السبت , مايو 4 2024
الرئيسية / مقال / ثورة السودان..بين الواقع والمأمول

ثورة السودان..بين الواقع والمأمول

الخرطوم
كتب : الطيب عمر

مِن خلال المراقبة الدقيقة والتمحيص للوضع الراهن والضغط الذي تمر به دولة السودان؛ يجد المواطن نفسه في حِيرة بين الواقع وما يجب أن يكون وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع
خصوصاً وأن الضغوطات تزداد يومياً على المواطن بسبب الغلاء والتغييرات السياسية التي تمر بها البلاد
ونحن في مفترقٍ تاريخي عظيم يمرُ به الشعب السوداني بعد فكفكة نظامٍ ظلمَ الوطن على مدار ثلاثة عقود مِن الزمان،
وما زال بدولته العميقة يسعى للمزيد مِن الإفساد.
الوضع في السودان يختلف كثيراً عن بقية دول العالم العربي والأفريقي، وذلك يرجع لطبيعة تكوين المجتمع وتربيته وبعض العادات الراسخة في أذهان شبابه الساعي للتغيير مِن أجل مستقبلٍ مشرقٍ .
بدأت عجلة التنمية تُقاد والأطماح تُعلق بعد الله على تكوين دولة مدنية تكنوقراط يتولى فيها الكفاءات السياسية والمدنية والمهنية أمر دولة السودان.
وحتى اللحظة؛ بإستمرار الإعتصام أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية منذ السادس مِن أبريل؛ ينتظر الشعب تكوين حكومة إنتقالية تتولى حكم البلاد لفترة يتم فيها التجهيز لخوض إنتخابات حُرة نزيهة يتمّلك فيها الكيان المُنتخب دور إدارة الدولة والنهضة بها مِن جديد، إذ أننا ما زلنا في عجلة التفاوضات والشورى في المجالس المكونة للفترة الإنتقالية مِن سيادية وتشريعية وتنفيذية، حيث تتفاوض القوى القائدة للحراك الشعبي المتمثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير مع المجلس العسكري الإنتقالي في أُطرِ الإنتقال وتسريع العملية …
حيث تمخضت المفاوضات قُبيل التصعيد إلي توافقٍ كبير ونقاط إتفاقٍ بين الطرفين، كما يتفاوض المجلس مع بعض الأحزاب الأخرى المتمثلة في عجلة التغيير ودوامة الخروج الى برِ الأمان، وعليه تبقى المفاوضات قائمة إلى حين التوصل لتوافقٍ يُرضي كافة الأطراف، ولكن ونسبةً لتعددية أنماط وأطياف الشعب وكثرة الكيانات الموجودة في الساحة السياسية فنتمنى إسراع عملية الإنتقال السلمي ، خوفاً على الوطن وشعبه مِن خطورة التفلتاتِ الأمنية وما يمكن أن يصاحبها مِن ضياعٍ لمكتسبات الثورة والمجتمع وبموجبها قد يضيع الوطن ويذوب في سلسلة الحروب الأهلية والقبلية.
نحن إذ نسعد بزوال النظام، وننتظر محاكمةَ رؤوسه السابقة المتورطة في الفساد، كذلك نرجو مِن المجلس العسكري الإنتقالي التسريع في عملية الإنتقال السلمية بأسرعِ وأكثرِ الطرقِ أمناً للوطن وشعبه.
وإذ ضرب الشعب السوداني المثالية في سلمية ثورته وقوتها، ومواصلاً لتغيير الظلم الغاشم على قلوبِ مواطنيه، يسعى الكل بمختلفِ الأطياف والكيانات إلى مواصلة السلمية لفرض وثبات الحالة الأمنية في البلاد.
ومِن أرجى صورِ الإتفاق تكوين مجلسٍ سيادي مختلط (مدني ـ عسكري) إذ أنه تم الإتفاق على هذه النقطة وبقي الإختلاف على أفراد التكوين والعدد الممثل مِن كلا الطرفين المدني والعسكري، وهي خطوة نحو تغييرٍ حقيقي للبلاد؛ و التمثيل المدني طاغي في مكونات المجالس التنفيذية والتشريعية لكونه لابد أن يتكون من كفاءات مدنية مهنية تقود البلاد للنهضة، بتمثيل عسكري لحفظِ أمن الوطن والمواطن السوداني .

شاهد أيضاً

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”

الملالي يجعلون طهران “عاصمة الاكتئاب”؟!   نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =