السبت , أبريل 27 2024
الرئيسية / مقال / إدلب وسيزر وسوتشي

إدلب وسيزر وسوتشي

فراس علاوي

مقال رأي 

إدلب وسيزر وسوتشي

تبدو الأسماء متباعدة لكنها حقيقة تصب بذات المعنى
ففي حين يبدأ الروس حملتهم الجوية على إدلب عن طريق مئات الغارات في محاولة لكسر الحاضنة الشعبية ودفعها للنزوح وهو مايحصل ، تسكت فصائل الجيش الوطني ولاترد ولو بالحد الأدنى مما يعزز التفسير الذي يقول بأن الروس يرسمون حدود مناطقهم التي تم التوقيع عليها في آستانا وتصديقها في سوتشي بالنار  .

بين هجوم الروس ونظام الأسد وصمت فصائل المعارضة وحديث على استحياء للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبر بيانات خجولة دون أي ظهور لرئيس الإئتلاف ، تغط الحكومة المؤقتة التي دعت منذ أيام المدنيين للعودة إلى بيوتهم وكأن كل هذا القصف لم يحدث في مناطق تديرها.

الروس وفي استعجال واضح لإنهاء الوضع السوري على الأرض وإيجاد حل سياسي وفق رؤيتهم السياسية صعدوا من العمليات العسكرية من أجل فك عقدة إدلب وهيئة تحرير الشام ، والتي يبدو أن مسألة إنهاءها ستكون المرحلة الثانية من عملية إدلب ، الطرق الدولية وتأمين محيط حميميم هو أبرز أهداف الحملة الروسية والتي تفشل حتى الآن في جبال الساحل ( الكبينة ) لأسباب جغرافية ولوجستية متعلقة بطبيعة المنطقة وتحصينات الفصائل هناك .

توافقات سوتشي وآستانا والتي أنتجت خرائط السيطرة
يتم تطبيقها على الأرض بالنيران  والقوة المفرطة وسياسة الأرض المحروقة.

بذات الوقت يخشى الروس من عودة أمريكية للملف السوري من بوابة قانون سيزر والموجه بصورة واضحة نحو حلفاء دمشق ، فالقانون يستهدف بشكل مباشر حلفاء دمشق وكل من يقدم دعماً مهما كان شكله لنظام الأسد وبالتالي تطويق النظام وحصاره من أجل فرض رؤية أمريكية للحل السياسي وهو مالاترغب كلاً من روسيا وإيران بتحقيقه وتركيا بصورة أقل فالجميع متضرر في حال فرض الامريكان إيقاعهم مجدداً في المنطقة .

مصير ريف إدلب يبدو أنه اصبح أمراً واقعاً ويتبقى رد فعل هيئة تحرير الشام على ماسيفرضه الأتراك من حلول سواء عسكرية أو تفاوضية وجميع الأطراف تملك أوراق ضغط ستستخدمها باستثناء فصائل المعارضة وواجهتها السياسية والتي تبدو مسلوبة الإرادة في ظل تصاعد الحوار العسكري والسياسي على الأرض .

 

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 1 =