الجمعة , أبريل 26 2024
الرئيسية / مقال / لافروف في الخليج ترى ماذا يحمل ؟

لافروف في الخليج ترى ماذا يحمل ؟

الشرق نيوز
فراس علاوي

لافروف في الخليج ترى ماذا يحمل ؟
جولة خليجية قادته لأكثر من عاصمة أبرزها الرياض والدوحة ، هذا مايقوم به وزير الخارجية الروسي لافروف ……
توقيت الزيارة يدل على أن روسيا تنتهج تكتيكاً جديداً في دبلوماسيتها بما يخص الشرق الاوسط
فبعد سلسلة الاستدعاءات والرحيل إلى موسكو التي امتازت بها الأعوام السابقة ، حين كانت موسكو وجهة الدبلوماسية العربية إبان التدخل الروسي الكبير في سوريا ….
يبحث الآن رئيس الدبلوماسية الروسية وعرابها سيرجي لافروف في العواصم التي تناصب حليفه الأساس بشار الأسد العداء عن حل ما فمالذي استجد..
مجموعة من التداعيات والخيبات التي أصابت الموقف الروسي والذي ظن نفسه بأنه حقق إنتصاراً في سوريا وصار بإمكانه فرض شروطه وأنه بات يمسك بخيوط اللعبة ..

توقف العمليات العسكرية على معظم الجغرافية السورية جعل التحالف الهش بين الروس والإيرانيين يتحول إلى صراع معلن حول المكاسب المحتملة بعد الخسائر المادية التي لحقت بالطرفين نتيجة التدخل في سوريا ،
السير على حافة الهاوية ومحاولة إيجاد حالة من التوازن بين الموقفين الإيراني والإسرائيلي أصاب السياسة الروسية بالإرهاق والإفلاس في ظل تصاعد التهديدات والتوتر الحاصل بين الطرفين..
استعجال الروس لجني ثمار تدخلهم عبر عقود إعادة الإعمار وإرضاء الداخل الروسي الغاضب من تراجع الاقتصاد الروسي نتيجة التدخلات والحروب الخارجية التي تخوضها روسيا …
اصطدم بموقف أمريكي واضح بأنه لا إعادة للإعمار بدون حل سياسي حقيقي في سوريا ..
وفي ظل العقوبات الأمريكية والأوربية على روسيا لايستطيع الروس وكذلك الإيرانيين التكفل بملف إعادة الإعمار مع ثقتهم بعدم وجود بيئة مستقرة لذلك فلا أوربا وافقت على المشاركة ولا الصين التي كان التعويل عليها قبل التهديد بعقوبات أمريكية لكل من يشارك بإعادة الاعمار..
وفكرة إعادة اللاجئين من أجل استدرار الدعم الغربي فشلت في تحقيق هدفها..
المأزق الروسي بدى واضحاً بعد فشله في دفع بعض الدول العربية لإعادة نظام الأسد للمحيط العربي بعد الفيتو الأمريكي على ذلك ..
كل هذه الأمور مجتمعة جعلت من الدبلوماسية الروسية تبحث عن الربع ساعة الأخيرة ماقبل تقديم تنازلات مؤلمة في سوريا ..
فالسياسة الروسية على استعداد لتقديم بعض التنازلات هنا وهناك لدول إقليمية مقابل مشاركتها في إعادة الإعمار حتى لاتضطر للعودة إلى طاولة المفاوضات الأمريكية والتي ستخسر فيها كثيراً وفي أكثر من ملف أبرزها سوريا وأوكرانيا..
الاقتصاد الروسي الذي يترنح تحت ضربات العقوبات الغربية والخسائر في سوريا ، سيضطر لدخول حرب وسباق تسلح جديد في خطوة تحسب لترمب بإعادة الحياة للحرب الباردة وبالتالي إرغام الروس على سباق تسلح جديد بعد الإنسحاب من معاهدة حظر الصواريخ..
ماذا قدم الروس من تنازلات ؟ لايزال الوقت مبكراً لمعرفة ذلك لكن على مايبدو أن وقت التنازلات قد بدأ.
لافروف يريد من الخليج المال والدعم الإقليمي مقابل تحقيق بعض المطالب في سوريا مثل إقصاء إيران وربما تغيير شكل النظام السوري وهو أقصى ماتستطيع روسيا تقديمه حالياً..
الكرة الآن بالملعب العربي وخاصة الخليجي في تغيير قواعد اللعبة في سوريا واستعادة المبادرة عربياً في العراق وسوريا واليمن وتحقيق توازن مابين الرغبات الروسية والإملاءات الامريكية وبالتالي الوصول لحل يجعل من روسيا شريك غير خاسر لكنه غير رابح في سوريا..

شاهد أيضاً

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!

إيران.. ثمنٌ باهظٌ لطموحات خامنئي النووية!   نظام مير محمدي  كاتب حقوقي وخبير في الشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 − 1 =