فراس علاوي
ماذا حصل في الباغوز ؟
تنظيم داعش ينجح إعلامياً في إستثمار هزيمته من خلال تصوير ماقام به التحالف من مجزرة في المعقل الأخير له ، وذلك من خلال توظيف صور الأطفال والنساء ، هذا التوظيف يتحمل تبعاته كلاً من التحالف ومليشيا قسد والتي عملت على تأخير عملية السيطرة لأسباب تتعلق بالداخل الأمريكي من جهة وطريقة استثمار دونالد ترمب لذلك خاصة أنه يعاني مشاكل داخليةومع إقتراب الترشيحات لانتخابات الرئاسة الأمريكية ، مليشيا قسد من جهة أخرى حاولت الاستثمار سياسياً بمايخدم مصالحها وهو ماتسبب بإطالة أمد المعركة الأخيرة ، كذلك من جهةٍ أخرى يتحمل قادة تنظيم داعش جزءاً من المسؤولية حين استخدموا الأطفال والنساء كدروع بشرية في ظن منهم بأنها ستمنع عمليات القصف التي سيقوم بها التحالف في حال اتخذ القرار بنهاية المعركة..
هناك من يصور إطالة زمن المعركة بأنه صمود لمقاتلي التنظيم وهو في جزء منه صحيح لكن بذات الوقت من هم الذين تبقوا في المعقل الأخير لتنظيم داعش ..
قبل إنطلاق المعركة الأخيرة عقد التحالف والتنظيم عدة هدن غير معلنة خرج بها عدد كبير من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم وكذلك قادة التنظيم والذين لم يعثر لهم على أثر خاصة قيادات الصف الأول البغدادي والدائرة المحيطة به …
إصدارات داعش الأخيرة هي إعتراف بهزيمته لكنها بذات الوقت أوضحت أن من تبقى في الباغوز ليسوا من سيصمدون صموداً اسطورياً بل لأنهم فقدوا الأمل ، فهم لايملكون حكومات تدافع عنهم كالمقاتلين القادمين من دول أوربية أو المقاتلين الروس ، أغلب من تبقى هم المقاتلين المحليين غير المرغوب بهم والمطلوبين محلياً وعشائرياً ، ومن العراقيين الذي لم يستطيعوا الإنسحاب للداخل العراقي فاضطروا للبقاء رغم معرفتهم بأن بقاءهم هو بمثابة الانتحار
ماتبقى من الباغوز هو حرائق وبقايا جثث متفحمة دليل على إجرام جميع الأطراف المشاركة في القتال