الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / مقال / سوريا ليست بخير لابد أنها مريضة

سوريا ليست بخير لابد أنها مريضة

مقال رأي
محمود العيد
سوريا ليست بخير .. لابد أنها مريضة
بعد تولي “الطبيب” نور الدين الأتاسي رئاسة الجمهورية، و “الطبيب” يوسف زعين رئاسة الوزراء، و “الطبيب” إبراهيم ماخوس حقيبة الخارجية، كان عنوان إحدى الجرائد الفرنسية عام 1968 :
“سوريا يحكمها أطباء …. لابد أنها مريضة”.
بالفعل كانت سوريا مريضة بداء وزير الدفاع حافظ الأسد، هذا الداء الذي جلب الويلات لسوريا .
تاريخ سوريا المشرق غير الذي نقرأه، فلماذا تم تزويره . ويريدون طمسه؟
لماذا تم سجن الوطنيين والشرفاء في حزب البعث وغيره من القوى السياسية والإجتماعية السورية ، وتسريح واعتقال واغتيال الكثير منهم قبل وبعد (الحركة التصحيحية) ، ومحو دورهم في تاريخ سوريا ، لابد من سبب.
سوريا حتى منتصف الستينات كانت بخير وبالتحديد حتى العام 1966، رغم أنها كانت تحت سيطرة البعث، إلا أن المؤامرة والتخطيط لتنفيذ الجريمة الكبرى بحق سوريا بدأ قبل هذا الوقت لتنفيذ جريمة العصر بحق سوريا ، فانقلبت سوريا رأساً على عقب، يروي محمد رباح الطويل ابن حي الصليبة الصامد في قلب اللاذقية، والذي كان وزيراً للداخلية قبل أن يغدر به الأسد الأب ويسجنه قرابة الربع قرن، ليتوفى بعد إطلاق سراحه بشهر ونصف بعد أن اشتد عليه المرض.
يقول الطويل : عام 1966 حضر إلى دمشق وفدٌ من كبار أثرياء العالم من الولايات المتحدة الأمريكية معظمهم /يهود /، يحملون جوازات سفر أمريكية ، جاؤوا يعرضون علينا في القيادة القطرية أن نؤجرهم هضبة الجولان أو نبيعها لهم ونطلب مانريد من ثمن، وتم بالإجماع في القيادة القطرية رفض الطلب.
سافر الوفد إلى بيروت تمهيداً لعودته إلى واشنطن، إلا أن الأسد الأب الذي كان وزيراً للدفاع لحق بهم إلى بيروت، واجتمع معهم وتعهد لهم بتسليمهم الجولان  مقابل تسليمه الحكم، فتعاقدوا معه، تعهدوا له بتسليمه الحكم بالتنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية مقابل تسليم الجولان لهم، واستلم مبلغاً كمقدم للعقد، على أن يتم دفع الباقي عند التسليم.
فكانت مسرحية حرب “1967”  التي تم فيها الإستلام والتسليم، والفرصة التي تم فيها تنفيذ صفقة العمر وصفقة العصر بالنسبة للأسد وتنفيذ أهم البنود الواردة في العقد.
بدأ التسليم عند إذاعة بيان الخيانة نبأ سقوط القنيطرة، وماجرى بعدها من أحداث وانقسامات وتخوين بين الرفاق، والبدء بالتسريح والتصفيات والإعتقالات والإغتيالات، اجتمعت القيادة إستثنائياً بعدها وقررت تنحية الأسد عن وزارة الدفاع، وطلاس عن رئاسة الأركان لحفظ ماء الوجه بعد حرب حزيران أمام الشعب، ولتنقية البعث والدولة. وإبعاد الأب عن مراكز القيادة في البعث، فجاء الإنقلاب الذي أطلق عليه الحركة التصحيحية رداً على قرارات القيادة بتنحية الأسد وتسليمه الحكم  تنفيذاً لبنود العقد.
بعد انقضاء ثلاثين عاماً على حرب حزيران وفي عام 1997، وانتهاء مدة العقد مابين الأب وبين الكيان الصهيوني والأمريكي المشترك، طلب الأب في جنيف الإجتماع وحيداً مع كلينتون واجتمع معه لساعات، ناقش معه تمديد مدة العقد ثلاثون عاماً أخرى لتشمل أيضاً توريث الإبن فيما بعد، بعد وفاة المقبور حضرت “مادلين أولبرايت” وزيرة الخارجية الأمريكية اليهودية جنازة الأسد، وأجتمعت لساعات على إنفراد مع الإبن، ولم تغادر دمشق إلا بعد أن إطمأنت على تثبيته خلفاً للأب.
عند انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث 2005، اختفى مصطلح الجولان ولم يذكر في المؤتمر قط، وصرح وزير الخارجية “المعلم” بعدها أنهم يريدون المفاوضات مع الصهاينة بدون شروط مسبقة، حتى شرط الإنسحاب من الجولان محي، بقاء الأسد مرهون بهضبة الجولان التي تم ضمها لإسرائيل وهي جزء من العقد.
اليوم يبدو أن إسرائيل مضطرة لإنهاء العقد قبل أوانه وانتهاء المدة ،بعد أن نفذ جميع الإلتزامات المترتبة عليه وأوصل البلاد والعباد إلى ما وصلت إليه الحال، ستنكل اسرائيل بالعقد كما يتبين من التقارير التي أعدتها مراكز أبحاثها منذ أيام، وصدرتها للعلن لإبعاد إيران عن المشهد السوري.
هذا الكلام موثق من بعثيين آخرين، بينهم وزير الإعلام أثناء حرب حزيران.
وموثق من قبل الكاتب “جريس الهامس” في كتابه “خيانة سقوط الجولان جريمة لاتغتفر”.
وموثق في موقع الحوار المتمدن ..
ماورد في المقال يعبر عن وجهة نظر ورأي كاتبه

شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × واحد =