كان خطاب الرئيس في بلد الدكتاتورية ومنظومة القمع طقساً له فصوله وله ميزاته
يكتب الأديب الدكتور أحمد جاسم الحسين
توضيحات من مواطن سوري كان يقاد إلى خطابات الرئيس!
١-الحضور إجباري للفئة المختارة من المراسم في القصر، وكل من يعتقد غير ذلك دليل أنه لا يعرف كيف كانت الحياة في سورية تسير، والموظف في الحكومة إن تم اختياره أجبن من أن يفكر بعدم الذهاب.
٢- الأسماء تقترح من الفروع أو المحافظات أو فروع الأمن أو فروع الحزب، ثم تأتي القائمة النهائية قبل يوم.
٣- يكلف بكتابة الخطاب عدد من الأشخاص منهم هيثم سطايحي وبثينة ويقرؤه أكثر من شخص وما يقترحه القارئون قد لا يأخذ به معد الخطاب، ويتم تدقيق الخطاب لغويا من شخصين…
٤- طاقم التصوير والتلفزيون معروفون لدى الجميع ولديهم حظوة دائمة ويحسب لهم حساب.
٥- يتم اقتراح من سيقاطع الرئيس ومن سيلقي الشعر ومن سيبدأ بالتصفيق مسبقا، وفي أحد الخطابات تم عرض الأمر عليه فرفض أن يقاطعه أحد، وقتها لم ينبس أحد ببنت شفة.
٦- الباب الذي يدخل منه لا أحد يعرفه وأحيانا يتم تبديل المكان قبل ساعات.
٧- الحضور يجب أن يكون موجودا قبل ساعتين.
٨- التفتيش لا ينقطع بطرق متعددة حتى لحظة دخول الرئيس، يصاب من يحضر برعب حتى من حركاته هو.
٩- للمراسم دور كبير في التنظيم والأمن يقف في الصفوف الخلفية وخلف المنصة ويجلس بين الحضور
١٠-أحد أساتذة الجامعة جادل أحد المسؤولين عن تحديد الأسماء حول أنه ربما لن يستطيع الحضور فوصل النقاش إلى (إذا بدك ما حدا يعتدي ع زوجتك أنصحك تحضر ولا تكبر راس).
١١- الفروع الحزبية والأمنية يبدأ عملها بعد انتهاء الخطاب في تحديد من لم يأت ومن قام بتصرف مريب أو كان غير متفاعل أو لم يصفق بحرارة وغالبا ما تعتمد على التقارير التي كتبها زملاء ب زملاء(مبدأ دبك ولم ينخ)…
١٢-من يحن عليه الرئيس بابتسامة أو سلام …يستنفر بعد الخطاب المسؤولون و الحزبيون وسواهم للتقرب منه.
١٣- تجتمع القيادات الحزبية في اليوم التالي للإشادة بالخطاب والالتفاف وسوى ذلك، ثمة سوق للمزاودة….
١٤- صديق قديم (علاقتي مقطوعة معه منذ بداية الثورة) لا يزال يعمل معه، قال إنه يتدرب على إلقاء الخطاب أكثر من مرة…
١٥- الله يلعن أبو هالعيشة اللي كنا عايشينها : ذل وخوف وقمع واغتصاب بكل أنواعه، وبصراحةالثورة أحلى شي مر معي بحياتي، وما عداها قهر وخنوع