فراس علاوي
يبدو أن التحالف الدولي بقيادة الأمريكان قد اتخذ قراره بإنهاء وجود تنظيم الدولة داعش في آخر جيوبه بريف ديرالزورالشرقي الممتد من هجين حتى الباغوز …
ملامح هذا القرار بدت واضحة من خلال القصف العنيف بالطيران الحربي على تجمعات عناصر داعش ومراكزه الحيوية بمافيها المشافي الميدانية والسجون ، والذي أوقع بالإضافة لعدد من عناصر داعش عدد كبير جدا من المدنيين ، سياسة الأرض المحروقة لم تتوقف على قصف الطيران فقد استهدفت قاعدة التحالف الموجودة في حقلي التنك والعمر مدينة هجين خلال اليومين الماضيين بعشرات الصواريخ مسببة دمارا كبيرا وسقوط عدد كبير بين قتيل وجريح …..
لم يكن التصعيد العسكري هو المظهر الوحيد الذي يدل على جدية التحالف والأمريكان في العمليات العسكرية بل هناك عامل آخر وتصعيد واضح و بصورة خاصة وهو تشديد الحصار ومنع إدخال الغذاء والدواء لمناطق سيطرة التنظيم ، مما تسبب بمجاعة حقيقية جعلت الأهالي يأكلون الحشائش وبعض الثمار بغياب تام لمادة الطحين ذلك الحصار الذي جعل عناصر التنظيم يقومون بمغامرة عسكرية للسيطرة على قرية البحرة ، حيث عادوا منها بمواد غذائية وطبية كما قاموا بتحرير عدد من أسرى التنظيم من أحد مقرات قسد بالبحرة وسط كما قاموا بقتل عدد من المطلوبين للتنظيم ومن ثم الانسحاب لمواقعهم التي قدموا منها ……
التطور الأبرز هو استقدام أحد الفصائل المنضوية تحت مظلة قوات سوريا والمسمى جيش الثوار للمشاركة بالأعمال القتالية ضد التنظيم في منطقة هجين ، استقدام جيش الثوار لم يكن الهدف منه عسكريا صرفا فهناك فصأئل أخرى تابعة لقسد كان من الممكن استقدامها
لكن الامريكان وجهوا عدة رسائل أهمها أن جيش الثوار هو من المكون العربي وبالتالي هي رسالة طمأنة للحاضنة العربية في مناطق سيطرة وقسد وبذات الوقت محاولة لايجاد استقرار في المنطقة بعد فشل قسد في تحقيقه ، وبذات الوقت رسالة لقادة قسد والأحزاب الكردية بأن التحالف يملك أوراق أخرى غير العناصر الكردية وبالتالي فإن سياسة الضغط التي استخدمتهاقسد من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في مواجهة التهديدات التركية لن تجدي نفعا ، الأمريكان أيضا باستقدامهم جيش الثوار وإقامتهم نقاط مراقبة على خطوط التماس مع الفصائل الموالية لتركيا توجه رسالة مفادها أنها لن تتخلى عن تلك المناطق لكنها بذات الوقت لن تسمح بالتصعيد فيها..
العمليةالعسكرية التي بدأت ملامحا بالقصف الجوي والصاروخي قد تزداد وتيرتها خلال الايام القليلة القادمة
وعلى أكثر من جبهة مع تسخين جبهة الباغوز مجددا واشتراك مليشيا الحشد الشعبي العراقي بالعمليات العسكرية هناك….
السؤال الأبرز هو ماذا سيكون مصير آلاف المقاتلين من تنظيم داعش في حال انتهت العمليات العسكرية والعمليات السابقة كما في الرقة والموصل والتي احتاجت لوقت أقل من عمليات ريف ديرالزور أظهرت عدم وجود أثر لآلاف المقاتلين
فهل سيسهل التحالف عبورهم إلى الضفة الأخرى لنهر الفرات (الشامية) التي تسيطر عليها المليشيا الشيعية وبالتالي تكون ورقة أخرى مرهقة لتلك المليشيات وتصعيد عسكري في محيط مدينتي البوكمال والمياذين ، في ظل ابتعاد روسي غير مبرر وعدم وجوده بشكل مكثف في تلك المناطق
في السياق ذاته فقد سمحت قسد بوجود ممر آمن للمدنيين المحاصرين في مدينة هجين حيث بدأت عدد من العائلات بالخروج من المدينة بعد أشهر من الحصار وبعد ماحدث بسيطرة التنظيم في وقت سابق على مخيم للنازحين بالقرب من هجين مما أفقد المدنيين الثقة بمليشيا قسد وقدرتها على تأمينهم وحمايتهم وبالتالي يبفى المدنيون بين مطرقة التحالف وسندان داعش…
الوسومالامريكان التحالف الدولي الشرق نيوز تنظيم داعش ديرالزور هجين
شاهد أيضاً
يسار يمين يمين يسار أزمة النخب السورية التائهة
مقال رأي فراس علاوي تعيش كثير من شخصيات اليسار السوري وشخصيات ذات مرجعيات ايديولوجية دينية …