الخميس , نوفمبر 7 2024
الرئيسية / تقارير واخبار / الشهيدة ماريا سليمان..استشهدت الأم لتكمل طفلاتها من بعدها ثورتها

الشهيدة ماريا سليمان..استشهدت الأم لتكمل طفلاتها من بعدها ثورتها

ديرالزور
الشرق نيوز
عهد الصليبي

حُرَّة من حرائر ديرالزور.. شهيدة الكلمة والرأي، ماريا محمد أمين السليمان.. زوجة الثائر نصر سليمان الدرويش.

ولدت ماريا في مدينة ديرالزور ودرست فيها، وتزوجت من نصر الدرويش، وأنجبت طفلتين “تقى وفوزية” قبل الثورة”، ومع إنطلاقة الثورة السورية في عام 2011، كانت مارية وزوجها وطفلتيها من أوائل المتظاهرين ضد نظام الأسد.
وكان لزوجها وأطفالها حضور فعّال في المظاهرات السلمية بديرالزور عامة، وبحي الحميدية مسقط رأسهم بشكلٍ خاص.
حيث كان نشطاء سوريا يتداولون على مواقع التواصل الإجتماعي صور أطفالهم من مظاهرات ديرالزور.

حتى اقتحمت قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها عدة أحياء في مدينة ديرالزور ، وحاصروا أحياء أخرى، ومع سقوط أول قذيفة على ديرالزور رزقوا بطفلهم الذي لطالما حلموا أن يرزقهم الله إياه وأسموه “سليمان” ليلتحق بالعائلة ثائراً خامساً، ومع اقتحام قوات الأسد لديرالزور، انحازت ماريا وعائلتها إلى الأحياء التي يسيطر عليها الجيش الحر آنذاك في حي الحميدية، وقامت مع عدد من نساء ديرالزور بإنشاء أول كادر تدريسي بمدرسة الشهيدة “جود الجزمي”.

وكان نصر يعمل في إغاثة الأهالي أما ماريا فقد ساهمت مع حرائر مدينتها في “حركة نشطاء” بعدة نشاطات ثقافية وتعليمية في مركز تابع لحركة نشطاء.
وخضعت مع زميلاتها في الكادر التدريسي لدورة اسعافات أولية في مؤسسة إحسان الخيرية، لتساعد ماأمكن المحاصرين معها.

وعند دخول تنظيم داعش إلى أحياء ديرالزور خيم سواده على ثورتها، وقام بعدة انتهاكات بحق المدنيين في المنطقة ومن بينها منع التدريس.

ولم تتوقف ماريا عند قرار التنظيم فقد قامت بجمع أطفال حارتها واعطائهم دروس يومية في منزلها، وبمساعدة زوجها في شراء وتوزيع الإغاثة على المحتاجين بالسر.

ماريا أو أم سليمان كانت ثورة نقية تفيق صباحاً مع بناتها تلبسهم وتطعمهم ليأخذهم والدهم إلى المدرسة، وتعيش مرات كثيرة دقائق صعبة عند القصف.. تنتظرهم حتى يعودوا لتستمر معهم في مراجعة دروسهم ثم تذهب المغرب إلى مركز حركة نشطاء في حي العمال “المحاصر أيضاً”، هناك كانت تقام محاضرات في كافة المجالات ثم تعود ليلاً لينتهي يوم أم ثائرة.

وفي المظاهرات كانت تلبس أطفالها أجمل الألبسة في كل مظاهرة وفي إحدى المظاهرات نجت فوزية من الموت المحتم إثر سقوط قذيفة قريبة منها، ليكتب لها عمرٌ جديد.
وفي الرابع من آذار/مارس عام 2016 قصفت طائرة بالقرب من منزل العائلة فاصابت مارية، وتوفيت على الفور.

زوجها نصر.. بعد وفاة زوجته لاحقه تنظيم داعش وغادر إلى الشمال السوري المحرر تاركاً خلفه أطفاله الثلاثة عند أخيه، لصعوبة تنقله وهروبه من مناطق داعش.
آثر نصر على نفسه وتحمد ربه على ما أصابه، وغادر الحي الذي دفن في إحدى حدائقه شريكة روحه “ماريا”، وهو يحمل بين جوانحه الحزن والالم .

لتتصدر بعد عام صور تقى وفوزية مواقع التواصل الإجتماعي، من مظاهرات مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، مؤكدين على استمرارية ثورتهم، حتى تحقيق نصر أو سيرهم على درب والدتهم.

شاهد أيضاً

جولة في الصحافة الإيرانية ليوم الخميس 31 تشرين أول

طهران  النشرة اليومية للصحف الحكومية الإيرانية – الصراع على السلطة بين أقطاب النظام للفوز بحصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + 12 =