الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / مقال / اللجنة الدستورية..دستور من خاطركم

اللجنة الدستورية..دستور من خاطركم

دستور من خاطركم

محمد الحمادي

 

يتوارد إلى ذهن كل مواطن سوري عند سماعه كلمة دستور جديد أفق من الأحلام، حياة كريمة ، وظيفة ، وقليل من الكرامة حلم ربما لكنه قد يتحقق .

ربما خرجنا عن النص قليلاً فهذا الأفق من الحلم وإن كان حقاً لكل إنسان لكن ليس في سوريا، قد يحصل هذا في بلدان العالم أجمع ، أما في سوريا فإن الأفق المسموح له أن يتسع أمام السوري فهو من فتحة القبر إلى معراجه نحو السماء، سيذهب في حلمه منحى آخر بأن ينتهي خوفه من صوت الطائرة عند انقضاضها للقصف ومكان سقوط القذائف والصواريخ على بيوت المدنيين، وأن يستطيع أن يصل إلى مكان موت عائلته فيدفنهم ويضع أسماءهم على شاهدات القبور، هذا في القسم المحرر شمال سوريا حيث يمارس نظام الأسد هوايته في قتل السوريين ، أما في مناطق سيطرة نظام الأسد، فإن أفق تفكير من يعيش هناك هو أن تتوقف برادات الموتى عن إحضار توابيت جثث أبنائهم الملفوفة بعلم النظام أو أن يتوقف الدولار عن الصعود حتى يتمكن من شراء رغيف الخبز لأولاده ، فهذه الأحلام لا تقتصر على من خرجوا ضد نظام الأسد، بل حتى من يعيشون في كنفه، وربما هم ممن نراهم يمسكون أرجل كرسي الحكم الذي يجلس عليه الأسد.

 

أعلن منذ أيام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تشكيل لجنة دستورية تضمّ  ممثلين عن كلاً من نظام الأسد وممثلين عن من أصبحوا واجهة المعارضة السياسية وممثلي المجتمع المدني في سوريا، بعد عدة جولات خاضها كل من ذكروا أخذت أشهراً طويلة من المباحثات والأخذ والرد ، إلا أن حلم انتهاء الحرب كما يسميها البعض، بقي كإسمه حلماً وأضغاث أحلام إن لم يفسره من يجيد التفسير بحق.

 

ثمان سنوات ونيّف من القتل والدمار والتشريد لم تكن كافية بنظر الأمم المتحدة، حتى تعود الآن إلى واجهة الحدث السوري من أجل أن توقف شلال الدماء.

 

الدولة السورية بحاجة إلى بنية تحتية، وفقدت ٣٧٠ ألف من أبناءها حسب ماذكر غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ، والذي غاب عن أوراقه التي يقرأ منها العدد الحقيقي والذي هو ضعف هذا الرقم ثلاث مرات خلال الثمان سنوات ونيّف

لم يكونوا سوى أرقام تظهر من خلال شاشات التلفاز كأرقام البورصة، بل إن أرقام البورصة تشهد زخماً واهتماماً أكبر، وربما تكون أرقام هاتفٍ لمسابقة تلفزيونية يشارك فيها ملايين المشتركين حول العالم.

 

حصل قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ على ترحيب كل من الولايات المتحدة الأمريكية وممثلة الإتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، مشيرين أن اللجنة الدستورية هي أفق لإحلال السلام في سوريا، وأنهم يثمنون جهود الأمم المتحدة والمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن بعد أن حققوا نتائج ملموسة تنهي معاناة الشعب السوري، وعلى الجانب الآخر في المحرر السوري استمر غضب الناشطين والشارع السوري مما يجري دون أخذ رأيهم فيما يجري غضبٌ يسمع صوته على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز المحلية.

 

مائة وخمسون عضواً ممن اختارتهم الأمم المتحدة سيحضر منهم خمسون  من دمشق من ممثلي نظام الأسد وخمسون من المعارضة وخمسون آخرون إختارتهم الأمم المتحدة من ممثلي وكبار موظفي المجتمع المدني، ما أثار غضب الشارع السوري في المحرر أن حصةالمعارضة لم يجري عليهم أي استفتاء شعبي حقيقي، حيث أن الغالبية العظمى منهم لم يظهروا على ساحة الثورة السورية سوى عندما تم طرح تشكيل اللجنة الدستورية، وربما قد عرف عدة أسماء منهم لايحظى أحدهم  بقاعدة شعبية تمنحهم الثقة لخوض هذه التجربة السياسية، وقد تم إقصاء الإدارة الذاتية الكردية وأحزابها من اللجنة الدستورية، والتي اعتبرت أن الإقصاء هو إجراء غير عادل وأن كل مخرجات اللجنة الدستورية لن تكون مقبولة بالنسبة لها ولن يتم الأخذ بها، إذا لم تكن معنية بما يجري.

 

يتسائل الكثير من السوريين، هل سيكون الجميع مرة أخرى تحت مظلة واحدة وعلى أي حال بعد أكثر من مليون شهيد وآلاف المعتقلين في سجون نظام الأسد

وبعد عشرات المدن التي تم سحقها بالكامل

ملايين اللاجئين في دول الجوار وأوروبا وغيرها، وميليشات طائفية وأجنبية تغزو المدن والبلدات وتنهب خيراتها، فما هو الحال بعد كل هذا الوصف؟؟؟

 

نعم إنه دستور جديد للبلاد دون أن يقال للشعب السوري مارأيك

 (دستور من خاطركم)

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × اثنان =