ديرالزور
الشرق نيوز
إعداد محمد الحمادي
شهادة جديدة حول مجزرة الجورة والقصور تعرض للمرة الأولى على العلن
يقول الشاهد الذي تحفظت الشرق نيوز عن ذكر إسمه لدواعي تتعلق بسلامته.
يوم الثلاثاء 25/09/2012، بعد يوم واحد من خروجي من حي الشيخ ياسين بمدينة ديرالزور، لزيارة الأهل في حي القصور، حوالي الساعة 11 صباحاً، وصلت جحافل جيش نظام الأسد لحي القصور، بعدما كان قد نفذ مجازراً عدة بحي القصور بوقت سابق، لم نكن مدري ماذا حدث هناك، نظراً لأصوات القصف و الإشتباكات، والتي اعتدنا سماعها، بعد بزوغ فجر ذلك اليوم كما هي العادة، دون كهرباء أو اتصالات، فقد كانت مقطوعة منذ ما يقارب الشهرين.
قدم بعض الشباب الثوار ليبلغوا شبان الحي الذين كانوا في صفوف الجيش الحر، وباقي ثوار المنطقة بقدوم الجيش، وأنه لا مفر سوى الهروب بإتجاه حي الجبيلة، وأن حي الجورة حدثت فيه مجزرة والشبيحة متوجهين نحو القصور.
عكر صفو الهدوء بعد توقف القصف، إطلاق رصاص كثيف، سمع في كل أرجاء المدينة، حينها علمنا أن أعداداً من الشبيحة وصلوا للحي، ومن ثم نزل كل سكان البناء الذي أقطن فيه للطابق الارضي، وبدأت قوات الجيش والشبيحة بإقتحام الحارات والمنازل، فقد أخرج الشبيحة كل ذكر من عمر 6 سنوات لعمر 80 سنة من المنازل، ومن ثم اعتقلوه.
دخل علينا أحد الشبيحة وأخذ يصرخ فينا وينعتنا بكلاب العرعور، نسبة/ للشيخ عدنان العرعور/ ، الذي كان يحرض على المظاهرات ضد النظام على بعض القنوات التلفزيونية، حيث قام أحدالشبيحة بالتهديد والشتم ذاكراً اسمه وقال، وأنا هنا اعتذر عن اللفظ:
(لك انا سومر سلوم……… العراعرة والإرهابين).
خرجنا أنا وأبي وخالي، وكل الذكور الموجودين في البناء ، ومن ثم خرجت النساء تصيح وتبكي و تترجى العناصر، أن يتركوا أزواجهم وأبنائهم.
أتى ضابط ومن ثم قال للنساء، (لحتى تعرفو انو الجيش منيح، رح رجعلك كم واحد، بس كلشي بالعشرينات أو الثلاثينات خلوه).
عدنا لمنازلنا بين الخوف والفرح، فقد كان شعوراً مختلطاً، ومن ثم بدأنا ننظر من فتحات النوافذ والشبابيك وعيون الأبواب، لنرى ماذا يفعلون.
جمع الشبيحة الشبان، ووضعوهم في بيت أحد الأشخاص الهاربين نحو حي الجبيلة، ساد الهدوء قليلاً، إلا ما كان مسموعاً من أصوات الشبيحة وكلماتهم الطائفية والبذيئة، مين ربك ولاك، تزامنت مع أصوات التعذيب المسموعة بوضوح في الحارة، قام الشبيحة بتعذيب الشبان بشكل شديد، وأخرجوهم بعدها، ومن ثم جروا 3 شبان من خارج الحارة.
كنا نتبادل الورديات على إحدى عيون الأبواب القريبة من مكان تواجدهم، لنوثق ما جرى، قاموا بتعذيب الشبان ال3 ومن ثم انقطع صوت صراخ الشباب، على ما يبدو أنهم أعدموهم، قاموا بحرق البيت الذي جعلوه مسلخاً، ومن ثم ذهبوا، بقي البيت يحترق طوال الليل، بدون قدرة أحد منا على الخروج لإطفاء الحريق.
كانت العناصر تتجول في الأحياء، وأي شخص يحاول أن يخرج أو أن يسترق النظر كان مصيره رصاص الشبيحة اذا ما رأوه، بقي الوضع على ما هو عليه، حتى الساعة 5 تقريباً من يوم الاربعاء 26/09/2012، يومها خرجنا للشوارع بعد انسحاب الشبيحة، وسحبنا جثث الشهداء الثلاثة من البيت المحروق، وذهبت مع حوالي 10 شبان لدفنهم، حيث أن كل حارة أو شارع يمر فيه الشبيحة كان فيه شابان أو ثلاثة قد تم إعدامهم ذبحاً أو بالرصاص ، مثل توقيع للشبيحة أنهم مرو من هنا.
جمعنا 22 جثة شهيد، وقمنا بدفنهم في حديقة “بحرة عفرة” في حي القصور، يوم الجمعة 28/09/2012، جاء تلفزيون النظام السوري، وقام بتصوير المقبرة، على أن هؤلاء هم مدنيون، أعدمهم الإرهابيين من “الجيش الحر”.