فراس علاوي
مايجري شرق ديرالزور يبدو شكلا من الخروج عن المألوف أو لايعدو سوى كونه حبكة سينمائية لفلم طويل إستطاع المخرج فيه توظيف جميع الظروف لصالح قصة فلمه التي تبدأ بقصف جوي عنيف لمناطق سيطرة داعش في هجين والسوسة بعد إنتهاء مليشيا قسد من السيطرة على بلدة الباغوز باستثناء بعض الجيوب ..
تتقدم مليشيا قسد قوات سوريا الديموقراطية من ثلاث محاور الاول غرب هجين حيث المعارك ومنذ ثلاثة أشهر تراوح مكانها لايكاد يتقدم طرف حنى يستعيد الطرف الآخر ماخسره …
معارك البادية شمال مدينة هجين وقرية أبو الحسن تبدو كرحلات صيد بالنسبة لتنظيم داعش إذ لايخلوا يوم من خروج عناصر من التنظيم على دراجاتهم النارية باتجاه مناطق سيطرة قسد ومواقع تمركزهم ليعودوا ببعض الجثث أغلبهم من المكون العربي من محافظات ديرالزور والرقة والحسكة ، أكثر من إصدار للتنظيم ظهرت فيه جثث لمقاتلين من قسد أو اسرى ينتظرون مصيرهم المحتوم ..
عوامل الطقس والتي يبدو أنها اكثر مايستفيد منه التنظيم خاصة العواصف الغبارية والتي شكلت كابوسا لطيران التحالف والذي لايستطيع تقديم أي مساندة لعناصر قسد على الارض وبالتالي تصبح رمال البادية متحركة تحت اقدامهم ..
الجبهة الأكثر سخونة هي جبهة بلدة السوسة شرق مدينة هجين والتي تبعد عن البوكمال مايقارب ال10 شمال غرب على الضفة الأخرى للفرات ، والتي سيطرت عليها مليشيا قسد بتاريخ 25 / 10/ 2018 بعد قصف شديد لطيران التحالف أدى لإنسحاب عنلصر تنظيم داعش إلى أطرافها الشمالية والشمالية الغربية على حدود مدينة الشعفة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل ..
هذه السيطرة لم تستمر لأكثر من يومين حيث استغل التنظيم عاصفة غبارية هبت على المنطقة ليشن هجوما واسع النطاق على البلدة ويستعيدها من قسد موقعاخسائر كبرى في صفوف مليشيا قسد وصلت لعشرات القتلى والأسرى والسيطرة على عدد كبير من الآليات التي زودها التحالف لمليشيا قسد منذ عدة أيام حيث أرسل بتعزيزات كبيرة للمنطقة من الشدادي والطبقة وعين عيسى استعدادا للهجوم الأخير كما كانت تبدو الصورة قبل يومين
معارك الكر والفر تثير كثير من الأسئلة حول جدية التحالف في القضاء على آخر جيوب داعش في المنطقة
وحول قدرة عناصر مليشيا قسد على الصمود أمام هجمات تنظيم داعش خاصة أن العمليات الأخيرة شهدت عمليات فرار جماعي من قبل عناصر قسد تاركين خلفهم الكثير من الأسلحة والذخائر
العمليات الأخيرة وضعت كثير من السيناريوهات موضع الإحتمال فهل يستفيد التنظيم من الروح المعنوية المنهارة لعناصر قسد من أجل تثبيت نقاط سيطرته وبالتالي إطالة أمد المعارك مع إقتراب فصل الشتاء والذي تساعد طبيعته الغائمة وقصر نهاره على إعطاء التنظيم ميزة الهجوم والمباغتة مع تحييد طيران التحالف
وهل استشعر التحالف هذا الخطر فزاد من وتيرة القصف على المنطقة وهو مايفسر المجازر الأخيرة في كلا من السوسة وهجين ..
السؤال الأهم هو ماتفسير صمت التنظيم لفترة طويلة وعدم قيامه بأي عملية حقيقية في الجهة المقابلة لنهر الفرات الشامية مناطق سيطرة نظام الأسد وروسيا والمليشيا الإيرانية
وهو مايطرح إشارات استفهام حول تسليح التنظيم وطرق إمداده اللوجستية من ذخائر ومؤن ووقود ، فهل هناك تواطئ ما يتم عبر الحدود العراقية وهل لإيران يد في ذلك
تغير استراتيجية التنظيم وتحوله من الدفاع إلى الهجوم يتناسب مع سياسة إيران في خلط الأوراق في المنطقة