الأحد , ديسمبر 22 2024
الرئيسية / مقال / على ماذا يراهن بشار الأسد ؟

على ماذا يراهن بشار الأسد ؟

فراس علاوي

 

على ماذا يراهن بشار الأسد ؟

أدرك بشار الأسد بأنه لاحل عسكري يعيده للسلطة مجدداً في سوريا حتى لو استمر الدعم الروسي والإيراني له ،  فهذا الدعم سيتوقف يوماً ما لعدة أسباب تتعلق بطبيعة سياسة البلدين وما تعانيه نتيجة سياساتها على الصعيد الدولي والتكلفة العالية للتدخل في سوريا وماتعانيه من عزلة وعقوبات دولية عندها سيجد نفسه وحيداً .

 

فعلى ماذا يراهن بشار الأسد ؟ 
يراهن بشار الأسد على ثلاث تناقضات أساسية في العلاقات الدولية بما يخص سوريا .

الأول والأهم هو التناقض الأمريكي الروسي والذي أدى لدخول روسيا بكامل ثقلها السياسي والعسكري وانغماسها بالمستنقع السوري مما يجعل ارتباط النظام السوري وشخصية بشار الأسد بها هو أرتباط بقاء ووجود ،  لذلك يدافع كلا الطرفان عن بقاء الآخر خاصة مع نجاح الروس بتحقيق خرق عسكري وإعادة السيطرة لنظام الأسد على مساحات واسعة كان قد خسرها قبيل التدخل الروسي وإحداث خرق سياسي عبر آستانا وجنيف وإيصال الحل للجنة الدستورية ، وهو مايوافق الرؤية الروسية في الحل السوري .

الثاني

هو التناقض الأمريكي الإيراني هذا التناقض يقطع الطريق أمام أي صفقة مع نظام الأسد حاولت عدد من الدول خاصة الخليجية عقدها معه بسبب الارتباط العضوي بين نظام الأسد وإيران وبالتالي يقوي هذا التناقض من الحلف الروسي الإيراني ويعزز بقاء بشار الأسد في السلطة حتى اللحظة ، ويدفع بالحل نحو اللجنة الدستورية مع امتعاض ايراني بما يخص تشكيل اللجنة واستحواذ الروس على تشكيل اللجنة وفق رؤيتهم .


التناقض الثالث

هو الأمريكي التركي والذي دفع الأتراك للإقتراب أكثر من المحور الروسي الإيراني وبالتالي تطبيق الرؤية الروسية للحل في سوريا القائمة على قضم الأراضي وإعادة سيطرة نظام الأسد ومن ثم إنهاء جميع أشكال الفصائل المسلحة ودمجها في جسم عسكري واحد ومن ثم تطبيق حل سياسي وفق الرؤية الروسية .

هذه التناقضات الثلاثة تدفع نحو اتجاه واحد هو حل سياسي برؤية روسية تقوم على إقرار دستور ومن ثم إنتخابات رئاسية مع إنتهاء فترة بشار الأسد الرئاسية وهنا يراهن بشار الاسد على الدعم الروسي له بالضغط من أجل السماح بإعادة ترشيحه لولاية جديدة وضمان دخوله الانتخابات ، وهو مايبدو أن الامور تتجه إليه حالياً من خلال تصريح الكثير من المطلعين على ملف اللجنة الدستورية .

الرهان الآخر الذي يراهن عليه بشار الأسد هو عملية الانتخابات والتي تخضع لعدة معايير جميعها تصب في مصلحة نظام الأسد وأبرزها.

يمتلك نظام الاسد كتلة انتخابية صلبة وموحدة ومتأثرة بإعلامه بالإضافة لعمليات تزوير كبرى قام بها خلال السنوات التسع الماضية ، فيما تنقسم المعارضة إلى مجموعة توجهات ورؤى تجعلها مشتتة سياسياً وإعلامياً وحالة الفساد الموجودة داخل صفوفها بكافة أطيافها ، فقد نشهد ترشيح عشرات الشخصيات مقابل بشار الأسد أو بالحد الأدنى ضد مرشح النظام ،وحدهم الإخوان يملكون كتلة من الممكن أن تحدث فرقاً لكنها لاترتقي لأن تكون أكثر من مؤثر في الأحداث فقط ولاسباب تتعلق بمواقف الاخوان من الثورة السورية وفقدان الثقة بقياداتهم .

ثانياً
الكيفية التي ستتم فيها الانتخابات من الناحية اللوجستية والعملية وصعوبة إيصالها للعدد الأكبر من اللاجئين السوريين المنتشرين في أغلب بقاع العالم وهو مايحتاج لجهود هائلة لاتستطيع الدول القيام بها .

ثالثاً
حالة التعب والإرهاق وعدم الثقة التي وصل إليها الشعب السوري خاصة خارج سوريا وتوزعه إلى كتل صغيرة متباعدة ، ظهرت جلياً في فعليات الثورة التي لايشارك فيها سوى قلة قليلة منهم ، كذلك التوزع ضمن الدولة الواحدة على جغرافية تلك الدولة وصعوبة الوصول والانتقال لكثير منهم وضياع كثير من الثبوتيات للمهاجرين السوريين خاصة في الدفعات الاولى التي عبرت البحر .

هكذا يعمل نظام الأسد وفق ترتيبات تدعمها الرؤية الروسية للوصول إلى العام 2021 هذه الترتيبات لن يؤثر عليها سوى إنقلاب في المواقف الأمريكية والأوربية وبالتالي خلط الأوراق مجدداً وهذا مرتبط بنتائج الإنتخابات الامريكية القادمة ومن سيسكن البيت الأبيض .


شاهد أيضاً

عيشة كلاب

المعتز الخضر أوصلتُ ابنتي إلى المدرسة في الصباح الباكر و عُدتُ أدراجي في السيارة الجرمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − ثلاثة =