوف من تطور الأزمة نحو الأسوأ بين الجانبين.
فبحسابات الدول الكبرى وبمعلوماتها، بنيامين نتياهو وخلفه الجيش الإسرائيلي، مستعدان لشن حرب على لبنان في أي لحظة، في حال الفشل في إقناع حزب الله بالتزام القرار 1701، وسط معلومات خاصة بالـ LBCI أشارت الى أن إحدى الدول العربية أبلغت الى حزب الله معلومات إستخباراتية تشير إلى أن تل أبيب ستشن عملية كبيرة في العمق اللبناني قد تؤدي الى تدحرج الامور.
وعليه، كل الانظار موجهة الى ما سيحمله شباط المقبل من أجوبة، لا سيما مع عودة المبعوث الأميركي آموس هوكستين والمبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان الى بيروت، والسباق بين الديبلوماسية والحرب كذلك.
اسرائيل ترفع جهوزيتها
زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “الجيش يرفع جاهزيّته على الجبهة الشّماليّة، حيث أجرت قيادة المنطقة الشّماليّة الأسبوع الماضي، تدريبات مكثّفة لتعزيز الكفاءة والجاهزيّة للحرب”.
ولفت في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ “في إطار الخطط التّدريبيّة لكتائب الاحتياط المنتشرة على خطّ الحدود الشّماليّة في الأشهر الأخيرة، جرى تدريب مقاتلي لواء المظليّين الاحتياطي الشّمالي (226)، وكذلك قوّات هندسة متخصّصة على قتال المدن، وتحديدًا في منطقة أحياء سكنيّة مكتظّة وسط ظروف جوّيّة شتويّة؛ وتماشيًا مع تضاريس الأراضي في الجبهة الشّماليّة”.
وادّعى أنّ “المقاتلين تدرّبوا على مختلف المستويات، بدءًا من مستوى الفصيل، وانتهاءً بمستوى الفرق القتاليّة للكتائب الّتي تضمّ الدّبّابات ومقاتلي المشاة والهندسة العسكريّة والمدفعيّة”، مشيرًا إلى أنّ “المركز القومي لتدريبات القوّات البرّيّة، تولّى حتّى الآن الإشراف على أكثر من 100 يوم تدريبي، بما في ذلك أكثر من 20 تمرينًا على مستوى الكتائب وأكثر من 100 تمرين على مستوى السّرايا”.
المجتمع الدولي
ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن “الوزير لويد أوستن أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، التزام الولايات المتحدة بوضع حد للتوتر على الحدود الإسرائيلية مع لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وتجنب التصعيد في المنطقة”. وأضافت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني امس، أن “أوستن أكد خلال حديثه مع غالانت أهمية ضمان توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع، كما عبر عن التزام أميركا بالعمل على منع أي تصعيد إقليمي”.
قبل هذا الاتصال، كان وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، يؤكد لوكالة “فرانس برس”، بعد اجرائه سلسلة لقاءات في اسرائيل ان “فرنسا تسعى لتجنّب التصعيد”، معتبراً انّ “عندما نسبر العقول، عندما نسبر القلوب، نجد أن لا أحد، لا في تل أبيب ولا في القدس ولا في بيروت، يريد الحرب”، مشدّداً على أنّ “الأولوية بالنسبة إليه تكمن في تحديد كيفية “العودة مجددا” لتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وكيفية “استئناف الدوريات والعودة إلى نمط المراقبة واحتواء النزاع” لكي “لا يطلق أحد الجانبين النار على الجانب الآخر من الحدود، ولكي لا يردّ الجانب الآخر بما ينطوي على خطر التصعيد”.
المجتمع الدولي يواصل جهوده اذا لكبح جماح اسرائيل ومنعها من الذهاب نحو خيار توسيع الحرب على لبنان. في زيارته الاخيرة الى تل ابيب منذ اسابيع، لم يتمكن وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن من اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف الحرب على غزة، الا انه نجح في لجمه “لبنانيا” اقله “مرحليا”.
استدعاء ألوية المشاة والهندسة.. إسرائيل ترفع جهوزيتها وتستعدّ لحرب مع لبنان؟!
تستمر المواجهات في جبهة جنوب لبنان بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، ويبدو أنها مرشحة لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة على وقع خطر نشوب حرب قد تقررها إسرائيل للخروج من المأزق الذي تعانيه جبهتها الداخلية جراء الخلافات داخل مجلس الحرب وفي حكومة بنيامين نتنياهو.
اللافت أن إسرائيل عادت في تصعيدها إلى المرحلة الأولى في حربها من خلال استهداف كوادر عسكرية في “حزب الله” وعناصر مؤثرة في مناطق بعيدة عن الحدود، واغتيالهم عبر الطائرات المسيّرة بالتزامن مع قصف مواقع، وهو مؤشر إلى أنها تريد توسيع المعركة واستدراج الحزب أكثر إلى مواجهات كبرى.
رفع الجهوزية
وقد زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “الجيش يرفع جاهزيّته على الجبهة الشّماليّة، حيث أجرت قيادة المنطقة الشّماليّة الأسبوع الماضي، تدريبات مكثّفة لتعزيز الكفاءة والجاهزيّة للحرب”.
ولفت في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ “في إطار الخطط التّدريبيّة لكتائب الاحتياط المنتشرة على خطّ الحدود الشّماليّة في الأشهر الأخيرة، جرى تدريب مقاتلي لواء المظليّين الاحتياطي الشّمالي (226)، وكذلك قوّات هندسة متخصّصة على قتال المدن، وتحديدًا في منطقة أحياء سكنيّة مكتظّة وسط ظروف جوّيّة شتويّة؛ وتماشيًا مع تضاريس الأراضي في الجبهة الشّماليّة”.
وادّعى أنّ “المقاتلين تدرّبوا على مختلف المستويات، بدءًا من مستوى الفصيل، وانتهاءً بمستوى الفرق القتاليّة للكتائب الّتي تضمّ الدّبّابات ومقاتلي المشاة والهندسة العسكريّة والمدفعيّة”، مشيرًا إلى أنّ “المركز القومي لتدريبات القوّات البرّيّة، تولّى حتّى الآن الإشراف على أكثر من 100 يوم تدريبي، بما في ذلك أكثر من 20 تمرينًا على مستوى الكتائب وأكثر من 100 تمرين على مستوى السّرايا”.
ميدانيا
وفي المُستجدات الميدانية، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوّيّة على جبل بلاط بين رامية ومروحين”، مشيرًا إلى أنّ “قصفًا مدفعيًّا إسرائيليًّا استهدف أطراف بلدتَي الناقورة وحولا”.
من جهته، قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “طائرات حربيّة أغارت قبل قليل على أهداف عدّة لـ”حزب الله” داخل لبنان، ومن بينها موقع عسكري ومبنى عسكري في بليدا ومروحين، استخدمهما عناصر الحزب، بالإضافة إلى بنى أخرى في عيتا الشعب”.
وأشار، عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ “متابعةً للإنذار عن تسلّل قطعة جوّيّة معادية شمال البلاد في وقت سابق اليوم، اعترضت الدّفاعات الجوّيّة هدفًا جوّيًّا مشبوهًا داخل لبنان، يُشتبه في تحليقه نحو الأراضي الإسرائيليّة. كما تمّ رصد إطلاق قذائف عدّة اليوم، من لبنان نحو الأراضي الإسرائيليّة”.
وبعد الظهر استهدفت نيران رشاشة اسرائيلية رأس الناقورة، كما تعرّضت قبل الظهر أطراف بلدة الناقورة لغارات إسرائيليّة، وطال القصف أطراف بلدة حولا والضهيرة وعيتا الشعب أطراف بلدة طيرحرفا.
وأعلن الإعلام الحربي في “حزب الله”، في بيان، أنّ “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، استهدف مقاتلوه عند السّاعة 2:35 من بعد ظهر اليوم السّبت 2024-01-27، مقرّ قيادة سريّة في ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلّة بصاروخ “فلق 1″؛ وحقّقوا فيه إصابة مباشرة”.
كذلك حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف مدينة صور وبعمق جنوبي غير اعتيادي كما اطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والاوسط..
ونفّذت القوات الإسرائيلية غارتين صباح اليوم، على مناطق في القطاع الغربي ودوّى انفجار ضخم في المواقع الاسرائيلية المواجهة للناقورة.
في المقابل، أصدر “حزب الله” سلسلة بيانات أعلن فيها عن استهدافه انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام بصواريخ بركان وتجمعاً للجنود جنوب موقع العباد وحقّق إصابات مباشرة.
كما استهدف مقاتلوه في العاشرة والربع من صباح اليوم تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع العباد بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه إصابات مباشرة، واستهدفوا في الحادية عشرة وخمس دقائق من قبل ظهر اليوم تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة دوفيف بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، واستهدفوا أيضاً في الثانية عشرة إلا عشر دقائق قاعدة خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة، صباح اليوم، أنّه تم تفعيل صافرات الإنذار في عددٍ من المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان خشية تسلل طائرات مُسيرة باتجاهها عبر الحدود.
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنّ المستوطنات التي شهدت إستنفاراً بسبب تسلل المُسيرات هي دفنا، جوشر، غجر، دان، شعار يشوف وسنير في الجليل الأعلى.
كذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه تم إطلاق صافرات الإنذار في مستوطنة شلومي بالجليل الغربي خشية من إطلاق صواريخ تجاهها.
توازيا، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن سقوط 4 صواريخ من جنوب لبنان في مستوطنة شلومي بالجليل الأعلى.
كما أُطلقت صافرات الإنذار من جديد في “ديشون”و”المالكية”و”يفتاح”و”راموت نفتالي”و”مبوؤت حرمون” في الشمال على الحدود مع لبنان
من جهته كتب الصحافي اللبناني :
علي الأمين: قرار توسيع الحرب أصبح بيد إسرائيل.. وحزب الله مكشوف أمنياً
على وقع ما تشهده الساحة الجنوبية من اشتباكات وضربات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل، والمخاوف من اتساع رقعة هذه المواجهات الى حرب شاملة على لبنان، رأى الباحث والكاتب السياسي اللبناني، علي الأمين، في حديث ل«الشرق الأوسط» ان الحزب «لم ينطلق إلى الآفاق العربية إلا بقرار إيراني. ذلك أن طهران تريده في العراق وسوريا وسائر الساحات… وهي في سياق الاستراتيجية والسياسدة الإيرانية، وهو ملتزم بشكل كامل بها». لكن حسابات التدخل الإيراني في سوريا ودول عربية أخرى «لم تكن تتعرض للمصالح الأميركية، وهي بذلك تختلف عن حسابات الحرب مع إسرائيل، لأنها ستصطدم بالمصالح الأميركية، وستكون في مواجهة معها». وعليه – حسب الأمين – فإن «أي تدخل بحرب ضد إسرائيل، فإن المواجهة لن تنحصر بها، وهذا ما يتنافى مع المصالح الإيرانية».
ويرى الأمين أن «الأميركيين تجنّبوا المواجهة»، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حين زار بيروت بعد أيام قليلة من انطلاق الحرب «بلّغ رسالة أن التوسع بالمواجهات هو خط أحمر، ويجب إبقاء نمط المساندة والمشاغلة من دون الدخول بالحرب المفتوحة». واعتبر الأمين أن هذا الإطار «لا يستفزّ الأميركيين، ويلبي في الوقت نفسه البُعد المعنوي بأنهم ما عادوا على حياد عندما اندلعت حرب غزة، وذلك لأن طهران لا تستطيع إدارة الظهر وفق مبدأ (وحدة الساحات)، لكنها تسير تحت سقف ألا تستفز الحسابات الأميركية». ورأى الباحث اللبناني أن ما ساعد على هذا الأمر «هو وجود تباين بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهو ما أعطى هامشاً من الحركة، ذلك أن الأميركيين في لحظة معينة قد يكونون بحاجة إلى نوع من الضغط على حكومة نتنياهو وتحريك الضغوط من دون الوصول إلى حرب واسعة، وكانت إيران توفر هذا المطلب».
وفق هذا المبدأ، يرى الأمين «تقاطع مصالح بين واشنطن وطهران، بينما يتحرك الحزب ضمن هذه الدائرة. لكن المتغير الأساسي أنه في أول شهرين، كان السؤال موجهاً لـ(حزب الله) عما إذا كان سيوسّع الحرب، بينما الآن السؤال بات موجهاً للجانب الإسرائيلي الذي باتت المبادرة بيده، فهو الذي يهدد بالحرب الآن». ويعتبر أن فقدان الحزب لموقع يتيح له شن الحرب يعود إلى «الاغتيالات التي حصلت، والتي تظهر أن هناك خرقاً أمنياً وانكشافاً، فيما لا تلقى الاغتيالات الرد الملائم الذي يوازي حجم الاستهداف الإسرائيلي، ما أتاح لتل أبيب التقدم، وتبدو كأنها صاحبة المبادرة التي تمسك بالمعادلة بما يتخطى الحزب».
حرب… بالنقاط بالمعطى اللبناني، يقول الأمين إن وجود الحزب الأمني والعسكري «مكرّس لمهمة مقدسة، هي مهمة الدفاع عن إيران في حال مهاجمتها من قبل الولايات المتحدة، أو إذا تعرضت لتهديد كبير، لكنه في الوقت نفسه، لا يشعل حرباً من أجل فلسطين أو لإنقاذ (حماس)».
ويضيف: «في لحظة تتعرض فيها إيران لتهديد كبير، سيتحرك الحزب، ولا مصلحة له بمواجهة مفتوحة مع إسرائيل ما دون هذا التهديد»، موضحاً أن طبيعة الحرب التي يخوضها مع إسرائيل يتمايز فيها عن استراتيجية «حماس». ففي حين تخوض الأخيرة حرباً مدمرة، يخوض الحزب في المقابل «معركة بالنقاط»، ما يعني أن نظرية الحزب ليست لعبة مواجهة مفتوحة. وفي حين «ينذر الحزب نفسه لمهمة إيرانية أساسية ويدافع عنها، فإنه في المقابل، ليس هناك ما يستحق أن يغامر بنفوذه ودوره بحرب ليست مضمونة النتائج، وترتب عليه المغامرة ببيئته ويؤذي قاعدته». لكن كل ذلك «لا يعني أن إيران ستتخلى عن استخدام العامل الفلسطيني الذي تستثمر به… فهو الذريعة التي تشكل نظام الحماية للوجود العسكري والأمني الذي يمثله الحزب والأذرع الإيرانية، خصوصاً إذا لم يكن لديه بديل يوفر نفس الكفاءة والقيمة».
أما في لبنان، فيقول الأمين إن الحزب «يتمتع بنظام حماية ووضعية نفوذ وسلطة… حيث استوعب التركيبة القائمة بالنظام السياسي وهضمها وجيّرها لصالح مشروعه». وظهر ذلك، حسب الأمين، في انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 «حين تعهّد بإنهاء الانتفاضة، على قاعدة حماية المصالح»، مشيراً إلى أن هذه الحماية «لها ثمن»… وبات هناك «تناغم بين نظام المحاصصة ونظام المصالح الذي باتت المنظومة قائمة عليه، ودور الحزب ونفوذه وسيطرته وخصوصيته، وهو أمر لا يستطيع التفريط به، لأنه ليس حزباً انتحارياً، وبات يفكر بطريقة مختلفة عما كان عليه إبان نشأته. وبالتالي، فإن أي خطوة سيزينها بحسابات نظام مصالحه الخاص».
المصدر موقع جنوبية