الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / مقال / سوريا اليوم ثلاث متغيرات والخاسر هم السوريون

سوريا اليوم ثلاث متغيرات والخاسر هم السوريون

مقال رأي

فراس علاوي

سوريا اليوم
ثلاث متغيرات والخاسر هم السوريون

يقف السُوريون على طوابير الخبز والبنزين ، بانتظار ماتجوده عليهم حكومة نظام الأسد من حلول عفا عليها الزمان، إذ تشابه حلولها تلك التي قدمتها الدول لشعوبها بعد الحرب العالمية الأولى، عمليات التقنين وترشيد التوزيع في ظل وجود هذا الكم من الفساد، ماهي إلا جرعات مسكن هزيلة لجسد ينهشه السرطان، يدرك السُوريون أنهم الخاسر الوحيد في معركة لايعلمون من هم أطرافها، فيما تتاجر ماكنة النظام الإعلامية في معاناتهم، ليست طوابير الخبز وحدها مايعانيه هؤلاء فالبنزين والمواد الأولية كذلك، التهديد الأكبر قادم مع فصل الشتاء والحاجة الماسة للوقود، في ظل عدم قدرة أو رغبة الدول الداعمة للنظام بتزويده بالوقود اللازم، وذلك إما بسبب تراكم مديونيته لها أو بسبب عدم وجود توافق روسي إيراني على شكل الحل السياسي القادم في سوريا، وبالتالي التخلي عن دعم السوريين وتركهم يواجهون مصيرهم منفردين مع الحفاظ على دعم السلطة حتى الحصول على آخر تنازل منها وحتى ذلك الوقت نحن بانتظار طوابير جديدة يتدافع عليها الخاسرون.

من جهة أخرى يتصاعد التوتر شمال سوريا وتحديداً في مناطق جسر الشغور بريف إدلب، فالروس الذين يتذرعون في كل مرة بعدم التزام تركيا بوعودها أوبهجمات هيئة تحرير الشام ، يرون أن الوقت مناسب لتوسيع مناطق السيطرة والاستيلاء على مناطق جديدة تجعلهم يتحكمون بالاسترادات الدولية، التي تحقق لهم حرية التنقل، يتذرع الروس بمخرجات اتفاق موسكو بين بوتين وأردوغان والذي نص على انسحاب المعارضة والقوات التركية لمسافة 6 كم شمال الاستراد وتقدم القوات الروسية، وكذلك بالهجمات التي تعرضت لها الدوريات الروسية على الاستراد الأمر الذي جعلها تتوقف عن المشاركة بالدوريات المشتركة، التصلب الروسي قابله موقف تركي متردد إذ لايرغب الأتراك بالتصعيد في سوريا في ظل خوضهم أكثر من ملف على الصعيد الدولي والإقليمي، إذ يتشتت الموقف التركي بين التصعيد في المتوسط والمتغيرات الطارئة في ليبيا، والتراجع في سعر صرف الليرة نتيجة الضغط على الاقتصاد التركي بسبب الحشد الأوربي والحملة التي تقودها فرنسا ضد تركيا، يبدو أن اليد التركية لم تعد قادرة على حمل كل تلك /البطيخات / لذلك عليها تقديم بعض التنازلات هنا وهناك، وهو مايدركه الروس جيداً ويتربصون به ولعل أي تصعيد روسي داعم لتقدم مليشيا النظام سيدفع السوريون ضريبته وسنشهد موجات نزوح جديدة هناك، إذ لم يحصل تفاهم تركي روسي يفضي لانسحاب النقاط التركية وإعادة تموضعها وهو الأمر المتوقع نهاية المطاف.

إلى الشرق من سوريا وتحديداً شرق الفرات، تتجمع شرارات التصعيد بين القوتين العظميين بصورة واضحة فمع تكرار التصادم بين الدوريات الروسية والأمريكية في أرياف الحسكة والرقة، يرسل البنتاغون ست عربات قتالية من نوع برادلي مدعومة بمائة عنصر من جنودها وبدعم جوي إلى شرق الفرات، في خطوة رمزية تزامنت مع تصريحات دبلوماسية لكنها تحمل لهجة تحذيرية واضحة بأن الولايات المتحدة لن تحارب أي دولة لكنها ستدافع عن التحالف هناك، إرسال الجنود وإن كان يتناقض مع قرار ترمب بتحفيض عدد جنوده في المنطقة وخاصة العراق، إلا أنه يدل على أن المنطقة مهمة بالنسبة للأمريكان وربما سنشهد لاحقاً تطوير قاعدة عسكرية تؤسس لبقاء طويل الأمد، مستغلة استراتيجية المنطقة التي تتوسط بؤر التوتر في سوريا والعراق والبحر المتوسط وإيران، وبذلك في حال حدوث أي صدام وإن كان غير متوقع فإن الخاسر الأبرز هم السوريون.
لعل جميع الحلول لسيناريوهات التصعيد هذه وحل أي تشابك فيها ، ينتظر ظهور الدخان الأبيض من البيت الأبيض وبالتالي فإن محاولة أي طرف استغلال فترة الانتخابات الأمريكية قد تؤدي لعواقب غير محسوبة النتائج، وأيضاً الخاسر هم السوريون،

الأشهر القادمة ستشهد تسخين المنطقة عسكرياً للحصول على مكاسب سياسية توضع على طاولة المفاوضات وترتبط بساكن البيت الأبيض الجديد.

شاهد أيضاً

ملعب ديرالزور وصورة الخراب، عن كذبة الأمل بالعمل

ملعب ديرالزور وصورة الخراب  عن كذبة الأمل بالعمل فراس علاوي تمثل هذه الصورة فعلياً مايقوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 14 =